بغداد اليوم- بغداد
توتر جديد طرأ أخيراً على العلاقة السياسية، بين اكبر حزبين كرديين، اثر قيام الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، بتحريك قوات تابعة له، في احدى مناطق قضاء رانية بمحافظة السليمانية وهي بحسب الاتحاد الوطني الكردستاني منطقة نفوذ كبيرة للحزب، الامر الذي فُسر على انه خطوة سياسية قد تؤجج المزيد من الصراعات خلال الايام المقبلة.
مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، قال لـ(بغداد اليوم)، ان "هناك توتراً جديداً، في العلاقات بين الحزبين الكرديين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني قد يتطور في الأيام المقبلة"، موضحاً ان "التوتر بدأ بعد قدوم قوة من البيشمركة وتحديدا القوة 80 التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني واستقرارها في منطقة (زيني ورتي)، التابعة لقضاء رانيا والقريبة من جبل قنديل ضمن ما يعرف بالمناطق الخضراء وهي المناطق الخاضعة لنفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني".
وأضاف أن "قوة البيشمركة نصبت مفازر، لمنع حركة التنقل للسيطرة على فيروس كورونا ولكن الاتحاد الوطني أبدى اعتراضا على ذلك وطالب القوة بالانسحاب ".
وأشار إلى أن "قوة أخرى من حزب العمال الكردستاني نزلت من جبل قنديل القريب من المنطقة وأقامت نقاط عسكرية على مقربة من النقاط التي تتواجد بها قوات البيشمركة فيما قامت الطائرات التركية بقصف قوات حزب العمال يوم أمس ".
وبين أن "قوة أخرى من الاتحاد الوطني وتحديدا من قوات مكافحة الإرهاب وصلت إلى منطقة (زيني ورتي)، فيما تستمر التوترات الإعلامية بين الطرفين في وسائل الإعلام الممولة من الجهات الحزبية".
وتابع أن "التوتر مستمر حتى اللحظة/ فيما تستمر مطالبات الاتحاد الوطني بانسحاب قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي من المنطقة".
الاتحاد الوطني: العالم مشغول بكورونا والكرد اصبحوا فيروسا ضد انفسهم
من جهته، قال النائب عن الحزب الوطني الكردستاني بليسة جبار فرمان، قائلاً: ان "منطقة ( زيني ورتي)، ليست جبهة قتال والموجودين هنالك ليسوا اعداء .. العالم مشغول بفيروس كورونا والكرد أصبحوا فيروسا ضد أنفسهم"، وفقا لقوله.
وتابع: "بدلا عن استذكار مآسي الأنفال التي تم فيها تدمير 5 الاف قرية، نعود لإنشاء السواتر بدلا من تعمير المناطق التي دمرت".
ودعا النائب في اشارة الى التحرك الاخير لقوات الديمقراطي الكردستاني الى "رفع السواتر في منطقة (زيني ورتي)، وانهاء المظاهر العسكرية المسلحة في المنطقة ونقل الجبهات الى خانقين وكركوك لمواجهة تمدد عناصر تنظيم داعش".
الديمقراطي الكردستاني: تحرك البيشمركة الاخير جاء لاسباب تتعلق بكورونا حصراً
ورد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبين سلام، على الاتهامات الموجهة ضد حزبه بالقول أن "تحركات قوات البيشمركة إلى تلك المناطق جاءت لعدة أسباب".
وقال سلام في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "التحرك جاء أولا لأسباب صحية لآن المنطقة قريبة من إيران، وكلنا نعرف بأن إيران كانت السبب الرئيس لانتشار كورونا في الإقليم والمنطقة، ولذلك تحركت القوات للسيطرة على الحدود".
وأضاف أن "السبب الأخر لآن هنالك فراغاً أمنياً، وان قوات حزب العمال الكردستاني تستغل الفراغات الأمنية لتتواجد بها وبالتالي يدفع الثمن المواطنين الأبرياء نتيجة القصف التركي".
وأشار إلى أن "السبب الأخر هو أن قوات البيشمركة قوة رسمية ومشتركة من الحزبين وتعمل تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة في كردستان وهو رئيس الإقليم ومن حقها التدخل والتواجد في أي مكان".
وبين أن "السبب الرابع هو أن هذه المنطقة تؤدي إلى شقلاوة ومن ثم إلى قاعدة الحرير العسكرية التي تتواجد بها القوات الأميركية ونحن يجب علينا حماية تلك القاعدة لمنع أي توترات عسكرية بين إيران وأميركا نحن في غنى عنها".
البيشمركة تصدر بياناً توضيحياً
التعليق على الموقف لم يقتصر على ردود الافعال السياسية بل عزز ببيان توضيحي منتظر ، اذ أصدرت وزارة البيشمركة يوم أمس بيانا أكدت فيه أن تحركاتها في منطقة زيني ورتي طبيعية ومن حقها التحرك في لاي منطقة تشهد حالة عدم استقرار.
وقالت الوزارة في البيان، إنه "بخصوص مسألة (زيني ورتي)، فان حكومة اقليم كردستان ووزارة البيشمركة ووفق القوانين والتعليمات المعمولة لهما الحق والصلاحيات الكاملة في كل منطقة ومكان بحدود اقليم كردستان، وتحريك قوات البيشمركة، ونريد ان لا يفسر الموضوع باي تفسير سياسي خاطئ".
واضافت، أن "حماية ارض وشعب اقليم كردستان من واجب قوات البيشمركة والان وامام الاوضاع غير المستقرة للمواطنين وشعبنا، يجب على الجميع وبروح المسؤولية اتخاذ خطوات من اجل استقرار الاوضاع".
وأوضحت انه "للاسف، لا يجوز بنتيجة عدم ثقة الاطراف وتضخيم مسألة صغيرة، ان يدفع شعبنا خسائر وضريبة قاسية"، مشيرة الى "اننا دائما قمنا بتفعيل محاولاتنا لتهدئة الاوضاع وسنستمر في ذلك، على ان تكون خطواتنا جزءا من الحل وليس استفحال المشكلة اكثر".
وتعتبر زيني ورتي، التي تشهد تحركات عسكرية منطقة سيتراتيجية حيث ترتبط المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وإيران فيما تقع على مقربة من سلسلة جبل قنديل النقطة الرئيسية التي يتواجد بها حزب العمال الكردستاني.
وكانت خلية الاعلام الامني أكدت يوم امس،رصدها خرقا للأجواء العراقية، من خلال طائرة مسيرة تركية مسلحة، حيث شنت الطائرة هجوماً راح ضحيته امرأتان شمالي البلاد.
وذكر بيان صادرة عن الخلية، وتلقته (بغداد اليوم)، ان "قيادة الدفاع الجوي ترصد خرقا للأجواء العراقية، من خلال طائرة مسيرة تركية مسلحة بخط رحلة ( سندي - سواره - توكا - القوش - شمال مخمور ) بارتفاع 6 كلم وبسرعة 200 كلم / ساعة، وتعرض مخيم للعوائل الأكراد الأتراك اللاجئين قرب مدينة مخمور للقصف بواسطة صاروخ".
واشارت "حيث راح ضحية هذا القصف امرأتين من القاطنيين في هذا المخيم، فيما شرعت قوة من الفرقة ١٤ بالخروج لمكان الحادث".