بغداد اليوم _ متابعة
استعرضت وكالة "غلوبال بلاتس" الأميركية للطاقة، تأثير الاحتجاجات التي يشهدها العراق على الخطط المرسومة لتعزيز طاقة الانتاج النفطي، فيما حذرت من شحة محتملة بالوقود مع أي غلق مستمر لميناء أم قصر بمحافظة البصرة.
وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقريرها، أن "عمليات انتاج النفط العراقي والتصدير مستمرة عند معدلاتها القصوى رغم التظاهرات الواسعة التي تشهدها البلاد، لكن محللين يقولون ان الوضع يتطلب متابعة ومراقبة من احتمالية ان تكون حقول نفط وموانئ معرضة لأضرار يسببها تصاعد الاحتجاجات"، مشيرين الى ان "عدم الاستقرار الحكومي قد يؤخر مشاريع تطوير حقول النفط".
واستنادا لتقرير حالة الموانئ، الذي قالت الوكالة انها اطلعت عليه، فان "صادرات النفط الخام من ارصفة التحميل في البصرة وقفت لحد الآن خلال هذا الشهر عند معدل 3.6 مليون برميل باليوم. وسجل هذا ارتفاعا عن معدل صادرات شهر تشرين الاول الماضي الذي شهد يومين من ظروف جوية سيئة والذي كان بحدود 3.45 مليون برميل باليوم".
ونقلت عن مصادر حكومية ومسؤولو شركات نفط تعمل في العراق، أن "الانتاج قد تراجع بسبب تعطل حصل لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا الشهر عندما اغلق محتجون طرقا ما ادى الى اغلاق حقل القيارة الذي يبلغ انتاجه 30,000 برميل باليوم".
وذكرت وزارة النفط بداية هذا الاسبوع ان انتاج النفط الخام للشهر الماضي بلغ بحدود 4.58 مليون برميل باليوم، فيما أكد مصدر للوكالة عدم "تضرر الانتاج، وأن التدابير اللازمة قد اتخذت".
ويشهد العراق، الذي يعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، صدامات متزايدة بدأت منذ مطلع شهر تشرين الاول بين متظاهرين غاضبين والحكومة اشتملت على العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية اخرى خصوصا مدينة البصرة الغنية بالنفط، وتضمنت مطالب المتظاهرين المزيد من التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل.
وقال محللون من مؤسسة "ميدلي غلوبال" للاستشارات في تنويه صدر مؤخرا عنهم، انه "في حال بدء شركات نفط وغاز اجنبية بسحب موظفيها غير الاساسيين فعند ذلك سيكون من الضروري الاعتماد بشكل كلي على مهندسين محليين وفرقهم لتشغيل معدات النفط والغاز والذين، حسب مصادر محلية، يتوجهون بشكل متزايد للالتحاق بحركة الاحتجاج وإيقاف العمل".
وتقول وكالة "بلاتس"، انه تعذر عليها الاتصال بشركة اكسون موبيل الاميركية التي تدير حقل غرب القرنة 1 وأخلت جزءا من موظفيها سابقا من العراق لمخاوف أمنية، للحصول على تعليق، وكذلك تعذر الاتصال بشركات برتش بتروليوم البريطانية وإيني الايطالية ولوك أويل الروسية الذين لهم نشاط نفطي في العراق.
أما شركة شل الهولندية التي تتولى تنفيذ مشروع تجميع ومعالجة الغاز في البصرة فقد ذكرت للوكالة، انه "ليس هناك مؤشر في الوقت الحالي على أي ضرر أو ارباك في انشطتنا".
وحذر محللون ايضا من أن "أي غلق مستمر لميناء أم قصر قد يشكل قلقا كبيرا في حال وقف صادرات زيت الوقود والذي يتم نقله عبر شاحنات من مصافي العراق الوسطى والشمالية"، مشيرين الى ان "ذلك سيجبر المصافي على التوقف لافتقارها الى سعة خزن كافية لزيت الوقود ومن المحتمل ان يخلق ذلك شحة وقود خطرة في البلاد"، بحسب تقرير "بلاتس".
وأشارت إلى أنه "بغض النظر عن المخاوف الحاصلة حاليا، فان عدم استقرار الحكومة قد يؤدي الى عرقلة المصادقات على مشاريع وتقويض خطط العراق المرسومة لتعزيز طاقة الانتاج الى 8.5 مليون برميل في اليوم بحلول العام 2025".
وقال محلل في وكالة بلاتس، أن "عامل البيروقراطية وعدم الكفاءة سيستمر بتبطئة خطى تطوير البنى التحتية لصناعة النفط وتنفيذ المشاريع المرسومة، ويجب عدم التغاضي كليا عن احتماليات التعطل عن التجهيز الناجمة عن الاحتجاجات".