بغداد اليوم- بغداد
نشر اعلام السلطة القضائية العراقية، الأربعاء (22 كانون الثاني 2020)، اعترافات خطيب تنظيم داعش، شفاء النعمة، الذي أفتى بتفجير المراقد وقتل الشيعة وطرد المسيحيين من الموصل، خلال سيطرة داعش على المدينة.
وقال اعلام القضاء في بيان مطول، إنه "خلف هذه البدانة والكهولة التي بدا عليها الإرهابي شفاء النعمة في الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، يقبع إرهابي خطير مسؤول عن أكثر الفتاوى تشددا ودموية، فهو عالم دين ومنظر ومفت لدى داعش، ارهابي خطير ومتحدث مراوغ، متزوج وله خمسة ابناء أحدهم مفتٍ تكفيري في التنظيم الإرهابي".
وأضاف، أن "النعمة عمل إمام وخطيب جامع الشهيد مازن ومدير مركز امام اليقين، ويلقي الخطب الدينية أيضا في جامع المفتي في حي 17 تموز الذي يعتبر سابقا مقر الافتاء التابع لتنظيم داعش الإرهابي".
ويقول شفاء النعمة في معرض اعترافاته امام قاضي محكمة تحقيق نينوى المختصة بقضايا الارهاب انه "خريج الجامعة الاسلامية الكائنة في المدينة المنورة في السعودية 1984، مؤمن بالفكر السلفي، عُيّن في مدرسة الراشدين في عجمان الاماراتية واستمر لثلاثة أشهر حتى عودته الى البلاد".
وتابع الارهابي انه "عاد الى العراق بعد تطوير ذهني في الفكر السلفي ولم يعمل في أي مجال لغاية احداث 2003 ليشغل مناصب عدة منها في مديرية اوقاف نينوى، ونسب للعمل في أحد الجوامع كخطيب وإمام".
وأكمل: "لم أكن مؤمنا بالنظام السياسي العراقي، واعتبر القوات الامنية العراقية قوات مرتدة ويجب مقاتلتها كونها مناصرة للقوات الامريكية".
ويذكر انه "قام فعليا بمحاربة القوات العراقية عبر قيامه بالمشاركة في تشكيل الفصائل المسلحة وتحديدا جيش المجاهدين وجيش محمد والجيش الإسلامي".
وأردف النعمة "لكوني درست الفقه والعقيدة أعطيت العديد من الفتاوى التي من شأنها استباحة الاجهزة الامنية العراقية وقتلهم، اذ جرت العديد من عمليات الاغتيالات والتفجيرات في الموصل في اعوام 2006 و2007 بمساعدة مشاركة العديد من أئمة الجوامع واستمررت حتى 2014".
وأوضح: "في عام 2007 سافرت الى مدينة مكة لأداء مناسك العمرة والتقيت بالإرهابي ابو مصطفى النجماوي، وهو موصلي مقيم في لندن متشدد فكريا وتناقشنا في امور دينية شرحت فيها اوضاع الموصل، وتفاصيل تواجد القوات العراقية وولائها للأمريكان، وتحدثنا عن دور الفصائل الجهادية ومنحني مبلغ قدره 6000 الاف دولار امريكي، وطلب انفاقها على الجماعات المسلحة ولدى رجوعي الى الموصل التقيت بعناصر الجماعات المسلحة وقمت بتوزيع المبلغ عليهم".
وتابع: "في العام نفسه ذهبت مرة اخرى الى السعودية لأداء الحج والتقيت بالنجماوي أيضا، وعرفني على المدعو الشيخ عبد الله الغنيمان وهو سعودي الجنسية وكان يمتلك معلومات عني وعن معتقداتي وزودني الاخير بأربعة آلاف دولار"، مسترسلاً: "أسست مدرسة عبد الله النعمة، ومنحت الدروس للعديد من الإرهابيين، وتعليمهم بعد دخولهم في الفكر السلفي، أحدهم كان المرافق الشخصي للخليفة البغدادي والعديد من قيادات الارهابية في تنظيم داعش ممن شغلوا مناصب عديدة ومارسوا أعمالاً ارهابية كثيرة".
وتحدث شفاء النعمة عن احداث عام 2014 وما اسماه "نجاح عملية الفتح" من قبل داعش، قائلاً: "أصابني شعور بالفرح حتى أني اعتقدت أن المشاركين في العملية في منطقة 17 تموز انهم مرسلون من الله، وبعدها اصبحت خطبي تحريضية بشكل علني وتمثلت بمقاتلة القوات الامنية وتحريض الشباب بالانخراط في صفوف داعش، ورفعت مع عناصر داعش راية التنظيم فوق الجامع وقمت بمبايعته امام القاضي الشرعي القحطاني السعودي، ورددت البيعة على يد الارهابي ابو معتز العفري".
