الصفحة الرئيسية / علاوي: البرلمان الحالي لا يمكنه ان يكون ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي

علاوي: البرلمان الحالي لا يمكنه ان يكون ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي

بغداد اليوم-بغداد

رأى زعيم ائتلاف الوطنية، أياد علاوي، السبت (11 كانون الثاني 2020) أن البرلمان الحالي لا يمكنه ان يكون ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي.

وقال علاوي، عبر تغريدة على منصة تويتر: "ارسلت قبل قليل استقالتي وبكتاب رسمي الى مجلس النواب".

وأوضح، ان "البرلمان الذي فشل في اداء دوره التشريعي والرقابي، وصمت عن حملات الاغتيالات الممنهجة للناشطين والصحفيين، وعجز عن ايجاد بديل وطني لرئيس الوزراء المستقيل، لا يمكنه ان يكون ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي وطموحاته الوطنية".

ادناه نص رسالة استقالة اياد علاوي، التي قدمها الى رئاسة مجلس النواب:

سيادة الأخ العزيز محمد الحلبوسي المحترم

الإخوة الأعزاء أعضاء مجلس الرئاسة لمجلس النواب العراقي المحترمون

الأخوات والإخوة أعضاء مجلس النواب المحترمون

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

​طالبنا قبل إعلان نتائج الانتخابات النيابية عام ٢٠١٨، في بيان رسمي، بعدم الاعتراف بتلك الانتخابات ومُخرجاتها، وحذرنا من خطورة تجاهل المقاطعة الشعبية الواسعة التي شهدتها، وما رافقها من شبهات تزوير وتلاعب، ما نزال ندفع ثمن تداعياته.

​وبعد مرور أكثر من عام، وأكثر من ١٠٠ يوم على انطلاق الحراك الشعبي الجماهيري المطالب بالإصلاح الجذري، ينبغي تثبيت جملة حقائق متداخلة في مقدمتها:

1- فشل المجلس في متابعة وحسم ملف النازحين واللاجئين وإعادة أعمار العراق ومحافظاته المنكوبة والمحافظات الأخرى بالكامل.

2- فشل إنهاء الأزمة بين بغداد واربيل ومحافظات أخرى من منطلق وحدة العراق وسلامته.

3- الفشل في إصدار قوانين مهمة نص عليها الدستور (رغم تحفظنا على بعض فقراته) مثل قانون النفط والغاز وتوزيع الموارد المالية والمجلس الاتحادي والمحكمة الاتحادية، وما أكثر النقاط الدستورية التي لم تشرع فيها قوانين.

4- صمت المجلس المطبق إزاء تصاعد حملات الاغتيالات اليومية الممنهجة التي يتعرض لها الناشطون والصحفيون، واستشهاد ما يقارب الستمائة مواطن من المتظاهرين السلميين وإصابة عشرات الآلاف، وهو مؤشر على ضعف الأداء الحكومي والنيابي (الرقابي).

5- لم يكوّن المجلس خارطة طريق بخصوص صراع النفوذ والحرب التي تدور على الأرض العراقية على حساب وسلامة أرواح الشعب العراقي الكريم، مستهدفة هذه الخارطة إيقاف هذا الصراع الذي أصبح العراق الساحة الأساسية له.

6- فشل المجلس على مدى أكثر من ٤٠ يوماً بعد استقالة دولة رئيس الوزراء، في إيجاد بديل وطني يلبي تطلعات الحراك الشعبي وتحقيق الإصلاح من  خلال تشكيل حكومة مؤقتة تقود العراق الى بر الأمان والاستقرار بتهيأتها الأرضية المناسبة لإجراء انتخابات مبكرة ونزيهة.

7- استمرار هيمنة المحاصصة والطائفية السياسية وسياسات التهميش والإقصاء والاجتثاث وتفكيك مؤسسات الدولة المهمة من خلال مبادئ المحاصصة.

8- عدم تشكيل قيادة مشتركة للقوات المسلحة العراقية بوجود ممثلين عن البيشمركة والحشد الشعبي المقاتل، مما أدى الى تعدد المرجعيات والقيادات، بالرغم من حديثي مع قيادات الدولة السياسية من اجل تحقيق هذا الأمر.

9- انعدام وجود خارطة طريق سياسية فيما يتعلق بعلاقات العراق العربية وتطويرها وتكوين حلقات الربط الاقتصادي والتجاري معها، ولا خارطة طريق فيما يتعلق بالجوار العراقي غير العربي والنفوذ المستفحل لبعض هذه الدول في العراق.

10- ضعف الأداء الاقتصادي وتوسع رقعة الفقر والزيادة المهّولة في نسبة البطالة بين الشباب وخاصة الخريجين منهم، وتعذر إيقاف الفساد الإداري والمالي بشكل مؤسساتي.

11- لم توضع بشكل واضح قواعد الاشتباك (Rules of Engagement) مع الدول المتحالفة مع العراق في مكافحة الإرهاب، مما أتاح فتح الأبواب على مصراعيها لتفسيرات قواعد الاشتباك، كما حصل في الضربات الجوية الأخيرة التي عقدت أوضاع العراق.

السادة الكرام،

​لقد تم إلغاء الدور التشريعي والرقابي على مدى أكثر من عام ونصف، وانشغل مجلس النواب بالاستجوابات والاستدعاءات للوزراء، حتى القوانين التي تم تشريعها تحت ضغط الشارع المنتفض تم الالتفاف على بعضها والتجاوز على الجزء الاخر الذي تم الالتفاف عليه.

​لذا وبعد ان تأكد لي وبما لا يقبل الشك ان مجلس النواب الحالي لا يمكنه ان يكون ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي وطموحاته الوطنية، وصعوبة إعادته الى مسيرته الشرعية، أتقدم اليوم باستقالتي من عضوية المجلس، إيماناً مني بضرورة إصلاح العملية السياسية وبناء الدولة العراقية الناجزة التي تمثل كل العراقيين، وادعم بشدة الرأي الأوسع للإخوة العراقيين بضرورة إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة تُنتِج برلماناً يكون ممثلاً حقيقياً لإرادة العراقيين، ومعبراً عن طموحاتهم وامالهم، وتولد منه حكومة قوية تستند الى قرار الشعب اجمع، قادرة ووطنية تؤدي ما عليها الى الشعب العراقي الكريم والى المنطقة العربية والإسلامية برمتها والعالم اجمع.

ختاما..

​ لن أنسى ان أتوجه بخالص الشكر والتقدير للمواقف الوطنية للمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ومراجع الدين الإسلامي الكريمة الأخرى ومراجع الأديان الأخرى المحترمين في مقدمتهم المسيحيين، ووقفتهم الصادقة الى جانب أبناء شعبنا الكريم ضد الانحرافات التي شهدتها وتشهدها العملية السياسية.

​كما اشكر واقدر عالياً جميع الأخوات والإخوة الذين منحوني أصواتهم، وأتقدم إليهم باعتذاري لعدم تلبية مطالبهم المشروعة نتيجة الحال السيء الذي وصلت إليه العملية السياسية، وأعاهدهم على إننا ماضون بإذن الله تعالى بنفس الاتفاق والرؤى الإصلاحية التي انتخبنا من اجلها.

11-01-2020, 17:39
العودة للخلف