بغداد اليوم- متابعة
كشف مسؤولون في الجيش الأمريكي، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، نشرته اليوم الخميس (5 كانون الأول 2019)، عن استغلال إيران للأحداث الراهنة في العراق لبناء ترسانة سرية من الصواريخ قصيرة المدى، في العراق.
وبحسب ما بينت الصحيفة الأمريكية، فإن "مساعي إيران لفرض قوتها في الشرق الأوسط تأتي في وقت تعيد فيه الولايات المتحدة بناء وجودها العسكري هناك أيضاً، وذلك لمواجهة التهديدات الناشئة للمصالح الأمريكية بما في ذلك الهجمات التي تستهدف ناقلات النفط والمنشآت النفطية، والتي ألقى مسؤولو الاستخبارات الأمريكية باللوم فيها على إيران".
ووفقاً لما جاء في تقرير الصحيفة، فإن "المعلومات الاستخبارية التي تتحدث عن تخزين إيران للصواريخ في العراق هي أقوى مؤشر على فشل مساعي ترامب لردع طهران بزيادة الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قولهم إن "صواريخ إيران في العراق تشكل تهديداً لحلفاء وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة بل ومن الممكن أن تعرض القوات الأمريكية المتمركزة هناك للخطر".
ولفتت إلى "التظاهرات الضخمة التي تجتاح إيران والعراق خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يحتج بعض الأشخاص في العراق على تزايد النفوذ الإيراني وتدخلها في شؤون البلاد".
وفي هذا الصدد، قال النائب إليسا سلوتكين، وهو ديمقراطي عن ولاية ميشيجان وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في مقابلة، إن العراقيين "لا يريدون أن يقودهم الإيرانيون، ولكن لسوء الحظ، بسبب الفوضى والارتباك في الحكومة العراقية، كانت إيران الأكثر استعدادًا للاستفادة من الاضطرابات الشعبية". ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون على ذلك.
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون في الاستخبارات والجيش الأمريكي إن طهران تخوض حربًا خفية وتستهدف دولًا في الشرق الأوسط، ولكنها في الوقت ذاته تخفي مصدر هذه الهجمات لتقليل فرصة إثارة رد فعل أو تصعيد القتال.
ولفتت الصحيفة إلى أن نشر إيران لترسانة من الصواريخ خارج حدودها يمنح حكومتها مزايا في أي مواجهة قد تندلع مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.
وتوقعت أنه في حال قصفت الولايات المتحدة أو إسرائيل إيران، فقد يستخدم جيشها الصواريخ المخبأة في العراق للرد على الهجمات، لافتة إلى أن مجرد وجود هذه الأسلحة يمكن أن يساعدها أيضا في التصدي لمثل هذه الهجمات.
ولم يتطرق مسؤولو الاستخبارات في الولايات المتحدة إلى مناقشة النموذج الدقيق للصواريخ الباليستية التي نشرتها إيران داخل العراق، إلا أن الصواريخ قصيرة المدى يصل مداها إلى ما يزيد قليلا عن 600 ميل، مما يعني أنه إذا أطلق صاروخ من أطراف بغداد فإنه يمكن أن يضرب إسرائيل.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن نشر الصواريخ في العراق وكذلك في إيران من شأنه أن يسمح للحكومة الإيرانية بإثارة شكوك أولية حول مصدر الهجوم، موضحة أن التنصل من مسؤولية الهجمات، ولو لفترة قصيرة، هو جزء أساسي من استراتيجية الحرب الهجينة الإيرانية، حيث تحاول إبقاء خصومها تحت السيطرة والضغط عليهم بدون إثارة أزمة أكبر أو حتى حرب.