بغداد اليوم _ بغداد
لليوم الثالث على التوالي تعلن وزارة الصحة العراقية تراجعا بعدد الإصابات بفيروس كورونا، وعلى الرغم من خلو الموقف الوبائي لليوم الثلاثاء من الوفيات، ماتزال إشارات التحذير مستمرة وعلامات القلق تسود المشهد الصحي العام للبلاد.
وفي وقت تعرضت منظمة الصحة العالمية لهجوم غير مسبوق من مسؤول بوزارة الصحة بخصوص مستقبل الفيروس في العراق خلال الأسابيع المقبلة، تؤكد جهات حكومية استمرار الخطر، فيما تشير اخرى نيابية إلى وجود أكثر من 10 آلاف مشتبه بإصابته بالفيروس المستجد.
أكبر عملية شفاء بمستشفى واحد
وابدى عضو خلية الازمة في دائرة صحة الرصافة، عباس الحسيني، تفاؤله بخصوص وضع فيروس كورونا (كوفيد-19) في العراق، وفيما وجه انتقاداً غير مسبوق من مسؤول صحة عراقي لمنظمة الصحة العالمية بشأن التعامل مع خطر كورونا، شدد على عدم إدخال العراقيين بأزمة نفسية.
وفي مقابلة متلفزة، تابعتها (بغداد اليوم)، قال الحسيني "شهدنا امس الاثنين أكبر عملية شفاء بمستشفى واحد لمرضى كانوا مصابين بكورونا في مستشفى ابن الخطيب بجانب الرصافة بلغت 30 شخصاً".
وبين ان "ثلثي المرضى الموجودين بالمستشفى ينتظرون المسحة الثانية للفحص، بعد ان ظهر نتيجة المسحة الأولى سلبية ما يعني انهم ربما في طريقهم للخروج بعد التأكد من تعافيهم".
وتابع: "الأمور تبشر بخير، المؤشرات الحالية إيجابية خاصة وان معدل شفاء مرضى كورونا على مستوى العراق تجاوز نصف المصابين ووصل الى 60% من المصابين".
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة، اليوم الثلاثاء، تراجعاً جديداً بأعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بعد ان سجلت امس 26 حالة فقط، فيما أكدت عدم تسجيل أي حالة وفاة في الموقف الوبائي لليوم الثلاثاء في البلاد.
وبخصوص موقف الوباء بشكل عام، قال المسؤول في الصحة، إن "الوضع العام سائر نحو الانفراج في العراق"، مبدياً استغرابه من "قول منظمة الصحة العالمية قبل يومين انه يجب عدم التفاؤل بالوضع العراقي رغم المؤشرات الإيجابية".
وأضاف "يجب ان لا ندخل الشعب العراقي، بأزمة نفسية وقلق مستمرين ونضع مساحة للتفاؤل "، مشيرا الى ان "معدلات الإصابة اقل بكثير حالياً من معدلات الشفاء وهذا إيجابي وينبغي الإشارة اليه حين نخاطب الشعب".
الخطر مستمر
وتوقع عضو خلية الأزمة البرلمانية لمتابعة وباء كورونا في العراق، النائب جواد الموسوي، وجود أكثر من الف واربعمائة مصاب بالعراق لا مسوا مايقارب العشرة آلاف شخص من أقاربهم، وفيما انتقد موقف مستثمري الفنادق الكبرى خلال الازمة الصحية، كشف عن مشكلة بخصوص الملامسين في جانب الرصافة من العاصمة بغداد.
وذكر جواد الموسوي، في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم)، أن "خطر كورونا مستمر في العراق طالما لم يكتشف حتى الآن لقاح أو علاج للمرض، والعلاج الوحيد الآن هو استمرار الحظر والإجراءات الوقائية".
وأضاف الموسوي، أن "هناك شبهات فساد على وزارة الصحة وعقود الوزارة ونحن شخصنا عقوداً فيها شبهات فساد"، مبيناً أن "خلية الازمة والحكومة العراقية اعطيا وزارة الصحة اعفاءً للتعاقد وتعليمات الموازنة فيما يخص عقود كورونا فيروس بسبب خطورة الموقف لكن أيضا هذا لن يجعلنا في لجنة الصحة بعيدين عن مراقبة تلك العقود".
