بغداد اليوم _ متابعة
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، عن ما اسمته بحروب التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أكدت أن التظاهرات الأخيرة في لبنان والعراق رافقتها حملة محمومة على "تويتر" يلعب فيها المتابعون الوهميون وهم عادة من الخليج، دوراً محورياً.
وجاء في التقرير، أن "الصحافية اللبنانية ديما صادق أصبحت هدفا لحملات تحرش على الإنترنت، عندما نشرت تغريدة ضمنتها هتافات ضد قوى سياسية".
وكانت صادق تبث تقريرا لصالح هيئة الإذاعة اللبنانية من احتجاجات معارضة للحكومة والتي بدأت منتصف تشرين الأول.
وقالت الصحيفة: "بعد دقائق قليلة، أصبحت القصة ترند حيث أصبح هاشتاغ ديما الواطية من أكثر الهاشتاغات استخداما في تلك الليلة، وكان الهجوم المفاجئ المنظم عليها عاديا لصحافية تركت وظيفتها لاحقا"، مشيرة إلى أن "السبب هو التحرش الذي تعرضت له".
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التظاهرات المعادية للفساد وسياسات التقشف في الشرق الاوسط، ترافقت هذه مع عاصفة قوية من التضليل في محاولة لحرف النقاش على الإنترنت.
وقالت صادق، الناقدة الصريحة لقوى سياسية في لبنان، إنها كانت مركز الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي: "مهما كتبت فإنني أتلقى آلافاً من التهديدات والشتائم. وتصلني مكالمات هاتفية تهددني وكذا أمي وعائلتي أيضا".
وتعترف صادق أن "بعض الشتائم المخزية تأتي من أشخاص حقيقيين و لكن هناك رسائل أوتوماتيكية من الإنترنت و هي آلة منظمة تستخدم حسابات مزيفة".
وتعلق الصحيفة أن "الهجمات على صادق تحمل كل علامات وملامح هجمات الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل والتي تعرف بـ إنفلونسرز أو الحسابات المزيفة التي تعمل على إثارة المشاركة العضوية على الإنترنت"، مضيفة أن "المدافعين والناشطين الذين يقومون بمتابعة عمليات التضليل على تويتر أثناء التظاهرات القصيرة في مصر بأيلول، حددوا عددا من الـ إنفلونسرز الذين دافعوا عن الحكومة وأثنوا على الجيش المصري وعبروا عن الدعم لهما، وعادة ما عبروا عن معارضتهم لمستخدمي منصات التواصل في تركيا وقطر الذين دعموا التظاهرات".
وقالت جوي شيا التي تدرس النشاطات على الإنترنت في مصر: "هناك مجموعة اسمها أصدقاء الشعب المصري والذين ينشرون ويطالبون: الآن اجعلوا هذا الهاشتاغ ترند"، وتشير شيا إلى "مجموعة من الحسابات المتعاطفة مع مصر وحلفائها الداعمين لها في الخليج مضيفة من الواضح أن هذه جهود منسقة".
ووجد الباحثون في منظمة الحقوق الرقمية الكندية "سيتزن لاب" أن "التظاهرات الأخيرة في لبنان والعراق رافقتها حملة محمومة على تويتر يلعب فيها المتابعون الوهميون، عادة من الخليج، دورا محوريا، وفحص الباحثون التفاعل على تويتر، ووجدوا أن الهاشتاغات الرئيسية المستخدمة من المتظاهرين للتشارك في المعلومات كانت الهدف الرئيسي للتلاعب".
وقال الباحث في "سيتزن لاب أليكسي" أبراهامز: "يبدو أن كل مجموعة تحاول التلاعب واستخدام الهاشتاغات للتشارك في المواقف السياسية"، مبيناً أن "بعض الأفراد الناشطين على منصات التواصل الإجتماعي قد يكون لهم تأثير كبير على الحوار المتداول في الإنترنت عن العراق ولبنان وإيران رغم أنهم يعملون من بلدان أخرى. ومن بين هؤلاء معلق عربي- بريطاني اسمه أمجد طه، الناقد الشديد لسياسات إيران والذي تعكس مواقفه منظور الحكومة السعودية".
وقال أبراهامز إنه هو "من أكثر الأشخاص الذين يتم إعادة نشر تغريداتهم على هاشتاغ هاشتاغ لبنان- ينتفض وهو الهاشتاغ الذي يعلم المتظاهرين في لبنان، ولم تحصل التغريدات الأخرى على نفس المستوى من التأثير".
وقال طه إنه "سعيد بمستوى التأثير الذي حققه يمكنني تسمية نفسي بالإنفلونسر العربي البريطاني، وهذا كل ما في الأمر . ونفى أنه يحاول نشر التعليقات المؤيدة للسعودية ولكنه أعرب عن دعمه لرؤية 2030 التي أعلن عنها محمد بن سلمان والتغيرات الأخيرة التي سمحت للمرأة بقيادة السيارة".
وتابع أبراهامز، إن "النظر إلى التظاهرات العراقية تكشف عن مستخدمين من الخارج خاصة من الخليج تركوا أثرا، وذلك بسبب القطع المستمر للإنترنت في العراق، ومحدودية استخدام تويتر بين المعلقين المحليين"، مبيناً أنه "ترى المؤثرين الخليجيين من بين الحسابات التي يتم إعادة نشرها في كل هذه الهاشتاغات".
ويقول مارك أوين- جونز الباحث في جامعة حمد بن خليفة بالدوحة، والذي درس ظاهرة عسكرة وسائل التواصل الإجتماعي المتزايدة منذ عام 2017 إن "البرمجيات بوتس تقوم بسلسلة من المهام الجيدة أو السيئة ويمكن استخدامها للمشاركة المزيفة مع هاشتاغ معين من خلال جذب المستخدمين لموضوع معين".
وأضاف: "هناك بالتأكيد حملة تأثير على تويتر من أجل توليد الدعم للثورة العراقية، ونسبة 20% من الحسابات التي تنشر هاشتاغ معين هي مزيفة، حيث قام بتحليل هاشتاغ ادعموا حق الشعب العراقي بالتظاهر السلمي".
وقال أوين إن "الذين يستهدفون هذه الهاشتاغ بالبوتس يجعلون أماكنهم مخفية وصعبة على التحديد مع أن أهدافهم واضحة"، مشيراً إلى أنه "لا أعرف من يقف وراء (حملة التأثير على العراق) ولكنني أحذر من الحديث عن ثورة بدون قائد والاستناد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للإلهام. ولا أشك في هذا ولكن علينا الحذر من دقة المحتويات الكثيرة المتوفرة هناك".