بغداد اليوم - بغداد
قرر المجلس الوزاري للامن الوطني، الاثنين 30 كانون الاول 2019، إعادة النظر بعلاقة العراق مع التحالف الدولي بعد قصف مقار الحشد الشعبي في القائم بمحافظة الانبار.
وقال المجلس في بيان، إنه "عقد اجتماعاً طارئاً تدارس فيه تداعيات الهجوم الذي شنته الطائرات الامريكية ضد القوات العراقية (لواءين 45 و46 حشد) على الحدود العراقية السورية، واذ تدين الحكومة العراقية هذا العمل وتعده خرقاً لسيادة العراق وتجاوزاً خطيراً على قواعد عمل قوات التحالف ومنها القوات الامريكية بالإنفراد بعمليات دون موافقة الحكومة العراقية، ناهيك ان هذه العملية استهدفت قوات عراقية ماسكة لجبهة مهمة على الحدود ضد فلول داعش الارهابية، وهو ما يعرض أمن وسيادة العراق للخطر، ويهدد ايضاً أمن الجميع دون إستثناء".
وأضاف، "لقد سقط نتيجة هذا الاعتداء عشرات الشهداء والجرحى من قواتنا الباسلة، وان القوات الامريكية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة واولوياتها السياسية، وليس الاولويات كما يراها العراق حكومة وشعباً، وان حماية العراق ومعسكراته والقوات المتواجدة فيها والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصراً، وهي التي تقرر الحاجة الى الاستعانة بشركائها لا ان يقوم الآخرون ـ ومهما كانت المبررات ـ بذلك بشكل منفرد وبالضد من ارادة الدولة العراقية ومصالحها العليا".
وتابع المجلس، "فلقد اكد العراق مراراً وتكراراً رفضه ان يكون ساحة اقتتال او طرفاً في اي صراع اقليمي او دولي، كما بذل جهوداً مضنية لمنع الاحتكاكات والتقليل من التصادمات في بلد ومنطقة عاشت لعقود طويلة في اجواء الصراعات والتدخلات والاحتلال والحروب، ويجب ان لا يغيب عن ذهن احد ان التضحيات الجسام والعذابات التي قلّ لشعب ان تحملها والتي قدمها العراق في محاربته لداعش، لم توفر السلم والأمن في العراق فقط، بل ساهمت بشكل فعّال واساس بتعزيز الأمن والسلم الاقليمي والدولي، وان تهديد أمن العراق وادخاله في صراعات جانبية سيرتد على الجميع بأشد المخاطر والخسائر، وان كثيرين ممن سقطوا شهداء وجرحى نتيجة الهجوم الاخير قد ساهموا بصنع تلك الانتصارات على داعش الارهابي".
وأكد مجلس الامن الوطني، ان "هذا الاعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادىء التي تشكل من اجلها التحالف الدولي يدفع العراق الى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية ارواح ابنائه وتعزيز المصالح المشتركة".
وكان مجلس الوزراء قد ادان، الإثنين (30 كانون الأول 2019) القصف الأميركي على مقار الحشد، فيما حذر من تبعات خطيرة.
ووصف رئيس حكومة تصريف الاعمال، عادل عبد المهدي، بكلمته في جلسة مجلس الوزراء الاعتيادية "الهجوم الأمريكي على القوات المسلحة العراقية بأنه اعتداء آثم ومرفوض وستكون له تبعات خطيرة"، معزيا "الشعب العراقي باستشهاد عدد من المقاتلين واصابة عدد آخر نتيجة قيام طائرتين امريكيتين بالهجوم على اللواءين 45 و 46 حشد شعبي المرابطين على الحدود السورية لمواجهة اي تسلل وعدوان لعصابة داعش الارهابية ."
وأعلن الحشد الشعبي، يوم أمس، أن طائرات أميركية مسيرة، استهدفت مواقع للواء 45 في الحشد الشعبي غربي محافظة الأنبار.
فيما أعلن مدير مديرية الحركات في هيأة الحشد الشعبي جواد كاظم الربيعاوي، صباح اليوم، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف على مقرات الحشد، غربي الأنبار.
وقال الربيعاوي في تصريح نقله موقع "الحشد الشعبي"، ان "حصيلة الاعتداء الغاشم على مقرات اللواءين 45 و46 بلغت 25 شهيدا و51 جريحا".
وأضاف، ان "عدد الشهداء قابل للزيادة نظرا لوجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بليغة".
وأعلنت هيأة الحشد الشعبي، أن يوم غد الثلاثاء، سيكون موعدا لتشييع ضحايا القصف الاميركي، في ساحة الحرية وسط بغداد.
ودعت الهيأة في بيان، "لحضور المراسم الشعبية لتشييع الشهداء الأبطال المرابطين على الحدود لصيانة الاراضي العراقية من جماعات داعش الإرهابية والذين سقطوا اثر الهجمة البربرية السافرة لطائرات التحالف الامريكي على قطعات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار".
وأضافت، أن "ذلك صباح يوم غد الثلاثاء الساعة العاشرة ويكون التجمع في ساحة الحرية بمنطقة الكرادة".