وبشأن أرقام الإصابات على مستوى البلاد، قال الموسوي، إن "ارقام الإصابات ليست قليلة، وهناك ما يقارب الـ 1400 مصاب وكلهم جزء من عوائل ولامسوا ما يقارب العشرة الاف شخص من أقاربهم وجيرانهم ونشتبه اصابتهم بكورونا، ويجب ان نستشعر الخطورة ونضع ببالنا أسوأ الاحتمالات".
وتابع عضو خلية الازمة البرلمانية، أن "مشكلة جانب الرصافة بالعاصمة بغداد هي كثرة الملامسين للمصابين، وهؤلاء يجب أن يحجروا بأماكن جيدة لا تسمح لهم بالاختلاط ريثما تنتهي فترة الحجر"، مشيراً إلى أن "الحكومة حاولت حجرهم في الأقسام الداخلية لكنها غير مؤهلة لاستخدام العوائل".
وذكرت الصحة، في بيان الموقف الوبائي لفيروس كورونا، أن "مختبرات الوزارة سجلت لهذا اليوم (22) إصابة في العراق موزعة، في محافظات بغداد / الرصافة 1، وبغداد / الكرخ 3، ومدينة والسليمانية 1، محافظة واسط 2 ، كركوك 2 ، البصرة 10 ، بابل 1، الديوانية 1 ".
وأكد بيان الموقف الوبائي لليوم الثلاثاء عدم تسجيل وفيات فيروس كورونا، فيما بين أن عدد حالات الشفاء اليوم 49 حالة، واحدة في بغداد/ الرصافة، وبغداد/ الكرخ 6، ومدينة الطب 1، النجف 3، السليمانية 4، أربيل 22، كربلاء 2، البصرة 7، بابل 1، الأنبار 1 ، والمثنى 1".
وأشار بيان الصحة، إلى أن "مجموع الإصابات في البلاد بلغ 1400، فيما بقيت اعداد الوفيات عند 78 حالة، ومجموع حالات الشفاء بلغ 766".
الصحة العراقية: كورونا هزم أمام العراقيين
وأكد وكيل وزارة الصحة والبيئة حازم الجميلي، ان العراق نجح بهزيمة فيروس كورونا، وفيما طرح سببين لذلك، أشار الى انه ورغم المؤشرات الإيجابية للغاية فأن ان هناك تحد ما زالت تعاني منه الكوادر الصحية وسببه المواطنون انفسهم.
وقال الجميلي في مقابلة متلفزة تابعتها ( بغداد اليوم ) ان " فيروس كورونا هزم امام قوة وصلابة العراقيين مواطنين وكوادر صحية والسبب هو القرارات الاستباقية الصحيحة والتزام اغلب المواطنين بإجراءات الوقاية".
وأوضح ان "تجربتنا بالعراق في مواجهة كورونا نجحت وأصبحت نموذجاً عالمياً واعتقد ان ما اتخذه العراق من إجراءات صحيحة سيدرس عالمياً وخاصة في علم الوبائيات".
وتابع ان "السر وراء نجاح هذه التجربة وقلة الإصابات بالعراق قياساً بدول عظمى أكثر تقدماً صحياً هو الإجراءات الاستباقية التي اتخذها العراق من اغلاق للحدود وإيقاف الرحلات مع الدول الموبوءة وخاصة الصين وإيران، اذ رفضنا السماح بانتقال مواطني تلك الدول للعراق وسمحنا لمواطنينا فقط بالعودة وهذا اجراء طوق الخطر".
وأضاف أن "العراق قد كون البلد الوحيد في العالم من اتخذ هكذا إجراءات بشكل مبكر جداً، بقية الدول استمرت بالسماح بالرحلات مع الدول الموبوءة لأنها تصورت ان نظامها الصحي اقوى من الفيروس في حال تسجيل إصابات وسيتم تطويقه وبالتالي انقلبت الأمور عليها".
وتحدث الجميلي عن تحد كبير رغم المؤشرات المشجعة قائلاً: "مشكلتنا الحالية ان كثيرين ممن تظهر عليهم الاعراض او من ساء وضعهم الصحي بسببها يرفضون الاتصال بنا خوفاً من العزل او لأسباب اجتماعية وهذا تصرف خطير للغاية لان حياتهم ستكون على المحك وسجلنا وفيات بهذا السبب".