بغداد اليوم- خاص
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تغريد شريط فيديو يظهر حادثة ’’حرق’’ إطارات عجلات بالقرب من القنصلية الإيرانية في كربلاء، بعد محاصرتها لساعات من قبل ’’متظاهرين’’، فيما استنكرت بغداد حادثة ’’الاعتداء’’.
ردود أفعال الشارع العراقي بشأن عملية محاصرة القنصلية الإيرانية تباينت بين مؤيد ومعارض، لكن عناصر حماية القنصلية لم يكتفوا بالاختلاف حولها، وأسقطوا 15 شخصاً بين قتيل وجريح اثناء الدفاع عنها.
محاصرة وسقوط ضحايا
مساء الأحد، توجه المتظاهرون الغاضبون الى مبنى القنصلية، وقاموا بإنزال العلم الإيراني من بوابتها، قبل أن يحرقوه رافعين علم العراق بدلاً عنه، وذلك بعد حرق منزل الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، في محافظة ذي قار.
حاصر المتظاهرون القنصلية لنحو 3 ساعات، واعتلى عدد منهم الجدار الأول لمبناها، كما ألقى عدد آخر ما يشبه قنابل "المولوتوف"، وكانت عبارة عن زجاجات مليئة بـ ’’البانزين’’ سريع الاشتغال.
تمكنت قوات حماية القنصلية من تفريق المتظاهرين بعد قتلها 3 منهم، وجرح 12 آخرين، وفق ما قال مصدر طبي في كربلاء، الأمر الذي أكدته المفوضية العليا لحقوق الانسان.
ترامب ’’يغرد’’ للحريق
وفي أول ردود الأفعال، بادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة تغريد فيديو يظهر حريقاً قرب جدار القنصلية، باللغتين العربية والإنكليزية.
كانت التغريدة الأولى لترامب خبراً عاجلا أوردته صحيفة باللغة العربية، ويتحدث الخبر عن عشرات العراقيين الذين حاصروا وحاولوا اقتحام، أما التغريدة الثانية فكانت فيديو نشرته قناة "إيران إنترنتسيونال- عربي" المعارضة، ويظهر الفيديو المحتجين وهم يحاصرون القنصلية ايضاً.
الاحتفاء الخجول للرئيس الأمريكي، في ظل توتر العلاقات الإيرانية- الأمريكية التي تشهدها الدولتان منذ أشهر وتصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط، قوبل باحتفال عام في إيران، التي تعيش الذكرى الـ 40 لاقتحام مبنى السفارة الامريكية بطهران في 4 تشرين الثاني 1979.
خلفيات
واندلعت التظاهرات في العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات في الأول من تشرين الأول الماضي، قبل أن تتكرر في الـ 25 من الشهر نفسه، للمطالبة بإجراء تغييرات في النظام واستقالة الحكومة وتعديل الدستور وتعديل قانون الانتخابات، وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة، فضلاً عن تحسين الخدمات والقضاء على الفساد.
وشهدت بغداد وعدد من المحافظات ابتداء من يوم الاحد، (3 تشرين الثاني 2019) عصياناً مدنياً وإضراباً عاماً دعا له المتظاهرون للضغط على الحكومة من أجل تحقيق المطالب.
وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قد دعا "الحريصين على العراق ولبنان" لمعالجة ما وصفه بـ "اعمال الشغب" في البلدين، مؤكداً أن "المطالب تتحقق بالطرق القانونية والدستورية"
وأثار تصريح المرشد الإيراني غضباً في أوساط المتظاهرين الذين دعوا إلى عدم التدخل بالتظاهرات من أي طرف خارجي.
بعد ذلك، قال ممثل المرجعية الدينية العليا، عبد المهدي الكربلائي، وخلال قراءته بياناً من مكتب السيد علي السيستاني، إنه "ليس من حق أي شخص، أو جهة ذات توجه معين، أو دولة إقليمية أو أجنبية"، مصادرة حق العراقيين في التعبير عن رغبتهم.