بغداد اليوم-بغداد
ردت وزارة الخارجية، الأربعاء (4 كانون الأول 2019) على "الاتهامات" الموجهة ضد ممثل العراق بالأمم المتحدة بعد كلمته بمجلس الأمن.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن "بعض وسائل الإعلام تناقلت كلاماً مُجتزَأً لكلمة ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة تزعم أنّها قد ورد فيها نقد للمُظاهَرات السلميّة التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقيّة".
ونبهت الى أنّ "الكلمة التي ألقاها الممثل الدائم للعراق تمثل بياناً رسميّاً لجمهوريّة العراق في مجلس الأمن، وهو بيان تمّ إعداده وفق السياقات المُتبَعة في إعداد البيانات الرسميّة عبر الدائرة المُختصَّة وبمُوافقة الوزير عليها لغةً ومضموناً".
وأضافت: "وقد كان ابتدأها بالترحُّم على أرواح الضحايا من المُتظاهِرين والأجهزة الأمنيَّة والدعاء بالشفاء المُصابين.. واستعرضت الكلمة الحقَّ بالتظاهر المكفول دستوريّاً، وأشادت بالنضج الذي يتمتع به المُتظاهِرون في التعبير عن مطالبهم الحقة، وما قامت به الحكومة من إجراءات لحمايتهم، وتشكيل لجان للتحقيق فيما تعرَّضوا له من اعتداءات".
وأشارت الى أن "ما تداولته المواقع هو كلام كان قد أُخرِج عن سياقه الموضوعيِّ الصحيح؛ ابتغاء إحداث حالة من السخط، والاستياء لدى المُجتمَع، إضافة إلى ذلك أنّ الكلمة تضمَّنت الإشادة بالمُظاهَرات كتجلٍّ عمليّ لحراك مُجتمَعيّ يُعبِّر عن حالة النضج، والتكامل الديمقراطيّ الذي يعيشه الشعب العراقيّ في التعبير عن مطالبه المشروعة، والتي ما كان من الحكومة إلا أن تستجيب للمطالب بقدر تعلّقها بالجانب التنفيذيّ، وإرسال ما يحتاج إلى تشريع إلى مجلس النواب الذي بدوره يصوغ لها تشريعاً مُلائِماً لتحقيقها".
ولفتت الى أنّ "وزارة الخارجيّة لطالما عبّرت عن الموقف الرسميِّ للحكومة إزاء التظاهرات، وعدّت أنّه حقّ مشروع كفله الدستور"، داعية "المُتظاهِرين إلى أخذ الحيطة والحذر من جماعات غريبة عن واقعهم تبتغي إحداث اضطرابات، وفوضى، وإخلال بالأمن؛ ومن ثم حرف التظاهرات عن مسارها، وتشويه صورتها المطلبيّة الإصلاحيَّة الحضاريَّة، وهو نفسه الذي حذرت منه المرجعيّة الدينيّة في خطبها ذات الصلة".
وأكدت "أهمّية عدم الاعتماد على ما يُنشَر في مواقع التواصُل الاجتماعيّ على أنّه مصدر رسميّ يُعبِّر عن الحقيقة"، داعية الى "أخذ المعلومة من مصادرها الرسميّة ابتغاء تحرِّي الحقيقة، والوقوف عليها".
وأكملت، أن "هناك من لا يُرِيدون الخير للعراق ولشعبه الكريم، وعلى الجميع رصُّ الصفوف؛ لتفويت الفرصة عليهم".
وكان مبعوث العراق لدى الأمم المتحدة، محمد حسين بحر العلوم، قال في إفادته بمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الثلاثاء، إن "موقف الحكومة مع المتظاهرين باتباع الطرق الدستورية، وعدم التعرض لهم وحمايتهم، وأن التعليمات المشددة تقضي بعدم استخدام الرصاص الحي، أو أي أسلحة قاتلة".
وأردف، أن "القوات الحكومية، لا تقوم بأي أعمال تعرضية او هجومية بل تقف موقف الدفاع امام الخارجين عن القانون، والمندسين بين المتظاهرين".
وشهدت العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات الأخرى، منذ مطلع تشرين الأول 2019 تظاهرات غير مسبوقة، وتجددت في الـ25 من الشهر نفسه، تخللتها تطورات، أسفرت عن استشهاد أكثر من 400 متظاهرا، وإصابة الآلاف.
إثر ذلك اتهم النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجبوري، الأربعاء (04 كانون الأول، 2019) مبعوث العراق لدى الأمم المتحدة، محمد حسين بحر العلوم، بتشويه صورة التظاهرات، فيما دعا لعزله.
وقال الجبوري، عبر تغريدة على منصة تويتر: "يجب استضافة السفير محمد حسين بحر العلوم لدى الامم المتحدة داخل مجلس النواب"، مبينا "لقيامه بالتضليل والكذب وتشويه صورة الشعب العراقي في المظاهرات".
وعن الهدف من استضافته، قال الجبوري: إن ذلك "تمهيد لعزله ومحاسبته".
وفي السياق ذاته، رأى السياسي مشعان الجبوري، عبر تغريدة على تويتر، أن "كلمة السفير بحر العلوم بجلسة مجلس الامن تضمنت الكثير من الكذب وتزييف الحقائق واظهر السلطة التي يمثلها كملائكة نشروا العدل والديمقراطية فيما اساء لثوار الشعب وحاول توصيفهم كعصابات قتل ونهب خارجة عن القانون".
وأضاف: "اما كلمة مبعوثة الامم المتحدة فكانت ولأول مرة منصفة وعكس ادعاءاته".
وكان متظاهرو العراق وصفوا ما جاء بكلمة بحر العلوم بأنه محاولة لتشويه صورتهم وتبرئة الحكومة الحالية من تهمة توجيه أوامر باستخدام العنف ضدهم.