بغداد اليوم _ ديالى
لم يكن الشاب محمد جواد من محافظة ديالى، يعلم بانه سيصبح مشهورا بين ليلة وضحاها ويتحول إلى مادة دسمة لحديث أهل قريته، بعدما اصيب بوعكه صحية قبل نحو اسبوعين، كانت بعض عوارضها شبيهة باعراض فيروس كورونا ليتم فرض الحجر الصحي عليه كاجراء وقائي واخذ عينات لتحليليها.
"حمودي كورونا"
بعد 24 ساعة اظهر تحليل العينات أن محمد ليس مصابا بفيروس كورونا، ليعود إلى كنف قريته قرب مدينة بعقوبة والتي يزيد سكانها عن 300 أسرة، لكن المفاجأة كانت تحوله مادة للسخرية، واصبح معروفا بلقب "حمودي كورونا".
يقول محمد جواد، في حديث لـ( بغداد اليوم) وهو يعمل حدادا باجر يومي" :اصبحت اشهر شاب في القرية والقرى المحيطة، لكنها شهرة بائسة فالكل يبتعد عني وكانني شبح وليس انسان"، لافتا الى ان "الناس لاتفهم حتى الان معنى فيروس كورونا وانه مجرد مرض وبائي يمكن الشفاء منه رغم انني بالاساس لم اصب به".
واضاف جواد، ان "نسبة كبيرة من سكان قريتي والقرى المحيطة، يتعاملون مع كورونا وكأنها فعل معيب او مخجل، وبالمقابل هناك من يتعامل مع المرض بشيء من الوعي ويرفضون السخرية او التنمر على المصابين او المشتبه باصابتهم"، مبينا ان "الكادر الصحي تعامل معي برفق وانسانية ولم يكونوا يتجنبوه رغم انهم لم يكونوا متاكدين من سلامة موقف الصحي في باديء الامر".
لقب يمتد للأحفاد
وتابع محمد، أن "الجميل في كورونا رغم اني لم اصب به، معرفتي الكبيرة باصدقائي قبل وبعد نتائج التحليل، حيث مايزال الكثيرون يشكون بأني مصاب بالفيروس رغم ان التقرير الرسمي الذي احمله بيدي يؤكد عدم اصابتي".
ويخشى الشاب محمد، أن يصبح كورونا ملاصقا لاسمه، الذي ربما يمتد لاحفاده، ويصبح لقبا لهم، بحسب قوله.
آل كورونا !
ويقول الناشط والاعلامي، علي الحجية، إن "كورونا مرض وبائي وليس جرما او عيبا حاله حال بقية الامراض الاخرى"، مبيناً أن "اعتماد طرق الوقاية والابتعاد والعزل وعدم التلامس لايمكن ان تتحول موضوعا للتندر والسخرية".
واضاف الحجية، في حديث لـ(بغداد اليوم): "للاسف اطلق بسبب بعض الحالات على عوائلهم القابا مثل (بيت ابو كورونا)"، مشيرا الى ان "التنمر على مصابي كورونا ينم عن جهل كبير، وهي ممارسات سيئة وبعيدة عن الاخلاق، لان المريض لم تكن الاصابة بارادته ، ويجب على المجتمع مراعاة مشاعره ومشاعر وذويهم".
ويؤكد مدير اعلام صحة ديالى، فارس العزاوي، تعرض الكثير من المصابين وحتى المشتبه باصابتهم بفيروس كورونا إلى السخرية من قبل الآخرين.
ويقول العزاوي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "المرض ليس عيبا او هو نتيجة عن فعل اخلاقي سيء، بل هو فيروس حاله حال عشرات الفيروسات التي تصيب الانسان وتسبب له الوعكة الصحية".
واشار إلى أن "الكثير من المصابين وحتى الحالات المشتبه باصابتها، يتعرضون الى الاذى النفسي بسبب تلك الاوصاف والالقاب، مبنيا ان "هناك اناس لايفقهون حتى الان معنى فيروس كورونا".
ومع تفشي فيروس كورونا بشكل متسارع عالمياً، وتجاوزه القارات ليصبح "جائحة" كما صنفته منظمة الصحة العالمية في مارس، يقول خبراء وأطباء أن المرض يتجاوز بآثاره الإنسان ومناعته الجسدية ويصل إلى الجانب النفسي، الذي له تأثير كبير على التخلص من المرض.
وتابع مدير صحة ديالى، أن "دائرته تخطط لاطلاق حملات توعية ذات بعد نفسي للرد على الاشخاص الذين يسخرون من مرضى الفيروس، او الحالات المشتبه بها في القريب العاجل".
وفي آخر إحصائية لها، اعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت (4 نيسان 2020)، تسجيل 58 اصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وجاء في بيان الموقف الوبائي للفيروس، الذي نشرته الصحة وتلقته (بغداد اليوم)، أن "مختبرات وزارة الصحة والبيئة سجلت 58 اصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في العراق موزعة كالتالي:- "بغداد/ كرخ: 3، البصرة : 9، - النجف: 34، - السليمانية: 4، أربيل: 6، - ديالى : 1، - المثنى: 1".
اما الوفيات المسجلة، ليوم امس السبت، بحسب البيان فكانت كالاتي: "حالتين في البصرة، وحالة في الكرخ".
واشار الى تسجيل "33 حالة شفاء تام موزعة كالتالي:-"النجف: 4، مدينة الطب: 2، البصرة: 12،-اربيل 6 دهوك 6، نينوى: 1،واسط: 2".
وبهذا بلغ مجموع الاصابات 878، ومجموع الوفيات: 56، ومجموع حالات الشفاء: 259، في عموم البلاد.