بغداد اليوم-بغداد
أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب عبد الخالق العزاوي، الثلاثاء ( 24 كانون الأول، 2019) أن نمو ونشاط تنظيم داعش كان مرصودا قبل انطلاق التظاهرات بأشهر وذلك في معرض رده على تصريح لقائد جهاز مكافحة الارهاب في اقليم كردستان لاهور شيخ جنكي قال فيه ان التظاهرات مثلت جنة لداعش.
وقال العزاوي في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "الحراك السلمي والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي حدثت في مدن الجنوب والوسط ومنها بغداد وصولا الى ديالى المستمر منذ أكثر من شهرين، لم يكن لها أي تأثير قوي وكبير على ملف نشاط داعش الذي كان بالأساس يشهد تحركا ملحوظا قبل التظاهرات بأشهر وتم التحذير منه مرارا وتكرارا".
وأضاف العزاوي، أن "كل المدن التي تشهد تظاهرات، يكون وجود داعش فيها محدودا، جدا وبشكل خلايا نائمة اشبه بالعصابات باستثناء ديالى لأن الوضع فيها مختلف ورغم ذلك لم تؤثر في مجرى الاحداث الامنية لأنها كانت سلمية ولم تشهد اي خروقات موثوقة بسبب وعي المتظاهرين وتعاونهم مع القوات الامنية".
واشار العزاوي الى ان "السبب الرئيس في عودة داعش الى بعض المحافظات وتسجيل اعمال عنف وسقوط ضحايا هي الفراغات القاتلة التي خلفت تأخر حسم ملف اعادة القرى المحررة منذ سنوات"، مبينا: "فمثلا أن قاطع الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين، ملتهب لوجود قرى مهجورة في 9 مناطق تحولت الى أكبر بؤرة ساخنة بالبلاد كونها جذبت داعش من 3 محافظات في آن واحد منها ديالى".
وتابع، أن "المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 في ديالى وبقية المحافظات، أمنها مقلق بالفعل والسبب هو تأخر اعادة النازحين الذين يمثلون قوة مهمة لمسك الارض وسد الفراغات ومنع تحول منازلهم الى مضافات، وهذه الحقيقة التي يجب الانتباه لها".
وفي وقت سابق، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب في محافظة السليمانية لاهور شيخ جنكي ، إن التظاهرات الاحتجاجية الجارية حاليا في بغداد ومدن جنوب العراق بأنها بمثابة "الجنة" لدى تنظيم "داعش" من اجل إعادة بناء نفسه مجددا، محذرا من أن أنشطة التنظيم في تزايد.
وقال شيخ جنكي في حوار مع قناة "بي بي سي"، إن "تنظيم داعش ينشط نفسه كما كان يفعل تنظيم القاعدة"، مبينا أن "لديهم تقنيات أفضل وأساليب أفضل وأموال كثيرة اكثر من القاعدة تحت تصرفهم ولذا يمكنهم شراء المركبات والأسلحة والمواد الغذائية والمعدات، اما من الناحية التكنولوجية، فهم أكثر ذكاءً ومن الصعب طردهم".
وأضاف، أن "انشطة داعش تتزايد ونعتقد ان مرحلة اعادة البناء قد انتهت"، مبينا أن "الخلافات بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد قد خلفت الكثير من الاراضي (المتنازع عليها) وقد استغلت داعش هذا الوضع والمناطق المحاذية للحدود الايرانية في ديالى الى الموصل والحدود السورية منحت لهم حرية الحركة والسفر في تلك المناطق".
وبشأن مدى تأثير التظاهرات التي تشهدها البلاد على الوضع الأمني، عد طالباني التظاهرات "الجنة او اعياد الميلاد التي جاءت مبكرة الى داعش"، مشيرا الى أن التنظيم "يستغل الشعور بالعزلة بين المسلمين السنة" على حد تعبيره.