بغداد اليوم _ النجف
أكد محافظ النجف، لؤي الياسري، الاربعاء 27-11-2019، على المضي بوأد الفتنة في المحافظة وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، فيما تحدث عن "راكبي موجة" يسعون لنيل مناصب في النجف بينها المحافظ.
وقال الياسري، في بيان خاطب فيه أهالي المحافظة، تلقت (بغداد اليوم) نسخة منه، إنه "في الوقت الذي تصدح فيه حناجركم الحرة للمطالبة بالإصلاحات واقرار القوانين التي طال انتظارها لتحقيق مطلبنا جميعا بوطن حر ديمقراطي تحكم فيه دولة المؤسسات بعيدا عن كل أشكال الفساد، وفي الوقت الذين أعلنتم فيه بكل وضوح عن ضرورة الحفاظ على سلمية اعتصامكم وقدسية مدينتكم مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام)، شهدنا معكم ومنذ يوم امس الثلاثاء خروج مجاميع من الشباب الناقمين على الأوضاع السلبية التي نعمل جميعا على إيجاد الحلول لإنهائها بأسلم الطرق، وذلك بالالتزام بتوجيهات المرجعية العليا وبرغبة العراقيين جميعا بعدم الانجرار نحو العنف والعنف المقابل".
وأضاف الياسري، أن "ما يؤسف له قيام هؤلاء الشباب بقطع الطرق وإشعال النيران في بعض الاماكن الحيوية والرئيسية في المحافظة للتعبير عن احتجاجهم وتصعيد لغة الاحتجاج".
وتابع، أن إدارة النجف "كحكومة محلية وقيادات امنية وفرق دفاع مدني ولغاية هذه اللحظة، بادرنا بالتواصل مع المحتجين للعدول عن هذا التصعيد الأخير، وذلك من اجل النجف الاشرف وابنائها الكرام ومن اجل الحفاظ على سلمية احتجاجات النجفيين التي ادهشت العالم برقيها وسلميتها وكذلك للحفاظ على عمق العلاقة بين القوات الامنية والتنسيقيات".
وأكد محافظ النجف، على المضي في "طريق وأد الفتنة، وعدم استخدام العنف، فقواتكم الامنية متواجدة لحمايتكم ولفرض الامن واستتبابه وهو واجبها، ولكنها تستخدم لغة العقل والتهدئة من اجل النجف الاشرف اولا ومن اجل شبابنا الواعي ثانيا، ولن تسعى لإراقة اي قطرة دم عراقية سواء من المحتجين او من القوات الامنية كما جرى في بعض المحافظات ولكن الحفاظ على النظام واجب الجميع".
وأشار إلى أنه "من منطلق الواجب الوطني والاخلاقي والشرعي، ندعوكم بقلب صادق وندعو عشائرنا الكريمة وابناءها ومثقفيها ورجالها والتنسيقيات والاعلاميين والنشطاء للتدخل والحوار، ولتكن النجف واهلها في أعيننا".
ووجه الياسري رسالة إلى من وصفهم بـ"المتصيدين والمثيرين للفتن والطامحين للحصول على المناصب ومنها منصب (المحافظ) فنقول لهم: انتم معروفون ومشخصون لدى ابناء النجف فلا تركبوا الموجة فقد خسرتم كل شيء واوراقكم محروقة وماضيكم مكشوف عند ابناء النجف وفسادكم قد أزكم الأنوف، فلا تنفعكم صفحاتكم الصفراء المقيتة والتهويلات المدعومة وغيرها من الاساليب التي تحاول جر الاحداث في المحافظة الى التصعيد والمواجهة بين الحكومة والقوات الامنية من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى.. وسيأتي اليوم الذي تنكشف فيه كل مؤامراتكم الخبيثة".
وفي وقت سابق، تداولت منصات التواصل الاجتماعي، أنباء عن حصول اشتباكات، بين المحتجين والقوات الأمنية، في المدنية القديمة، وسط محافظة النجف، حيث مرقد الامام علي، ومكتب المرجع الديني الأبرز علي السيستاني.
وشهدت محافظة النجف، تظاهرات واحتجاجات، منذ الـ25 من تشرين الأول، للمطالبة بإجراء إصلاحات دستورية ووزارية، وتوفير فرص عمل، تُعد الأهدأ من نوعها بالمقارنة، بالمحافظات الأخرى، غير أن المحتجين صعدوا من وتيرة احتجاجهم منذ يوم أمس الثلاثاء (26 تشرين الثاني 2019)، بقطع الطرق بالإطارات المحروقة.
وفي وقت سابق، اعتبر محافظ النجف، منزل المرجع الديني، علي السيستاني، ومقام الامام علي خطاً أحمر فيما نفى صحة وجود تهديدات قربهما.
وذكر الياسري، في تصريح صحفي تابعته (بغداد اليوم): "وجهنا الأجهزة الأمنية بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين"، لافتا إلى أن "جهات معتدلة تدخلت لرفع القطوعات في الشوارع".
وأضاف، أن "منزل السيد علي السيستاني ومرقد الامام علي خط احمر ومنطقتهما مؤمنة بالكامل"، مضيفا: "ولا نعتقد أن هناك نوايا للمتظاهرين أو احد آخر من الوصول إليهما ولا صحة لحصول اشتباكات قرب مكتب السيستاني ولا وجود لما يهددهما".
ولفت محافظ النجف الى ان "بعض المتظاهرين عمدوا اليوم إلى إحراق الإطارات"، مناشدا "المتظاهرين باعتماد السلمية في التظاهر".