بغداد اليوم-بغداد
أصدر تيار الحكمة الوطني، الاثنين (16 كانون الأول 2019)، بياناً بشأن تصريحات محلل سياسي إيراني حول طلب العراق للمساعدة في حل الاحتجاجات الجارية في البلاد.
وذكر المكتب الإعلامي للتيار في بيان تلقته (بغداد اليوم): "تطالعنا بعض الوكالات والمواقع الخبرية بأنباء وتصريحات مؤسفة عن قيام جهات وأطراف عراقية بالطلب من جهات خارجية غير عراقية التدخل في الشأن الداخلي للعراق، والمشاركة في قراره الوطني من قبيل (طلب المساعدة في حل الأزمة القائمة في البلد لانتشال العراق من مأزق الاحتجاجات الجارية في بغداد والمحافظات)".
وأضاف البيان: "فِي الوقت الذي ننفي فيه تلك التقوّلات والادعاءات نفياً كاملاً فإننا نؤكد للجميع حرص تيار الحكمة الوطني على عراقية القرار ووطنيته، ونأمل من الأطراف الخارجية دولياً وإقليمياً التعامل على أساس المبادئ السليمة في الاحترام المتبادل والتكافؤ وسيادة العراقيين على قرارهم وفق الأسس الدستورية والأعراف والأصول السياسية الصحيحة، فأهل الوطن أدرى وأقدرُ على تحمل مسؤولياتهم الكاملة في اتخاذ قرارهم وإصلاح شؤونهم بإرادةٍ حقيقية بعيدا عن الآخرين".
وأكد التيار على "احترام علاقات الجوار والمصالح المتبادلة بين العراق ودول المنطقة والعالم بما يحفظ سيادة البلد واستقراره وأمنَه".
وتابع البيان: "نرجو ونتطلع مخلصين أن تتمكن القيادات العراقية الوطنية من عبور أزمة البلاد نحو الاصلاح الحقيقي بما يحقق تطلعات الجماهير والساحات الوطنية بعد هذا المخاض العسير".
وكان المحلل السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي ، قد قال، الاحد (15 كانون الأول 2019)، إن القيادات الشيعية في العراق طلبوا من قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، التدخل لإنهاء مأزق الاحتجاجات الجارية في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب فضلاً عن ملف تسمية رئيس الوزراء،
وذكر أمير موسوي، خلال استضافته في برنامج (وجهة نظر) الذي يقدمه الدكتور نبيل جاسم، على قناة "دجلة" وتابعته (بغداد اليوم)، أن "هناك مشاغبون في العراق يريدون عرقلة التظاهرات السلمية في العراق المطالبة بالحقوق المشروعة"، مشيراً إلى أن "هناك من حاول استغلال تظاهرات العراق للإساءة لعلاقته مع إيران والهدف الاستفراد بالعراق وتمزيقه وتفكيكه".
وأضاف موسوي، أن "هناك حركة مطلبية في العراق، ولكن للأسف الشديد، الاعلام والتدخل الأجنبي، الإقليمي والدولي الواضح، يهدف لتحريف المسار والاضرار بإيران التي وقفت لجانب الشعب العراقي قبل وبعد سقوط صدام حسين، وهذا التدخل يريد تدمير العراق"، مبيناً أن "إيران وقفت مع العراق في أحلك ظروفه، في وقت حاصرت الدول العربية العراق، وتعاملت معه بدوافع طائفية".
وتابع، أن "رئيس الوزراء الشيعي والاغلبية الشيعية لا تملك السلطة المطلقة بالعراق، وتهتم إيران بالعراق باعتباره عمق استراتيجي تاريخي لها، وبالعكس، الآن حصلت مشكلة في العراق، وإيران تدعم الرؤية الشعبية العراقية في المشاورات (المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة) التي تجري حاليا خلف الستار".
وأشار إلى أن "التركيز الآن على المسؤولين الشيعة، ورئيس الوزراء في العراق ليس بيده شيء، ولا الأكثرية البرلمانية، وهناك مشاكل كبيرة في العراق كلها سقطت على رأس إيران"، لافتاً إلى أن "الإسلاميين والعلمانيين الشيعة من القيادات في العراق طلبوا من الجنرال سليماني التدخل لإنهاء المأزق الحالي في البلاد، لكنهم لا يقولون ذلك لجمهورهم، وإيران لا تتحدث عن هذا الامر احتراماً للوضع".
وأكد الدبلوماسي الإيراني السابق، أن "التيار الصدري وتيار الحكمة لا يتمتعان بعلاقات طيبة مع إيران، والكثير من المسؤولين الشيعة في العراق علاقاتهم مع أمريكا ودول الخليج اقوى من علاقتهم مع إيران"، مبيناً أن "المسؤولين الذين لديهم علاقات قوية بإيران، اثنين أو 3 فقط".
وتابع موسوي، أن "ثلث البترول العراقي يذهب للأمريكان، والقواعد الستة الأميركية في العراق يصرف عليها من أموال العراقيين"، لافتاً إلى أن "الحراك العراقي من دون رأس أو قيادة رشيدة يولد الفوضى كحادثة الوثبة وامثالها، حيث يقتل الشباب بطرق بشعة والناس تتفرج".