بغداد اليوم- متابعة
بعد مرور أكثر من 60 يوما على الاحتجاجات التي اندلعت في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية، احتجاجا على المنظومة السياسية التي تسببت بتدهور الواقع العراقي، رافقت هذه الاحتجاجات مجموعة من الخطوات التصعيدية التي أقدم عليها المتظاهرون، منها قطع الطرق وغلق الدوائر الحكومية، فضلا عن تعطيل الدوام الرسمي في المدارس والجامعات، ولم ينتهي التصعيد عند هذا الحد، لكن اللافت في الامر، أنها حركت الراكد في نفوس الشعوب التي تعاني من ذات المظلومية، بحسب مراقبين اقليميين.
وقد شهدت إيران تظاهرات كبيرة، احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين والوقود، بعد أسابيع قليلة على اندلاع التظاهرات في العراق، لينتقل المشهد فيما بعد إلى تونس، اذا اندلعت يوم أمس الإثنين اشتباكات عنيفة بين محتجين على الفقر والتهميش والشرطة التونسية، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم في بلدة جلمة بجنوب البلاد.
بدأت الاحتجاجات في منطقة جلمة السبت الماضي، بعد يوم من إقدام شاب (25 سنة) على إضرام النار في جسده احتجاجا على الفقر وأوضاعه السيئة، في واقعة تعيد إلى الأذهان مأساة الشاب الراحل، محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه في الشارع عام 2010 بعد أن صادرت الشرطة عربة الخضروات التي كان يقتات منها، وفجرت وفاته انتفاضات الربيع العربي التي بدأت آنذاك بتونس.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت يوم أمس الاثنين الغاز المسيل للدموع وطاردت شبانا يحتجون في شوارع بلدة جملة، قاموا بغلق الطرق واشعلوا إطارات السيارات.
وكان الشاب يعمل بشكل غير منتظم وكان يطالب بتحسين وضعه الاجتماعي في جلمة المحاذية، لمدينة سيدي بوزيد، مسقط رأس البوعزيزي.
وتعاني الولاية من استمرار التهميش بعد تسع سنوات من الثورة التونسية، التي تفجرت من هناك على الفقر والبطالة والفساد.
من جهة أخرى شهدت احياء عدة في طرابلس بليبيا، محاولات لقطع الطرق ومنع حافلات الطلاب والموظفين المتجهين الى عملهم من الوصول الى مكاتبهم، فعمدوا الى وضع حاويات النفايات والعوائق والحجارة وسط الطرقات، لا سيما بالقرب من مدرسة "الايمان"، محيط مدافن باب الرمل، نزلة العمري وطلعة المنار، وطريق عام القبة ابي سمراء وغيرهم من الطرق الداخلية للمدينة، مما تسبب بزحمة سير خانقة، بحسب الوكالة الوطنية.
وعلى الفور حضرت عناصر الجيش وبدأت فتح كل المسارب والطرق، في حين ان طرق عاصمة الشمال طرابلس سالكة امام حركة المرور باستثناء المسارب والطرق المؤدية حصرا الى ساحة النور التي لا تزال مقفلة منذ اندلاع التحركات الشعبية.
وعند المدخل الخارجي لفروع الجامعة اللبنانية في "المون ميشال" في البحصاص، افترش الطلاب الارض ومنعوا السيارات والحافلات من الدخول الى حرم الجامعة.
وعمد عدد اخر من المحتجين الى اقفال مدخل المعهد الفني في المدينة احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة والتلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي، كما قام محتجون اخرون بالتجمهر امام العديد من المؤسسات التربوية والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة وطلبوا من اداراتها وقف العمل والتدريس واغلاق الابواب فتمت الاستجابة لمطالبهم.
وتشهد العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، تظاهرات واحتجاجات، منذ الـ25 من تشرين الأول الماضي، تخللتها اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، أسفرت عن مقتل نحو 400 شخصا، وإصابة أكثر الآلاف من الطرفين