بغداد اليوم-بغداد
حملت نقابة المحامين العراقيين، فرع ذي قار، الجمعة (29 تشرين الثاني 2019) ’’الأجهزة الأمنية’’ مسؤولية استشهاد 24 متظاهراً وإصابة أكثر من 250 آخرين، بأحداث المحافظة يوم أمس الخميس.
وذكرت النقابة، في بيان تلقته (بغداد اليوم) أنه "في الوقت الذي بذلنا فيه جهوداً مضنية للتهدئة وإقناع المتظاهرين بفتح الجسور المغلقة أمام المواطنين، تفاجأنا بما حدث في الساعات الأولى من يوم الخميس الموافق (28 تشرين الثاني 2019)؛ إذ هجمت قوات مسلحة كان واجبها حماية المتظاهرين وقتلت العديد منهم بدم بارد".
وأضافت، أن "هذه القوات لم تكتفِ بالهجوم بل استمر بإطلاق النار أكثر من 18 ساعة متواصلة، ذهب ضحية تلك النيران حتى لحظة كتابة هذا البيان (24 شهيداً) و(251 جريحاً) في مدينة الناصرية فقط، وغالبية الجرحى في وضع حرج بعد استخراج أكثر من مئة رصاصة من أجسادهم الطاهرة".
وحمل فرع نقابة المحامين في ذي قار "الأجهزة الأمنية من آمرين ومأمورين المسؤولية الكاملة لحين الكشف عن الجناة الحقيقيين ومن أين تلقوا أوامرهم بإطلاق النار عن المحتجين السلميين".
وأكدت النقابة وقوفها "مع المتظاهرين قلباً وقالباً، وقد سخرنا جهودنا في خدمتهم منذ اليوم الأول لانطلاق التظاهرات، فإننا ستمرون بهذا النهج ولن نتراجع عنه"، مشيرة الى انها سترفع "دعوى جزائية ضد المتسببين".
وطالبت "مجلس القضاء الأعلى بإصدار أوامر ولائية بالمنع من السفر بحق كل متورط بسفك دماء الأبرياء".
ودعت الى "إطلاق سراح جميع الموقوفين من المتظاهرين السلميين، وعدم اتباع سياسة تكميم الأفواه، وعدم التكتم على الاحصائيات الحقيقة للضحايا".
وشددت قائلة، إنها "لن تسكت عما جرى في الناصرية حتى ترى التطبيق الفعلي للآية الكريمة: وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ".
وشهدت مدينة الناصرية، منذ ساعات مبكرة من يوم أمس الخميس، اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخصا، بنيران حية، انتهت بانسحاب القوات الأمنية، وحرق مقر فوج المهمات الخاصة، وسط المدينة.
قبيل ذلك، نفت شرطة ذي قار تدخلها بإحداث ما وصفته بـ"الخميس الدامي" في ذي قار، مبينة أن "القوات المنفذة للواجب من خارج المحافظة والتي قدمت من بغداد يوم (الأربعاء) وغادرت ارض المحافظة عصر (الخميس)"، وفقا لإعلام شرطة ذي قار.
وفي بيان ثانٍ وجهت مديرية شرطة ذي قار نداء إلى شيوخ عشائر المحافظة ناشدتهم "وبشكل فوري على ضرورة التدخل والتهدئة لمنع الفتن وحفظ الأمن وإيقاف نزيف الدم في المحافظة".
وأعلن محافظ ذي قار، عادل الدخيلي، يوم أمس، الحداد ثلاثة أيام على أرواح شهداء التظاهرات، قبل أن يقدم استقالته من منصبه، في نهاية اليوم نفسه.
وتشهد مدينة الناصرية، ومناطق أخرى في محافظة ذي قار، تظاهرات منذ الـ25 تشرين الأول الماضي، استكمالا لتظاهرة أخرى سبقتها بأسبوعين، تخللها حرق لعدة مقرات حزبية وأخرى عائدة لفصائل مسلحة، وقطع للطرق، ما أدى لاشتباكات أسفرت عن قتل أكثر من 60 متظاهرا، وإصابة المئات.