آخر الأخبار
عاصفة تتسبب بخسارة شركة "ميتا" 200 مليار دولار اليوم.. تشافي و لابورتا يكشفان كواليس اجتماع "العودة" الكشف عن تجسس إيراني اطاح بعسكري اسرائيلي البرلمان يتحدث عن الية استعادة الأموال المهربة ويلمح الى المرحلة المقبلة مشاجرة "أولاد عمّ" تتحول الى فاجعة والشرطة تعتقل قاتلين اثنين شرقي بغداد

في ظروف غامضة.. انتحار مراهق بشنق نفسه في ديالى

محليات | 28-06-2022, 15:22 |

+A -A

 بغداد اليوم - ديالى

 أكد مصدر محلي، اليوم الثلاثاء، تسجيل حالة انتحار لشاب عمره 18 سنة في منزله جنوب غرب بعقوبة.

وقال المصدر لـ (بغداد اليوم)، إن "شاباً يبلغ من العمر 18 عاماً أقدم على الانتحار من خلال شنق نفسه في منزله وسط ناحية بني سعد في ظروف غامضة".

وأضاف أن "فريق أمني بدء التحقيق لمعروفة دوافع الانتحار التي تمثل الحالة 20 خلال 2022 في تصاعد مثير للقلق لظاهرة الانتحار على مستوى ديالى".

شهدت الأشهر الخمسة الأولى من 2022 تفاقما غير مسبوق لظاهرة الانتحار في ديالى بعد تسجيل معدلات هي الأعلى بعد 2003 وسط حالة قلق من تنامي ظاهرة بدأت تؤرق الرأي العام خاصة في السنوات الـ7 الأخيرة.

وقال مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى صلاح مهدي في وقت سابق لـ (بغداد اليوم)، إنه "لم يعد الانتحار حالات فردية، بل حمى تتفاقم في مجتمع ديالى خاصة، وإن ضحاياه تعادل 5 أضعاف الذين يسقطون برصاص الإرهاب سنويا وربما أكثر".

وأضاف مهدي، أنه "وفق الإحصائيات المسجلة لدينا بلغت محاولات الانتحار خلال الأشهر الخمسة من 2022 أكثر من 30 محاولة انتهت 19 منها بالوفاة"، مؤكدا أن "الطلق الناري والشنق هي أبرز وسائل الانتحار لدى المتوفين".

وأضاف مهدي، أن "70% من محاولات الانتحار هي للشباب دون 35 سنة، لكن النساء هن الأعلى بالمستوى العام في محاولات الانتحار، وأن المشاكل الأسرية تمثل أهم الأسباب".

وأقر مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى بأن "ما سجل من محاولات انتحار خلال الأشهر الـ 5 من 2022 يعتبر الأعلى بعد 2003"، مؤكدا أنه "حتى الإخفاق الدراسي بات عاملاً في دفع البعض للانتحار، وسجلت بالفعل أكثر من حالة لشباب ومراهقين انتهت حياتهم بطرق بشعة بسبب الضغط النفسي للرسوب".

أما الناشط عدي الدايني، فقد أشار الى أن "70% من محاولات الانتحار التي يتم إنقاذها لا يتم تدوينها لتفادي وصمة المجتمع خاصة وأن الانتحار عيب ومخجل للعوائل خاصة إذا كانت فتاة أو امرأة متزوجة".

وأضاف الدايني، أن "أغلب محاولات الانتحار التي يجري إنقاذها يتم تدوينها على أنها حوادث، وليست محاولات انتحار"، مؤكدا أن "الأرقام التي تطرح في وسائل الإعلام هي ليست حقيقية 100% لأن الأعداد أكبر، لكن التسليط هو على من ينتهي بهم المطاف بالوفاة". مشيراً الى أن "4 أسباب رئيسة وراء الانتحار في ديالى هي المشاكل الأسرية والعوز والفقر والبطالة بالإضافة الى أسباب أخرى".

من جانبه، ذكر الباحث الاجتماعي قاسم الكناني، أن "الانتحار ظاهرة ليست وليدة اللحظة إنما نتيجة تراكمات سابقة وما مر به العراق من ويلات وحروب وطبيعة الحياة التي أصبحت صعبة".

وتابع الكناني، أن "الانتحار يواجهه الإحباط والعزلة الاجتماعية وحالة كبيرة من اليأس وانعدام الامل وارتفاع البطالة والتسرب المدرسي".

ولفت، إلى أن "هذه الظاهرة ترتبط مع ظواهر أخرى تتكامل معها"، مشدداً على أن "ذهن المنتحر يختلف عن الانسان الطبيعي".

وأورد الكناني، أن "البحث في الانتحار لا يتوقف عند النتيجة، بل ينبغي أن تكون هناك أسباب يجب الوقوف عندها وتشخيصها"، مؤكداً ان "المنتحرين لا يتشابهون في ظروفهم، فهناك من ينتحر لأسباب اقتصادية وآخرين اجتماعية فضلاً عن المخدرات والدراسة".

وأفاد، بـ "ضرورة التفريق بين محاولة الانتحار واتمامها"، مبيناً أن "العراق سجل أكثر من 700 حالة العام الماضي وهي انتحار كامل، أما المحاولات فأنها اضعاف ما يتم الإعلان عنه".

ويجد الكناني، أن "سلوكيات المنتحر تظهر أنه انسان غير سوي، لأننا أمام قتل متعمد للذات"، مؤكداً ان "بعض الحالات كانت لأشخاص من ذوي الطبقات المثقفة، مثل طلبة الجامعات".

ويأسف، لأن "العراق يعيش ثقافة الموت بدلاً عن الحياة"، ورأى أن "الفرد بشكل عام تائه في المجتمع، ولا توجد هناك مؤسسات تمارس واجباتها بالوجه الصحيح، لاسيما المدارس والجامعات والكليات".

ويواصل الكناني، أن "جميع المناطق كانت فيها مراكز للشباب تحت رعاية الدولة للموهوبين رياضية وفنية".

وزاد، أن "هذه المراكز قد انتهت وبقي الفرد تحت تأثير مواقع التواصل الاجتماعي التي في بعض الأحيان تروج لسلوكيات غير صحيحة".

ومضى الكناني، إلى أن "أعداد المنتحرين بالنسبة للسكان في العراق بشكل عام هي مقبولة، لكن هذا الفعل هو محرم دينياً، ولو أن العوامل التي نعيشها موجودة في بلدان أخرى لوجدنا أن معدلات الانتحار أعلى بكثير".

وكان عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق علي البياتي قد ذكر أن "تفشي البطالة والفقر بشكل كبير في عموم العراق زاد من حصيلة اعداد المنتحرين، وكانت للعاصمة بغداد الحصة الأكبر من هذه النسبة".

واضاف البياتي، في تصريح سابق لـ (بغداد اليوم)، أن "بعض المحافظات أخذ الانتحار فيها يتم بشكل شبه يومي تقريبا، وغالبا ما يكون المنتحر من فئة الشباب وتحديدا من الفتيات، وبعض هذه الحالات تكون بسبب مشاكل عائلية أو ضغوطات تمارس على الشباب من قبل أهاليهم".