الصفحة الرئيسية / كورونا يحبس الكرد بالمنازل في أهم أيام السنة لديهم.. لا احتفالات بنوروز هذا العام ولا نيران في الجبال

كورونا يحبس الكرد بالمنازل في أهم أيام السنة لديهم.. لا احتفالات بنوروز هذا العام ولا نيران في الجبال

بغداد اليوم _كردستان

يعد يوم 21 من آذار يوما غير اعتيادي بالنسبة للمواطنين الكُرد في العراق والعالم، فهو يمثل رأس السنة الكردية الجديدة الذي يحتفل به المواطنون، خاصة في إقليم كردستان، بإشعال شعلة نوروز في جبال الإقليم المشهورة وسط جموع شعبية غفيرة.

ومنذ عام 1991 لم يفوت الكرد هذا اليوم من السنة إلا وأقاموا احتفالاً بهيجاً، بالرغم من مرور الإقليم بعدد من الأزمات، لعل أبرزها قضية تمدد عناصر تنظيم داعش عام 2014 ووصوله لمشارف كردستان، والأزمة المالية التي نتجت عنها قطع رواتب الموظفين في الإقليم نتيجة الخلافات مع الحكومة الاتحادية في بغداد، إلا أن الكرد ظلوا محافظين على الاحتفال بهذه المناسبة.

لكن كان لفايروس كورونا رأي آخر حول هذه الاحتفالية، وإقامة مراسيمها، حيث أجبر حكومة إقليم كردستان على اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية مشددة، لمنع تفشي هذا الفايروس في الإقليم، ومنها، إلغاء الاحتفالية بهذه المناسبة، إضافة الى حظر التجوال الذي أعلنته السلطات في جميع مناطق الإقليم، وللحفاظ على وجود هذه المناسبة في حياة الكرد اكتفت الحكومات المحلية في الإقليم يوم أمس بإشعال شعلة نوروز في مدن الإقليم، وسط غياب الحضور الشعبي والجماهيري.

على المستوى الرسمي، تلقى رئيس الجمهورية برهم صالح، برقية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهنئته بأعياد نوروز، أكد ترامب خلالها ايضاً رغبة بلاده بإقامة علاقات أمنية واقتصادية متطورة مع العراق، فيما قدم عدد من السفراء، ومن بينهم سفير الاتحاد الأوروبي مارتن هوث، وسفير بريطانيا ستيفن هيكي، التهاني لجميع الكرد.

وتقول الإعلامية الكردية آواز عبد الله أثناء حديثها لـ (بغداد اليوم)، إنه "ليس من السهل علينا ككرد أن لا نحتفل بهذه المناسبة التي تعتبر من أهم أيام السنة، لكن ما يمنعنا هذا العام هو الوضع الصحي الذي يمر به الإقليم والعالم".

وتضيف عبدالله: "يجب علينا مساندة حكومتنا التي تقوم بجميع الإجراءات الاحترازية ونتعاون معها لحين زوال خطر هذا الفيروس، فليس من الصحيح تشتيت جهودها ووقتها ستحل الكارثة، كما حلت بدول كثيرة".

وبالنسبة للمواطنين الذين اعتادوا سنوياً على ممارسة طقوس هذه الاحتفالية، وارتداء الزي الكردي، والخروج مع عوائلهم للاحتفال بهذه المناسبة المهمة للكرد، يرون أن حياتهم وحياة أحبابهم هي أهم من كل احتفال.

وتضيف أحمد خلال حديثها لـ (بغداد اليوم): "صحيح أن نوروز هو أهم الاحتفالات والأعياد بالنسبة لنا لكنها ستُعّوض، لأن صحة الإنسان هي أهم من كل شيء، وهذا ظرف طارئ عانى منه العالم أجمع".

وتؤكد أن "كردستان ستخرج من هذا المرض معافاة بفعل وعي سكانها، وسنحتفل العام المقبل احتفالاً بهيجاً، فما فائدة أن نحتفل الآن وقد نخسر أحد من أحبائنا ويصاب بفيروس كورونا، وقتها، سيتحول الحفل إلى عزاء".

وفي هذا اليوم تحديداً، تزدحم المناسبات ما بين مناسبة حزن وأخرى فرح، فاليوم عند الكرد يعتبر يوماً مهماً ومفرحاً تُقام به الاحتفاليات، وهو عيد نوروز، في حين عند الطائفة الشيعية تصادف ذكرى استشهاد الإمام الكاظم، الذي يُحتسب بالتوقيت الهجري، وصادف اليوم مع عيد نوروز، أما المناسبة الأخرى، وهي، عيد الأم، ومع وجود تلك المناسبات المهمة للكثير من العالم، إلا أن العالم انشغل بمواجهة الفايروس الأكثر فتكاً بالعالم، كورونا الذي فرض الحجر الصحي على ملايين البشر في جميع أنحاء العالم.

وعند العودة الى إقليم كردستان، والغاء عيد نوروز يقول الإعلامي المقيم في إقليم كردستان أنس الشمري في حديث لـ (بغداد اليوم): "في كردستان هناك وعي كبير تفتقر له ربما العديد من المجتمعات في باقي المحافظات العراقية وتطور ثقافي، أدى إلى انحسار فيروس كورونا وقتما دخل الأراضي العراقية وبدأ يتوغل هنا وهناك، فأصبح التزام أهالي كردستان وتضحيتهم بممارسة الطقوس الخاصة بأهم ذكرى كردية وهي ذكرى عيد نوروز أشبه بسلاح وجه صوب كورونا اللعين".

ويشير الشمري الى أن "هذا الأمر يحسب لإقليم كردستان وشعبه الواعي على أنه تضحية"، مضيفاً: "نتمنى أن تقدم التضحيات على الرغبات لدى جميع مجتمعات الشعب العراقي في كافة المحافظات، لننتصر على هذا الوباء الخطير".

وبخصوص الحجر الصحي، استغلت العوائل الساكنة في المجمعات السكنية جلوس الناس في منازلهم وعدم خروجهم للاحتفالات الشعبية بتشغيل الأغاني والدبكات الكردية، وذلك عبر مكبرات الصوت والاحتفال بالمنازل عبر عمل الحلويات المنزلية وارتداء الأزياء الكردية، والاكتفاء بهذا الحد، تجنباً لانتشار الفيروس وحفاظاً على حياة المواطنين".

21-03-2020, 13:30
العودة للخلف