بغداد اليوم- بغداد
انتقد القيادي السابق في "منظمة بدر"، السياسي المستقل حالياً كريم النوري، الخميس (13 شباط 2020) منادات المتحزبين بالاستقلال وتنكرهم للحزبية، وذلك بعد أعوام طويلة من العمل الحزبي "والنضال"، على حد وصفه.
وقال النوري في مقال وزعه على وسائل الاعلام، ومن بينها (بغداد اليوم)، إن "الاحزاب بصورتها الحالية تعتبر من المفاهيم السياسية الحديثة، ارتبط ظهورها بظهور المجالس النيابية، وهي بذلك ناتج من نتائج الديمقراطية ومبدأ سيادة الشعب".
واضاف، أن "بعض المتحزبين وبعد أربعين عاماً من العمل الحزبي والنضالي أخذ يتوارى من الحزبية ويختفي وراء المستقلين، حتى إن بعضهم يرى الحزبية سبة ومثلبة بل وزعماء الاحزاب يتفاخرون بانهم استطاعوا تقديم مرشح مستقل ، رغم الخوف في الزمن السابق الا ان البعض يتباهى همساً وسط الثقاة بان اخاه داعية بل وكان الانتماء للدعوة يعني التدين السلوكي والقدوة الحسنة".
واردف النوري، أن "اليوم يتهرب اغلب المتحزبين من البوح بإنتماءهم بخلاف المستقل فيجاهر بأعلى صوته عن استقلاليته ولعل السبب الانطباع العام والمزاج الشعبي من عقدة الحزبية والتقيد بالمصالح الحزبية الضيقة وتغليبها على المصلحة العامة، الى تشويه الرأي العام والتغرير به بطرق عدة واستخدام ورقة الدين والمذهب لاستعطاف الناس واثارة مشاعرهم"، مشيرا إلى أن "فقدان الثقة بالنفس المتحزبة ومغادرة الحزبية في بداية العهد الديمقراطي يعني هناك خلل في الخطاب والاداء الحزبي".
وبين، أن "الاكثر غرابة ان احزاباً (كافرة) في ادبيات الإسلاميين منذ اكثر من قرن كالحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الامريكية والعمال والمحافظون في بريطانيا لم تنشقا ولم تتشظيا بينما احزاب اعتاشت على تضحيات السيد محمد باقر الصدر صارت شظايا متناثرة غير متآخية كتنظيم العراق والداخل بل قيادة الحزب الواحد مازالت متنافرة والمجلس الاعلى انشق وصار حكمة واقتطع من اسمه الثورة الاسلامية بعدما كان المجلس الاعلى (للثورة الاسلامية) في العراق".
وتساءل النوري "لماذا توحدت تلك الاحزاب (الكافرة) وانشقت هذه الاحزاب (الاسلامية)؟"، مضيفا: "لان معظم هذه الاحزاب (الكافرة) ملزمة باظهار الاحترام لقواعد النظام الديمقراطي، واحترام الرأي الآخر وحقوق الانسان، والعمل على دعم وادامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية".
واشار إلى أن "أحزابنا فيسودها التعقيد والغموض ويأتي التعقيد من متابعة ظروف نشأة وتأسيس هذه الاحزاب وتأثير دول الدعم والنشأة في مساراتها وقرارتها وفرض قياداتها لذلك تميزت بالانشطار الاميبيي الذي يؤشر على خلل واضح في غياب المشتركات وضياع الأولويات".