بغداد اليوم - متابعة
نشرت وكالة امريكية، الاحد (9 شباط 2020)، تقريراً تحدث عن ارتفاع برج مراقبة جديد من على قاعدة عسكرية اميركية في اربيل شمالي العراق مع قيام رافعات بنصب الواح حواجز كونكريتية في اجراءات حماية مضاعفة.
وقال جنود هناك، وفقا لوكالة "اسوشيتد برس"، إن "الخطر لا يأتي من مجاميع خلايا نائمة لمسلحين متواجدين في المنطقة بل يأتي اكثر من مكان بعيد هو ايران".
وأضافت الوكالة في تقريرها، أن "قوات اميركية متواجدة في العراق التزمت جانب الحماية والتوجس من أي رد انتقامي من قبل ايران او مجاميع مسلحة وذلك منذ اقدام الولايات المتحدة الشهر الماضي على اغتيال قائد فيلق القدس الايران قاسم سليماني بهجوم طائرة مسيرة قرب مطار بغداد أشعلت موجة غضب بين قادة سياسيين شيعة وصعّدت المطالبات بخروج القوات الاميركية من البلاد".
وأشارت الى أنه "منذ ذلك الوقت، صعد قادة عراقيون من مستوى التهديد وما وراء الابواب المغلقة وهذا الشحن اتلف الشراكة. واستنادا لمسؤولين عسكريين عراقيين اثنين رفيعي المستوى رفضا الكشف عن اسميهما ذكرا ان الحكومة اخبرت الجيش العراقي أن لا يطلب مساعدة الاميركان في عملياته القتالية ضد مسلحي تنظيم داعش. وهو مؤشر على جدية السلطات في اعادة النظر بخصوص العلاقة الستراتيجية".
وقال عسكري برتبة لواء في غربي العراق رفض الكشف عن اسمه، وفقا للتقرير، "بالنسبة لنا الوجود الاميركي مثل اضوية المنزل الكهربائية، اذا انطفأت الاضوية سيصبح كل المكان مظلما".
وبينت الوكالة، أنه "في اعقاب الغارة الاميركية التي اغتيل فيها الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس صوت البرلمان على قرار غير ملزم يطالب الحكومة بطرد القوات الاميركية، وبعد الضربة الجوية اضطرت القوات الاميركية لايقاف عملياتها المشتركة مع القوات العراقية ضد داعش، وتوقفها دام شهر. خلال تلك الفترة عززت القوات الاميركية حماية قواعدها ضد اي رد محتمل من قبل ايران او مجاميع مسلحة، احد تلك التعزيزات يتمثل ببرج المراقبة الجديد مع نصب الجدران الكونكريتية عند قاعدة في اربيل".
ولكن منذ ذلك الوقت، يقول مسؤولون غربيون ان "السلطات العراقية لم تتخذ اي اجراءات ملموسة لتعجيل خطة انسحاب القوات"، وفقا للوكالة.
مسؤول اميركي قال دون ان يكشف عن اسمه، بحسب التقرير، "استطيع القول من الناحية الفعلية ان جميع قادة الاحزاب السياسية الشيعية وهم خلف ابواب مغلقة ولقاءات خاصة هم اكثر تفكيرا وامعانا في كيفية تعاملهم مع هذه القضية ولديهم رغبة من جانبهم بالبقاء على علاقة وشراكة مع التحالف التي يعتبرونها حيوية بالنسبة للعراق".
دبلوماسيون غربيون قالوا، وفقا للتقرير، انه "تم اخبارهم بان العراق شكل لجنة لدراسة قضية تواجد القوات الاميركية في العراق، ولكن مسؤولين عراقيين قالا انه لم يكن هناك اي توقيع رسمي من قبل عبد المهدي بتشكيل مثل هكذا لجنة".
جيمس جيفري، المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد داعش، تحدث عن اللجنة بقوله "لم تكن هناك اي مباحثات حقيقية بهذا الشأن"، بحسب التقرير.
وكانت واشنطن قد ردت على طلبات العراق للشروع بسحب القوات برفض شديد، حتى انها هددت بفرض عقوبات تسحق الاقتصاد العراقي .
بدلا من توجهها نحو سحب القوات الاميركية بشكل مباشر، فانه يبدو ان حكومة العراق تبعد نفسها بهدوء عن تلك القوات على الارض، على الرغم من اعلان الولايات المتحدة استئناف العمليات المشتركة ضد داعش فان الامر لم يتضح بعد من الجانب العراقي. الجيش العراقي اعلن نهاية تعليق تعاون التحالف في 30 كانون الثاني، ولكن متحدث عسكري عراقي نفى هذا الادعاء في تصريحات عبر قناة تلفزيون حكومية. ولم يتبع ذلك توضيح، نقلا عن الوكالة.
وذكرت الوكالة، إن "مسؤولين اميركان قد ذكروا في مناسبتين خلال شهر كانون الثاني انهم يتوقعون انهاء وشيك لتعليق نشاط التحالف".
وقال مسؤولان عسكريان عراقيان وقيادي في فصيل مسلح دون ان يكشفوا عن اسمائهم في تصريحات لهم هذا الاسبوع ان الحكومة أخبرت قوات الجيش ان لا يطلبوا مساعدة من التحالف الدولي في عملياتهم ضد تنظيم داعش وذلك لتحجيم عملية التعاون، وفقا للوكالة.
وقال ضابط استخبارات عسكري، نقلا عن الاسوشييتد برس"، "حتى الان لم نطلب من الاميركان تقديم مساعدة، نحن نعتمد على قدراتنا لملاحقة عناصر داعش. تواجد الاميركان في العمليات المشتركة هو شيء رسمي فقط".
قيادي آخر من قوات مكافحة الارهاب في محافظة الانبار قال، وفقا للصحيفة، "هناك بعض التدريبات مستمرة ولكن ما يتعلق بالعمليات العسكرية وتنفيذ الهجمات فليس هناك اي دعم".
واضاف ضابط مكافحة الارهاب بقوله "القوات العراقية المتواجدة في غربي العراق تحتاج الى اسناد جوي ولوجستي مستمر. هذه الاسنادات غالبا ما توفر لنا من قبل قوات التحالف وخصوصا من قبل القوات الاميركية، واذا ما توقفت هذه الاسنادات سنعاني من الشلل."
وقال ضابط استخبارات عراقي رفيع المستوى "المعركة ضد داعش اصبحت بشكل متزايد معركة تكنولوجيا، ونحن لا نملك اي من هذه القدرات التكنولوجية، فقط موجودة لدى الاميركان"، بحسب الصحيفة.
اكراد العراق وغالبية قادة الاحزاب السنية تعارض الانسحاب الاميركي. كثير من اهالي السنة يعتبرون الوجود الاميركي كمصد بوجه كل من داعش والنفوذ الايراني، نقلا عن التقرير.
أبو احمد، صاحب محل بقالة في المدينة القديمة في الموصل، يقول، بحسب الصحيفة، "اذا ما انسحب الاميركان سنكون عرضة لمهاجمة مسلحي داعش ومجاميع مسلحة والاحزاب. ان وجود الاميركان هو الذي يمنعهم من ابتلاع الموصل".