بغداد اليوم-ديالى
تُقدم نساء تعرضن للنزوح القسري، في مناطق مختلفة من محافظة ديالى، على بيع حليهن ومخشلاتهن الذهبية، لخلق انفراجة من ضنك الظروف التي يعيشها النازحون، فيما تلقي الظروف التي تشهدها البلاد، والمحافظة على وجه الخصوص بظلالها على سوق الذهب، مما تسبب بركوده.
وقال صائغ الذهب في بعقوبة، منتصر عبد، لـ(بغداد اليوم)، إن "حالة القلق التي تعم البلاد، والأزمات المتعاقبة، والظروف الأمنية، ألقت بظلالها على سوق الذهب، والذي يشهد ركودا نسبيا في الأشهر الأخيرة"، مبينا أن "الظروف تجعل الزبائن يعدلون عن فكرة شراع وبيع الذهب".
وفيما تشهد بعض مناطق محافظة ديالى، تظاهرات واحتجاجات مطالبة بالإصلاح، تتعرض مناطق أخرى من المحافظة لهجمات وخروقات أمنية، تنفذها الجيوب النائمة لتنظيم داعش.
وأضاف عبد، أن "30% من محال الذهب تعتمد على الزيجات الجديدة، والتي تتفاوت في معدلاتها خلال أشهر السنة، من انخفاض حاد جدا الى ارتفاع كبير"، مبينا ان "شتاء هذا العام فاقم من ركود الذهب بالإضافة إلى بقية الأسباب الأخرى ".
فيما أكد الصائغ، علوان خليل، أن "افضل سنوات بيع وشراء الذهب كانت بين اعوام 2010-2014 بسبب الاستقرار النسبي رغم الازمات الكثيرة لكنها شكلت مرحلة خروج ديالى من ازمة سنوات القاعدة، ما اسهم في زيادة الاقبال على شراء الذهب بشكل لافت آنذاك".
وأضاف خليل، أن "أبرز زبائن محال بيع الذهب بعد 2014 هم النازحات من النساء اللائي يبيعن ما لديهن من أجل تأمين قوت عوائلهم"، مبينا أن "بعض القصص مأساوية لأن تخلي المرأة عن ذهبها ليس بالأمر الهين عليها".
وأشار خليل إلى أن "60% من زبائنه الدائمين هن موظفات يستثمرن الوفرة المالية لديهن في شراء الذهب، تطبيقا لمقولة: ’الذهب زينة وخزينة’".
أما أم علاء وهي موظفة حكومية أكدت أن "قرار شراء حلي ذهبية لها مؤجل منذ أشهر، بسبب الحالة الموجودة في البلاد لذا قررت الاحتفاظ بالسيولة المالية إلى أشعار آخر تحسبا لأي طارئ ".
وأضافت انها ضطرت إلى بيع ذهبها كله في 2006 بعد رحلة نزوح قسري من بعقوبة إلى بغداد وإصابة ابنها بجروح بليغة ما دفعها الى اتخاذ القرار لتأمين مبالغ لدفع ايجار المنزل، ورحلة علاج ابنها، موضحة أن "كل امرأة تبيع ذهبها، في الوقت الحالي، وراء قرارها قصة وقد تكون مأساوية".