بغداد اليوم – متابعة
أكد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، ، الاربعاء 15-1-2020، أن ايران ابلغت الحكومة العراقية نيتها قصف مواقع اميركية في البلاد يتواجد فيها اميركيون.
وقال الفيصل في مقابلة مع صحيفة القبس الكويتية ، إن "الرد الإيراني، على اغتيال سليماني هو مجرد (مسرحية) وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من أحداث وتطوّرات".
وأضاف، "لا استغرب الزخم الإعلامي الكبير الذي شهدته المنطقة في المرحلة، التي تلت اغتيال سليماني؛ فالرجل المستهدف يصفه البعض بأنه الرجل الثاني في إيران بعد المرشد علي خامنئي، وهو الذي يدير كل السياسات الخارجية تقريباً، في حين رئيس الدولة ووزير الخارجية يعتبران هامشيين في مثل هذه المعطيات، «وعندما تتخذ الولايات المتحدة قراراً بأن تتعامل مع هكذا شخصية وبالأسلوب الذي تعاملت معه، فمن طبيعة الحال تجلي هذا الزخم الإعلامي الكبير".
وأشار خلال المقابلة، إنه "ليس مضطلعا على المداولات الرسمية؛ لأنه ليس جزءاً من الحكومة، وأن ما يعبّر عنه هو ما يشاهده في وسائل الإعلام وما يصدر من تصريحات"، مؤكدا أن "ألرد الإيراني على مقتل سليماني مسرحية، ادّعوا فيها أنهم ردوا الرد المناسب على الولايات المتحدة، لكن ما شاهده العالم من صور وصواريخ؛ بعضها سقط داخل إيران، وبعضها في صحراء داخل العراق، وما وصل الى المعسكر الذي توجد فيه القوات الأميركية، فقد كان الإيرانيون قد أخبروا مسبقاً الحكومة العراقية بهذا القصف، بقصد أن يبلغوا الطرف الأميركي، وهذا ما حصل بالفعل؛ بحيث لم تقع أي إصابات أميركية، ورغم (الطنطنة) الإيرانية والحديث عن مقتل 80 أميركيا وتدمير منشآت، عادوا هم واعترفوا بأن هذا لم يحدث، هي مسرحية من دون شك".
وتابع الامير تركي الفيصل، انه "لا يجزم بأن شبح الحرب بين أميركا وإيران انتهى عند هذا الحد، فلا علم لديه بما تخطط له القيادة الإيرانية بعد هذه المسرحية، هذا الأمر لا يزال تحت الإجراء، إذا صح التعبير، لكن مما عاصرناه خلال السنوات الأربعين، التي مضت أو أكثر، منذ قيام الثورة الإيرانية، فعندنا مثل عند البدو يقول (فلان، وجه بن فهرة)، فهو لا يستحي، فإن فعل شيئاً مخلاً أو شائناً فلا يهمه، بل يحاول أن يقلب الفعل الشائن إلى نجاح باهر أو إنجاز مهم؛ فالقيادة في إيران لا تستحي، والمثل العربي الفصيح يقول: إن كنت لا تستحي فافعل ما شئت، فهم يفعلون ثم يحاولون أن يبرزوا ما يريدون من هذا الفعل".
ودعا الأمير الفيصل، مَن يتحدث عن انتهاء حرب الوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، إلى "الانتظار حتى معرفة كيف سيتصرّف الإيرانيون، فهم يبيتون ما لا يعلنون، وممكن أن تكون هناك تبعات لما حصل، وقد شاهدنا قبل يومين قصفاً عشوائياً على مقر أميركي في العراق، مَن الذي خلف هذا القصف؟ الله أعلم. ربما ستكون هناك حوادث أخرى يمكن أن تحصل في أماكن أخرى".