وأكد: "تم تنسيبي للعمل مسؤولا عن ديوان التعليم ضمن ولاية نينوى ولم أتسلم اي كفالات لنصرة التنظيم، وكلفت ايضا بالتدريس في مركز امام اليقين في مقر جامعة الموصل حيث يتم تخريج طلاب المركز بعد دورة تكثيفية ليتم تكليفهم بالعمل بصفة شرعيين وتوزيعهم على دواوين التنظيم وكانت كل دورة تخرج حوالي خمسين ارهابيا".، مضيفاً: "كُلفت اضافة الى اعمالي بصفة رئيس المحكمة الشرعية التابعة لديوان القضاء والمظالم في الموصل، واشترطنا الدخول الى المحكمة من الباب الخلفي لكي لا يتم التعرف على هوياتنا واقترحت تقسيم المحكمة الى اقسام، وتعيين عدد من القضاة ممن قمت بتدريسهم من قبلي، وكنت استمع الى الدعاوى والقضايا العامة الخاصة بالمواطنين (العوام) واصدرت العديد من الاحكام والعقوبات منها الجلد والغرامة والرجم بحق مواطنين الموصل".
ويواصل الارهابي المكنى أبو عبد الباري "في عام 2015 تمت اعادتي الى ديوان التعليم ولدي علاقة وطيدة بالإرهابي الملقب (ذو القرنين) مسؤول ديوان التعليم، وهو مصري الجنسية وكان يعمل بتدريس الفيزياء والرياضيات، واقترحت عليه تغيير المناهج قبل ان يستبدل بشخص إردني، والده أحد أعضاء مجلس النواب الاردني حاليا".
وأشار بيان القضاء الى أن "شفاء النعمة بقي يدرس في جامعة الموصل وبسب خلافات عقائدية وفقهية جرى فصله وتمت اعادته للتدريس في الدورات الشرعية حتى تم دمج ديوان التعليم مع ديوان المساجد".
وبين الإرهابي النعمة، أن "المواطنين جرى تشجيعهم بالانتماء الى التنظيم، وأصدرت الفتاوى المتضمنة معاقبة المواطنين الذين لا يدخلون المساجد، وكذلك اعطيت فتوى بالجلد لمن يدخنون السكائر وفتوى بوجوب تقديم ما يسمى ببطاقة التوبة من قبل منتسبي الاجهزة الأمنية، وقيامهم بتسليم السلاح (المسدس والكلاشنكوف)، وأفتيت ايضا بوجوب قيام اصحاب المحلات بدفع مبالغ زكاة وكذلك فتاوى بإخراج المسيحيين من الموصل، وحللت قتل المواطنين الشيعة، وأصدرت فتاوى اخرى في ما يخص السبايا الإيزيديات بجواز اخذهن سبايا لعناصر التنظيم وبيعهن وقتل الرجال الايزيديين، وكذلك افتيت بمصادرة دور النازحين وأفتيت لعناصر التنظيم بوجوب تفجير الجوامع في الموصل التي يوجد بداخلها قبور للأنبياء والصالحين ومنها تفجير جامع النبي يونس في آب 2014".
وذكر، أن "أولاده عبد الباري وعبد الهادي ينتميان الى تنظيم داعش، وعملا في تصوير الدروس والخطب التحريضية وبايعا التنظيم بطلب مني، وعملا في ديوان المساجد أيضا"، وعن مصيرهما أكد: "حكم على ولدي عبد الهادي بالإعدام وصدر حكم بالسجن خمس سنوات من احدى محاكم محافظة السليمانية لولدي عبد الباري".
واختتم إفادته بالقول "استمر عملي لغاية بدء عمليات تحرير الموصل، التي شددت فيها على مقاتلة القوات العراقية من على منابر الجوامع ووصفتهم بالروافض والمرتدين، وحذرت من أنهم سوف يقومون باغتصاب النساء وينشرون الكفر في ارض الخلافة، ولدى وصول القوات العراقية الى مناطق الساحل الايسر انتقلت للسكن في حي المهندسين في دار ابنتي وزوجها، وابقياني في الدار وتسترا علي لفترة شهرين حتى وصلت القوات العراقية الى منطقة المثنى، ثم تنقلت في مناطق عدة وسكنت في فترات متقطعة وبقيت متخفيا عن انظار القوات الامنية لغاية القاء القبض علي، بناء على ورود معلومات ضدي ومداهمة داري في حي المنصور في الموصل".