آخر الأخبار
اللجنة المالية: الرواتب مؤمنة في موازنة 2024 ولا توجد أزمة مالية بالعراق بعد سلسة هزائمه.. داعش يدعو الى المساندة ويتوعد حلفاء أمريكا في العراق النزاهة النيابية تحدد سببًا خارجيًا "يبطئ" عمل صندوق استرداد الاموال مقتل شخص اثر مشاجرة بعد "تحرش بامرأة" قُبلات وترحيب.. ميقاتي يقع في موقف محرج (فيديو)

“أطباء الفقراء“.. يغزون قرى وأزقة بعقوبة وصحة ديالى تؤكد: فرقنا تلاحقهم

محليات | 16-06-2019, 13:12 |

+A -A

 بغداد اليوم - ديالى

 وسط الازقة الشعبية في الضواحي الجنوبية لمدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، يقف ابو علي، في عيادة متواضعة لا تزيد مساحتها عن 12 م، تضم رفوف وضعت عليها ادوية وابر وبعض المواد الطبية وعبارة صغيرة مدون عليها "مضمد ماهر".

يقول ابو علي وهو خمسيني العمر، عمل في مؤسسة صحية لثلاثة عقود متتالية، قبل أن يتقاعد، إن "الأهالي يلقبونه بطبيب الديرة، او طبيب الفقراء، لكونه قد استثمر خبرته في معالجة المرضى ممن يعانون من الامراض التقليدية بالإضافة الى زرق الابر بمختلف أنواعها".

وأضاف ابو علي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "كلفة العلاج للمريض في عيادته لا توازي 10%، من كلفة العلاج في عيادة طبيب"، مبيناً أن "قلة التكلفة، وثقة الناس به، دفعتهم للجوء اليه أكثر من الأطباء".

واقر ابو علي، بأنه "عمله في بعض الجوانب قد يخالف اللوائح والتعليمات الرسمية، لكنه يعالج الامراض التقليدية فقط، ويقدم الادوية الموجود في كل الصيدليات والمذاخر"، مؤكداً أنه "لا ينفذ أي عملية جراحية".

اما ابو محمد، وهو مضمد ماهر يسكن في احدى قرى ناحية ابي صيدا (25 كم شمال شرق بعقوبة)، فقد وصف نفسه في حديث لـ(بغداد اليوم) بأنه "طبيب الفقراء"، وبين أن "الناس تأتي اليه من كل مكان لأنه يعمل في مجاله منذ سنوات طويله، ولديه خبرة كبيرة".

وأشار الى أن "كلفة العلاج في العيادات الخاصة مع الادوية، باهظة جداً، لاسيما وأن بعض الامراض بسيطة، لذا فأن الأهالي يأتون للعلاج في عيادات المضمدين المتواضعة".

وفي السياق ذاته، أكدت اسراء حسن، وهي ربة منزل من سكنة مدينة بعقوبة، أن "الفقراء يجدون في المضمدين من أصحاب الخبرة، بديلاً عن الأطباء في الحصول على العلاج، لكون كلفة كشفية الأطباء في العيادات الخاصة قد تصل الى 20 ألف دينار، دون إعطاء أي دواء، وهذا ثمناُ باهظ بالنسبة لهم".

ولفتت الى أنها "تلجأ مع غيرها من النساء الى المضمدين في المناطق الشعبية لشراء الادوية والعلاج، رغم أنها تعلم بأن ما يحدث غير قانوني، ولكن الوضع المادي يفرض عليهن ذلك".

المضمد الماهر الذي يعمل في المؤسسة الصحية للفترة من 20 الى 30 سنة – بحسب كريم الشمري، (مدرس من أهالي الكاطون، غرب بعقوبة) - يكسب خبرة متراكمة في معالجة العديد من الامراض المعروفة، لذا فأنه "ليس هناك مضار من مراجعته"، وفق تعبيره.

وأضاف الشمري في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "المضمدين في اقضيتهم قد تحولوا الى أطباء الديرة، لأنهم يشكلون طوق النجاء من ارتفاع أسعار الكشفيات في عيادات الأطباء الخاصة".

من جهة أخرى، أنتقد الطبيب صباح الزيدي، هذه الظاهرة، قائلاً: إن "القانون واضح بهذا الصدد، واي تهاون في تطبيقه سيتسبب في حدوث فوضى"، مبيناً أن "العديد من الأشخاص قد لقوا مصرعهم، بسبب إعطائهم ادوية من قبل المضمدين دون الرجوع الى طبيب".

وأضاف الزيدي، أن "المراكز الطبية والصحية المنتشرة في الاقضية والنواحي، تقدم خدمات شبه مجانية للمرضى"، لافتاً الى أن "الحديث عن أطباء الفقراء امراً غير مقبول، لكون جميع الأطباء متعاونين، لاسيما في علاج الحالات الإنسانية".

بدوره أكد مدير اعلام صحة ديالى، فارس العزاوي، أن "القانون قد حدد صلاحيات المضمدين، والتي تتضمن (زرق الابر، وبعض الإجراءات الطبية المحدودة)"، مشيراً الى أن "من يتجاوز هذه الصلاحيات سيقع تحت طائلة القانون ويعاقب على افعاله".

وتابع العزاوي، أن "اقدام بعض المضمدين على إعطاء الدواء دون الرجوع لطبيب، او اجراء أي عملية جراحية، يعد مخالفة قانونية، يحاسب عليها القانون"، لافتاً الى أن "فرق الرقابة قد أوقفت العديد من المضمدين مؤخراً واحالتهم للقضاء".

وختم حديثه بالقول: أن "ما يسمى بطبيب الفقراء او طبيب الديرة، هي مجرد تسميات يراد منها استمرار المخالفات"، منوهاً الى أن "المواطن مسؤول بشكل واضح عن انتشارها".