بغداد اليوم- متابعة
تحدث موقع بريطاني، الاثنين (27 كانون الثاني 2020)، عن تحرك سياسي، يقوده رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، لإحياء مشروع الإقليم السني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مبينا أن هذا التحرك جاء بعد تفرد الكتل الشيعية بالتصويت على قانون اخراج القوات الاجنبية.
ونقل موقع مدل ايست آي البريطاني، تصريحات عن مسؤولين عراقيين وامريكان، أن "الولايات المتحدة بدأت ترى ضعف نفوذها في العراق، لذا عمدت خلال الاسابيع الاخيرة الى الترويج لخطة تشكيل اقليم سني غربي العراق ".
ويقول المسؤولون للموقع، إن "جهود الولايات المتحدة حول هذا الامر جاءت نتيجة محاولات احزاب شيعية عراقية طرد القوات الاميركية من بلادهم "، مبينا أن "العراق يمثل جسرا ارضيا ستراتيجيا بين إيران وحلفائها في سوريا ولبنان وفلسطين".
واشار الموقع نقلا عن المسؤولين أن "تأسيس منطقة سنية تحت سيطرة اميركية في غربي العراق سيحرم ايران من استخدام طرق برية الى سوريا ويمنعها من الوصول الى الضفاف الشرقية للبحر المتوسط ".
وقال مسؤول شيعي عراقي رفيع المستوى، للموقع، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "الجهود الحالية المبذولة لطرد الامريكان بعثت الحياة من جديد لهذا المشروع الذي طرح سابقا"، مشيرا إلى أن "خلق منطقة سنية هو احد الخيارات التي تدرسها واشنطن لمواجهة الضغط الايراني ".
واضاف المسؤول، أن "وحدة العراق لم تعد من اولويات الولايات المتحدة الان، ولو وصل الامريكان الى طريق مسدود بخصوص بقاء قواتهم في العراق فانهم سيعملون على تنفيذ هذا المشروع بكل نشاط ."
من جهته أكد مسؤول اميركي سابق على اطلاع بهذا المشروع، أن "الامريكان عملوا على اخراج هذا المشروع من الجرار ووضعوه على الطاولة، طالما كان تشكيل اقليم سني هو احد خيارات الولايات المتحدة، فمن خلاله لا يمكن السماح للإيرانيين من الوصول الى البحر المتوسط، او الاستفادة من الجسر الارضي الذي يربطهم بحزب الله في لبنان "، بحسب الموقع.
واشار المسؤول الاميركي إلى أن "هذا المشروع هو اميركي وليس سنيا، ووجود القوات الاميركية هو بمثابة الضامن والكفيل للسنة والكرد، ولهذا الولايات المتحدة اذا اضطرت مغادرة العراق، فستقوم بتشكيل إقليم سني غربي العراق، من أجل كبح نفوذ إيران ومنع وصول سلاحها للشرق الاوسط ."
واستدرك الموقع إن "اعضاء برلمان من السنة شجعتهم الاحداث الاخيرة في العراق للبحث عن خيارات اخرى عقب التصويت على اخراج القوات الاميركية من قبل الشيعة فقط، ومن بين هذه الخيارات تشكيل اقليم سني يتمتع بحكم ذاتي ".
واردف نقلا عن المصادر، أن "سياسيين سنة التقوا في اربيل وعمان، بمسؤولين امريكان لمناقشة الخيارات بين الطرفين "، لافتا إلى أن "اللقاء اعقبه بعد مرور اقل من 24 ساعة سفر مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط، ديفيد شنكر، الى اربيل ولم يمر ببغداد، للقاء عدد من مسؤولين الكرد".
وتابع أن "مصدار اكدت لقاء المسؤول الاميركي أيضا بعدد من السياسيين السنة "لمناقشة مضامين قرار البرلمان والمخاوف التي يواجهها السنة".
وبين الموقع أنه "في اليوم نفسه سافر شنكر الى الامارات، والتقى بالصدفة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الامر الذي يؤكد ذلك قيام الحلبوسي بعقد سلسلة لقاءات في الامارات بتاريخ 9 و10 كانون الثاني مع عدد من قياديين السنة البارزين".
ونقل الموقع عن برلماني شارك في اجتماع الحلبوسي مع قيادات السنية البارزة، أن "فكرة تأسيس اقليم سني جاءت كرد فعل على محاولات قوى شيعية اتخاذ قرارات مصيرية بدون موافقة السنة"، لافتا إلى أن "المطالبة بإقامة اقليم لم تنبني على اساس طائفي، بل وفقا لأسس ادارية لتنمية المناطق الغربية".
واضاف أن "الحضور وافق على الفكرة وقالوا انهم سيعرضونها للجمهور في وقت مناسب ."
من ناحية اخرى قال عدد من القياديين في تحالف الحلبوسي، بحسب الموقع ، انهم "يتعرضون لضغط من شركاء سياسيين متلهفين لتطبيق الخطة وعرضت عليهم اغراءات كثيرة ".
ونقل الموقع تصريحا للنائب بتحالف القوى العراقية، عبدالله الخربيط، قوله بحسب الموقع أن "المباحثات بهذا الموضوع لم تنقطع ويزاد تكرارها بمرور الوقت"، مردفا :"عندما نقول نريد لا مركزية في العراق، فهذا تمكن مناقشته، ولكن موضوع فيدرالية او كونفيدرالية فهذا شيء غير مقبول لنا، لأنه يعني تقسيم العراق ."
واختتم التقرير، بحسب الموقع، أن "جميع المسؤولين القياديين من سنة وشيعة قالوا ان هذا الموضوع ما يزال مجرد افكار ولم ترد اية معلومات واضحة تتعلق بحدود الاقليم المنشود او عدد المحافظات التي سيشملها وميكانيكية حل المشاكل التي ستواجه الخطة".