بغداد اليوم- بغداد
صرح النائب الكردي كاوه محمد مولود، الاثنين ( 11 تشرين الثاني 2019)، بأنه مجرد التفكير في الرجوع إلى نظام الحكم الرئاسي يشعرنا بالغثيان.
وقال مولود في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إنه " في الآونة الأخيرة لاحظنا ظهور بعض الأصوات التي تحاول التناغم مع الشارع المنتفض، باظهار التأييد لبعض المطالب والمتبنيات غير السليمة، لمجرد بقائهم في الصورة وإعادة انتاج انفسهم في المشهد السياسي العراقي، وخاصة الوقوف بالضد من النظام البرلماني، في حين ان لهم في البرلمان الشأن المعلى والحضور الأوضح، وأخذوا يشيعون بأن النظام الرئاسي أفضل لحكم العراق من النظام البرلماني ( الفاشل ) حسب ادعائهم، في حين انه أرقى نظام يمكن ان تدار بموجبه الدول المتقدمة وأفضل ما تستحقه الشعوب المتحررة من النظم الدكتاتورية البائدة، وتلك الأنظمة في بريطانيا وكندا واليابان وسويسرا والنمسا والدانمارك وايطاليا وهولندا واستراليا وغيرها خير دلائل وأمثلة على رقي ونجاح وتميز النظام البرلماني، لكونه نظاماً متحضراً ومتوازناً، يحفظ للشعوب حقوقها ويمثل سلطتها الحقيقية وإرادتها الحرة التي تعبر عنها بأروع الممارسات الديمقراطية".
وأضاف أن "تلك الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ 2003 وتسببت في فشل متوالي أعاق الدولة بمختلف مفاصلها ومؤسساتها تنسى إن الخلل ليس بالنظام البرلماني، وإنما في فقدان عقلية السياسي المحنك ورجل الدولة المخلص، وفي هذا النهج الغريب طمس لحقيقة كونهم السبب الأول والرئيسي في ارباك العمل السياسي، بالمحاصصة والصراعات على المناصب والمغانم والمكاسب التي أدت بالجماهير الى ثورة المطالبة بحقهم في وطنهم وحقهم في الحياة الحرة الكريمة، رافضة ان يكون منصب الوزير ملكية خاصة لحزب أو جهة، ومنتفضة للخلاص ممن استباح حقوق الشعب ورهن مقدراته وسرق خيراته، وهذا في الحقيقة هو أولوية المتظاهرين، وليس تغيير النظام من برلماني الى رئاسي".
وتابع: "إننا نتحدث الى شعبنا وفي قلوبنا غصة وألم، وشعور بالغثيان من مجرد التفكير بالانتقال الى نظام حكم رئاسي قمعي دكتاتوري يحاولون اعادتنا اليه، ورغم اختلاف الشخوص والظروف بطبيعة الحال، الا إن الماضي الأليم لا زال نصب أعيننا، ولا زالت جراحاتنا تنزف، ولا زال طيف مئات الآلآف من الشهداء والضحايا والأرامل والمهجرين يستصرخ الضمائر الحية، والأمة التي لا تعتبر من تاريخها المؤسف لا تستحق الحياة، ويبدو ان هؤلاء يستكثرون حتى الحياة على هذا الشعب المضحي".