بغداد اليوم _ بغداد
نشرت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، تقريراً سطلت من خلاله الضوء على التظاهرات العراقية التي انطلقت منذ ما يقارب الخمسين يوماً، فيما أشارت إلى مطلب المتظاهرين "نريد وطن" يبدو بسيطا، لكنه في الوقت ذاته معقد.
وتوقفت الصحيفة عند إصرار المتظاهرين العراقيين على فرض التغيير رغم سقوط 330 قتيلا منهم منذ بداية الحراك الشعبي مطلع تشرين الأول الماضي، موضحة أنه "بالرغم من القمع نزل آلاف العراقيين إلى شوارع بغداد ومدن أخرى، ونظم المتظاهرون إضرابا عاما للمطالبة بتغيير نظام الحكم".
وتضيف الصحيفة أنه "بعد مضي 16 سنة على سقوط نظام الرئيس صدام حسين، وبعد حربين أهليتين، والكثير من الهجمات الدامية، وانسحاب الجيش الأمريكي من العراق عام 2011، وسيطرة تنظيم داعش على جزء من الأراضي العراقية، وتعاقب عدد من الحكومات الصورية العاجزة والفاسدة- وجد الشعب العراقي نفسه متحدا خلف شعار واحد (نريد وطنا)".
وتقول "ليبيراسيون"، إن "مطلب المتظاهرين يبدو بسيطا لكنه في الوقت ذاته معقد، وهو بسيط لأنه جمع العراقيين بمختلف أطيافهم وعقائدهم وهزم الخوف من آلة القمع وابتعد بالعراق عن القوتين المؤثرتين في المشهد وهما الولايات المتحدة وإيران، وهو مطلب معقد لأن الطريق طويل ومحفوف بالعقبات أمام إقامة دولة حرة ومستقلة ويمر عبر الأدوار التي تلعبها أو ستلعبها أمريكا وإيران لمناورة ربيع تشرين العراقي".
وفي مقال آخر ضمن نفس العدد، قالت الصحيفة الفرنسية، إن "الحكومة العراقية تبدو عاجزة عن الاستجابة للمطالب الاجتماعية المستعجلة، وإن رئيسها عادل عبد المهدي مثار سخرية بالنسبة للمتظاهرين الذين يسمونه (عبدو العدس)، في إشارة إلى تعهده بزيادة التموين المقدم للأسر الفقيرة بـ500 غرام".
وأشارت إلى أنه "منذ بداية المظاهرات المطالبة بتغيير النظام السياسي، تماطل الحكومة العراقية في الاستجابة للمطالب؛ حيث تعهدت في البداية بخلق وظائف وزيادة الرواتب والتحقيق في قضايا الفساد، وهي وعود لا ترضي المتظاهرين. ولم تُجد سياسة القمع في احتواء الثورة؛ بل زادت أعداد المتظاهرين وواجهها العالم بالإدانة خاصة من طرف الولايات المتحدة التي تمتلك تأثيرا هائلا في العراق منذ 2003".
وأصدر البيت الأبيض بيانا شديد اللهجة دعا فيه الحكومة العراقية إلى التوقف عن استهداف المتظاهرين ورفع الحظر عن الإنترنت وتنظيم انتخابات مبكرة. وعقب البيان اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبييو برئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي في خطوة تحمل تحذيرا إضافيا من واشنطن لبغداد؛ إذ أدان وزير الخارجية الأمريكي العنف وطالب بمحاسبة المسؤولين عنه، بحسب الصحيفة.
وتواجه الحكومة العراقية منذ أيام ضغوطا إضافية من رئيسة بعثة المساعدة الأممية في العراق "يونامي" جيانين هنيس التي قدمت خطة للخروج من الأزمة تتضمن إصلاحات انتخابية وإجراءات لمحاربة الفساد وتعديلات دستورية وتنفيذ برنامج تنموي، وباشرت حشد التأييد لها من داخل العراق عبر مقابلة المرجع الأعلى السيستاني، قبل أن تقدم خطتها للحكومة والبرلمان العراقيين.