بغداد اليوم _ متابعة
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن بداية عام 2020 تكتسي طابع التراجع الأميركي، بعد الانسحاب الجزئي لقواتهم من أفغانستان، إذ بات اليوم من الممكن اخراج القوات الأميركية من العراق بعد تصويت البرلمان على ذلك عقب اغتيال واشنطن للجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد.
وذكر الصحيفة، أن "المعركة ضد تنظيم داعش هي النتيجة الرئيسية لهذا التحول الذي رأينا بعض مؤشراته المبكرة"، معتبرةً أن "حل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش من شأنه أن يوفر تلقائياً أكسجين جديد لمقاتلي التنظيم الذي تمت اغتيال خليفته في آذار 2019 واحتوته منذ ذلك الحين الضربات الجوية للأمريكيين وحلفائهم".
وأوضحت لوفيغارو أنه "حتى وإن كان من المستبعد تماما أن يولد تنظيم الدولة من جديد وينهض من الرماد. وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن الباحث مارك هيكير قوله: "لقد عانى داعش من ضربات كبرى: موت البغدادي بالطبع ، ولكن أيضًا القضاء على العديد من قياداته الأخرى".
غير أن ميشيل غويا، المتخصص في التاريخ العسكري وتحليل الصراعات، اعتبر أن "العوامل التي أدت إلى تطوير داعش في عام 2013 لاتزال قائمة، والرحيل المفاجئ للتحالف سيمنح التنظيم حرية التصرف، كما سيشكل أيضا خبراً سيئاً للجيش العراقي، المدين بتماسكه فقط للمعونة الأمريكية وسيضعفه الانسحاب من الولايات المتحدة".
وذكرت "لوفيغارو" أن قرار البرلمان العراقي مطالبة حكومة بلاده بإنهاء وجود القوات الأجنبية، ليس له قوة مُلزِمة، بل هو مجرد طلب موجه إلى الحكومة العراقية المستقيلة. وعلى أي، فإن الانسحاب الأميركي لا يعني دائمًا الرحيل الدائم، تقول الصحيفة؛ موضحة أنه على الرغم من رغبتها في التراجع، تظل الولايات المتحدة القوة السياسية والعسكرية الوحيدة القادرة على ممارسة دور عالمي وحاسم في جميع المسارح في نفس الوقت.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد الاثنين (6 كانون الثاني 2019)، بفرض عقوبات على بغداد بعدما طالب البرلمان العراقي القوات الأمريكية بمغادرة البلاد، مضيفا أنه إذا غادرت قواته فسيتعين على بغداد أن تدفع لواشنطن تكلفة قاعدتها الجوية.
وأبلغ ترامب الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، "لدينا قاعدة جوية هناك باهظة التكلفة بشكل استثنائي. لقد احتاجت مليارات الدولارات لبنائها منذ فترة طويلة قبل مجيئي. لن نغادر إلا إذا دفعوا لنا تكلفتها".
وقال ترامب إنه "إذا طالب العراق برحيل القوات الأمريكية ولم يتم ذلك على أساس ودي، سنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثلها من قبل مطلقا. ستكون عقوبات إيران بجوارها شيئا صغيرا".
وصوت مجلس النواب، الاحد (05 كانون الثاني 2020)، قبل رفع جلسته الاستثنائية على خروج جميع القوات الاجنبية والامريكية من العراق، والغاء دور التحالف الدولي في العراق، بالإضافة إلى الغاء الاتفاقية الامنية مع امريكا من قبل الحكومة العراقية.
وتشهد المنطقة توتراً غير مسبوق، عقب عملية اغتيال نفذتها الولايات المتحدة استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيأة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية بطائرة مسيرة فجر الجمعة الماضية، بمحيط مطار بغداد، لتتوعدت الحكومة الإيرانية برد "ساحق" انتقاماً لسليماني.