بغداد اليوم- ديالى
حوض الوقف الذي يمثل بوابة بعقوبة الشمالية الشرقية، تنتشر فيه مساحات واسعة ومترامية من بساتين النخيل، خاصة الممتدة بين ناحيتي ابي صيدا والعبارة لتخلق ما يسميها الكثيرون اكبر غابة للنخيل والحمضيات في ديالى لكن جزء كبير منها اصبح ارض حرام، بسبب "كمائن المغفلين".
وقال جمعة قاسم الربيعي، مختار قرية ابو كرمة (25كم شمال شرق بعقوبة) في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "ابو كرمة من القرى المهمة في حوض الوقف، ويمتلك اهاليها مساحات واسعة من بساتين الحوض تصل الى مئات الدونمات، لكنها حاليا ارض حرام".
واضاف الربيعي، أن "دخول البساتين محرم على اهالي قرية ابو كرمة رغم انها لا تبعد عن بيوتهم سواء عشرات الأمتار، بسبب كمائن المغفلين وهي عبارة عن الغام ارضية وعبوات ناسفة، جرى نصبها بخبث شديد لدرجة بانه لا يمكن توقع أي العبوة او الألغام، لأنها حتى الاشجار جرى تفخيخها من قبل داعش الارهابي والبعض الاخر من فترة القاعدة".
واشار الى أن "العشرات من ابناء ابو كرمة، وبقية القرى سقطوا بسبب كمائن المغفلين في السنوات الأخيرة"، لافتا الى أن "اغلب من يسقط بسببها هم الفلاحيين والصبية والاطفال".
فيما قال قاسم حسن من اهالي حوض الوقف، ان "90% من ضحايا قرى الحوض جاء بسبب كمائن المغفلين وخاصة العبوات الناسفة الموجودة بكثافة في البساتين".
واضاف حسن، أن "المدنيين لا يمكنهم التعرف على العبوة او اللغم، لذا يكون استهدافهم سهل خاصة وان من يضع العبوات والالغام يدرك جيدا الاماكن التي يسير فيها الفلاحين وابنائهم في البساتين".
ومن جهة أخرى، بين المزارع علي التميمي، ان "كمائن المغفلين قطعت مصادر مئات العوائل خلال السنوات الماضية"، لافتا الى أن "البساتين لم تعد مصدر رزق بل مصدر للهواجس الامنية لأنها ملاذ داعش وحلفائه".
واشار التميمي الى ان "وعود القوى الامنية بإنهاء داعش في الوقف لم تتحقق، ولايزال هناك نشاط لفلوله خاصة مع تكرار استهداف محيط ابو كرمة ونزوح كامل للعوائل من قرية المخيسة".
فيما رأى عضو مجلس ديالى احمد الربيعي، ان "الوقف يعاني من ازمة امنية مستمرة منذ سنوات، بسبب وجود خلايا المتطرفين"، لافتا الى ان "العبوات والالغام تعد أبرز عناوين الموت للأهالي وهناك الاف الدونمات اصبحت ارض حرام في السنوات الاخيرة".
واضاف الربيعي، أن "الوقف بحاجة لخارطة طريق تنفذ على ارض الواقع من خلال جهد امني واستخباري يقابله جهود في اعادة النازحين، وتعويض المتضررين من الإرهاب، ودفع الناس لرعاية بساتينها لمنع تحولها ملاذ للمتطرفين كما يحصل الان".
ويعد الوقف اكبر حوض زراعي في ديالى ويمتد بمساحة تزيد على 6 الاف دونم من بساتين النخيل والحمضيات ويمثل بوابة بعقوبة الشمالية الشرقية.