آخر الأخبار
المهنة الأسهل.. "إدمان أسود" يقف وراء 50% من مشكلات العراق الأمنية توجيه من السوداني بشأن إرسال المساعدات إلى غزة ولبنان حماس: مقتل إحدى أسيرات العدو الصهيوني بمنطقة تتعرض لعدوان شمال غزة انخفاض طفيف للدولار في بورصة بغداد الصحة اللبنانية: 15 شهيداً و63 مصاباً في حصيلة جديدة للغارة الصهيونية

مجلة اميركية تحذر: الف من مسلحي داعش دخلوا للعراق بعد معركة الباغوز وقطعات الانبار الامنية غير متعاونة

محليات | 30-05-2019, 03:19 |

+A -A

بغداد اليوم - بغداد 

قالت مجلة أميركية في تقرير لها نشرته، الخميس، 30 أيار، 2019، إن زعيم داعش ابو بكر البغدادي كان في محافظة الانبار عندما بث خطابه الاخير، فيما بينت أن (1000) عنصر من التنظيم دخلوا الى العراق من الباغوز السورية.
وذكرت مجلة فورن بوليسي الاميركية في تقريرها أن، "دخيل ابراهيم رميّد من قرية أبو طيبان وهو زعيم عشائري محلي من محافظة الأنبار، اعتقل ثماني مرات تحت حكم داعش، يتحدث عن أساليب التنظيم الوحشية، قال، وهو يشير الى الأرض القاحلة المحيطة بكتلة من البيوت التي تشكل القرية مع بيت قريب قد نسف بانفجار: "في الليل يهاجمنا مسلحو داعش، بإمكانهم الظهور من حيث لا نعرف ".
وأضاف رميّد: "نصبنا كاميرات على البيوت ووضعنا حراساً على الأسطح. ويقوم أتباعنا بحراستنا حتى الصباح لأننا نريد أن ننام إذ ليست هناك قوات أمنية في القرية. "
وبينت المجلة أن، "تنظيم داعش يبدوا أنه رجع لتنفيذ هجمات في العراق، أو أنه يحاول ذلك. هناك شكوك أنه منذ سقوط المعقل الأخير لداعش في قرية الباغوز في سوريا في آذار الماضي، عبر ما يقارب الألف مسلح على الأقل من داعش الحدود الى داخل العراق".
وعبرت عن اعتقادها أن، "زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان في منطقة الأنبار عندما بث الشهر الماضي شريطه الدعائي الأول بعد خمس سنوات من أول ظهور له في جامع النوري في الموصل، كثير من المسلحين يعيشون في شبكة أنفاق بناها التنظيم مجهزة بمواد غذائية ضرورية وملابس ويعملون ضمن خلايا صغيرة مكوّنة من خمسة الى عشرة أفراد".
وذكرت أنه، "بعد سيطرة داعش على مساحات واسعة من العراق على مدى ثلاث سنوات، تمكن الجيش العراقي برفقة قوات الحشد بنهاية عام 2017 وبمساعدة أميركية من القضاء على داعش في البلاد".
ونقلت المجلة عن ريناد منصور باحث من معهد جاثام هاوس للدراسات قوله إن، "القوات العراقية بقيت منقسمة على نفسها على شكل فرق وكل فرقة لها طريقتها الخاصة في محاربة ما تبقى من فلول داعش، وهذا ما قد يؤثر على كفاءة هذه القوة"، مشيراً الى أن، "هذه الفرق المسلحة تشتمل على جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي، فضلاً عن القوات العشائرية المحلية، ولا يوجد تنسيق متبادل بين هذه القوات".
وأضاف منصور قائلاً: "جهاز مكافحة الإرهاب وفصائل قوات الحشد لا يتحدث أحدهم مع الآخر، حتى أنهم لا يجلسون في قاعة واحدة فيما بينهم، لأن جهاز مكافحة الإرهاب ينظر إليه كقوة مدربة أميركياً، في حين قوات الحشد ينظر لها كفصائل مسلحة مقربة من إيران... هاتان القوتان وكذلك القوات العشائرية كانت تساعد إحداها الأخرى في مقاتلة داعش وتحرص على ضمان عدم عودته. ولكن بالطبع لا يلجأون الى تبادل المعلومات الاستخبارية فيما بينهم. "
وتابعت المجلة نقلا عن قطري السمرمد زعيم قوات عشائرية في محافظة الأنبار قوله: "90% من العشائر هنا في العام 2014 ساندت داعش، أما الآن فلا يوجد 1% منهم يدعم داعش. "
وبين السمرمد بقوله: "عندما تحول داعش من قوة إرهاب الى سلطة حاكمة في العام 2014 بعد سيطرته على مساحات واسعة من العراق، اكتشفت العشائر أن هذا التنظيم هو تنظيم إجرامي وأنه لا يهمه إن كنت سُنيا أم شيعيا بل ما يهمه هو القتل والتدمير. "
وأكملت المجلة الاميركية في تقريرها أن، "قسوة ووحشية حكم تنظيم داعش عملتا على تقليص دائرة الانضمام والتجنيد لصفوفه بشكل كبير، وإن عدداً كبيراً من العشائر والمدنيين بدأوا بنقل معلومات استخبارية لأجهزة أمن عراقية والتعاون معهم ضد التنظيم".
وقال السمرمد الذي ينحدر من منطقة البغدادي في الأنبار إنه، "قاتل ضد تنظيم داعش وفقد المئات من أبناء عشيرته أثناء معارك التحرير، ويقول أيضاً إنه اعتاد الآن أن يجمع رجاله كل أسبوعين ويقومون بدورية في المنطقة الصحراوية لملاحقة بقايا مسلحي داعش، وذلك بالتعاون مع القوات العراقية"، مشيراً الى أن، "معلومات استخبارية محلية ساعدت القوات الأمنية في الكشف عن جيوب لداعش من خمسة الى 15 عضواً في مناطق نائية بالصحراء، بعضهم يختبئ في كهوف وآخرون في بيوت مستأجرة".
وتابع أن، "علاقة قواته العشائرية جيدة مع كل من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب".
لكن الباحث منصور يقول إن "التعاون بين هذه الفرق الأمنية (الجيش ومكافحة الإرهاب والحشد) ضعيف، ما يلقي بظلاله على أمن وسلامة المواطنين المحليين".
وأقر الشيخ العشائري السمرمد بأن، "هناك مناطق نائية في الأنبار لا تجرؤ القوات الأمنية على الذهاب إليها ليلاً ما يجبر الأهالي على التعاون مع داعش أو يدفعون ثمن عواقب امتناعهم عن ذلك".
وذكر الباحث منصور إن، "هذا هو أحد أسباب صعوبة القضاء على نشاط التنظيم بشكل كامل. الآن هناك مناطق في الأنبار، مثل قرية أبو طيبان، ما تزال مهجورة ومهملة من قبل القوات الأمنية، وكذلك مناطق واسعة من الموصل ما تزال بدون موارد وخدمات حكومية، مشيراً الى أن جوهر المسألة في القضاء على داعش هو ليس الحل العسكري فقط بل ضرورة معالجة الأمور التي تسببت بظهور التنظيم بالأساس والوقوف على حلها وعدم تفاقمها".