بغداد اليوم- بغداد
ما إن وصل المنهاج الحكومي لرئيس الوزراء المكلف، عدنان الزرفي، إلى رئاسة مجلس النواب، باشرت الأخيرة ببحث الآلية التي يجب اتباعها لعقد الجلسة الاستثنائية لمنح الثقة لحكومة الزرفي، فيما تطرح جائحة كورونا نفسها هذه المرة على طاولة النقاش، بحضور أكثر جدية من الاختلاف السياسي بشأن موقف الكتل من حكومة رئيس الوزراء المكلف.
حكومة منوعة ستقدم خلال أيام
ويحاول الزرفي التنويع في تشكيلته الحكومية، واجراء حوارات مكثفة، مع الكتل السياسية التي ترفض تسنمه المنصب، لضمان تمرير حكومته، خلال الأيام القليلة المقبلة، قبيل إعلان موعد جلسة منح الثقة.
وتتكون حكومة رئيس الوزراء المكلف، عدنان الزرفي التي سيعلن عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، من خليط يضم الكتل السياسية كافة، نواب ومسؤولون سابقون، ومستقلون، ومزج بين الكفاءات والمهنيين، بحسب ما يقول عقيل الرديني، عضو ائتلاف "النصر" الذي يرأس كتلته النيابية عدنان الزرفي نفسه.
وفيما يبين الرديني، في حديث لـ (بغداد اليوم)، أن "الزرفي حاول التنويع من أجل تمرير الحكومة"، يشير إلى أنه "لا حوار بين الزرفي وتحالف (الفتح) لكون الأخير رفض ذلك، فيما الحوارات تجري مع نواب من منفردين من التحالف بصورة مباشرة".
ويلفت إلى أن "قادة السنة والكرد يشترطون موافقة 50% من الشيعة لتمرير الحكومة"، مبيناً أن "الوضع فيه صعوبة ولكنه ليس مستحيلاً".
وينبه على أن "تحالف سائرون من الداعمين للزرفي، بالإضافة الى ائتلاف النصر وأعضاء من الفتح، وأعضاء من الكتل السياسية الأخرى"، دون أن يحدد رقماً دقيقاً لعدد النواب المؤيدين للمكلف بتشكيل الحكومة.
الحوارات مستمرة و ’’كورونا’’ قد يعقد المشهد
بالتزامن مع ذلك، كشف النائب عن محافظة الأنبار، فيصل العيساوي، لـ (بغداد اليوم)، أن "الزرفي لا يزال يجري حوارات مكثفة مع الكتل المعترضة على تسنمه للمنصب، لتمرير حكومته خلال جلسة مجلس النواب الاستثنائية لمنح الثقة".
وقدم الزرفي يوم أمس السبت، نص المنهاج الحكومي، بكتاب رسمي، إلى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، مؤكداً أنه سيقدم لاحقاً أسماء الكابينة الوزارية، وضمن المدة الدستورية المحددة له، وفي وقت لاحق من اليوم عينه، أعلن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب، تسلم المنهاج الوزاري من رئيس الوزراء المكلف.
لكن جائحة كورونا، التي أحسنت في تفريق كل تجمع بشري، وألقت بظلالها على بلاد الرافدين، حاصدة أرواح أكثر من 50 مواطنا، ومخلفة أكثر من 800 إصابة حتى الآن، تشكل عقبة رئاسة أمام مجلس النواب، بشأن الآلية التي يجب اعتمادها لعقد جلسة منح الثقة، التي تتطلب حضور أكثر من نصف عدد أعضاء المجلس الـ 329.
وفي هذا الصدد، رأى مقرر مجلس النواب، هوشيار قرداغ، أن "وباء كورونا، سيُصعب ويُعقد من عملية عقد جلسة لمجلس النواب، للتصويت على حكومة الزرفي في الفترة الحالية"، لافتا إلى أن "هيأة رئاسة المجلس تجري مشاورات من أجل تحديد الكيفية والآلية لعقد الجلسة المرتقبة لمجلس النواب، والمخصصة لمنح الثقة للحكومة".
وأردف: "سنتوصل عبر التحركات الجارية إلى إيجاد طريقة معينة لعقد جلسة منح الثقة، وما نريده هو تجنب حدوث أي مشاكل صحية في حال التئام مجلس النواب".
وتضمن المنهاج الحكومة الذي قدمه المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة 16 باباً، تطرقت إلى انتشار فيروس كورونا في لبلاد، ومطالب المتظاهرين، والانتخابات المبكرة وسيادة الدولة والسيطرة على السلاح، وصولاً إلى تعزيز دور المرأة والقطاع التربوي والتعليمي.
تلميح كردي بقبول الزرفي
ووصف النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، حسن آلي، المنهاج الحكومي الذي طرحه رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، بالجيد من الناحية النظرية، ولكنه وفقا لحسن آلي يتطلب "تكاتف الجميع لتنفيذه خاصة في ظل الظروف التي يمر بها العراق في الوقت الحالي".
وبشأن موقف الحزب من المكلف لرئاسة الوزراء، قال آلي، في حديث لـ(بغداد اليوم): "ليس لدينا مشكلة إطلاقا، سواء مع الزرفي أو برنامجه، أو مع عقد الجلسة في حال وجهت لنا دعوة للحضور".