آخر الأخبار
عمليات دهم وتفتيش في وادي الشاي بقضاء داقوق العراق على موعد مع منخفض جوي.. أمطار رعدية وتصاعد للغبار الأسبوع المقبل وفد قضائي يصل الى سوريا لبحث ملفات الارهاب وتوثيق جرائم داعش السوداني: حجم التبادل بين العراق والولايات المتحدة لا يتجاوز 10 مليارات دولار وزير العمل يوجه بزيارة امرأة مسنة في أحد تقاطعات بغداد

من قمة "بايدن" في جدة الى زيارة الكاظمي للرياض وطهران.. الأبعاد والدلالات

سياسة | 26-06-2022, 13:47 |

+A -A

بغداد اليوم – تقرير : محمود الحسيني

يبقى الصراع الإيراني– السعودية، من اكثر الصراعات في المنطقة، تأثيرا على العراق، لاعتبارات عدة، منها الاعتبار الجغرافي، الذي يربط العراق بايران من جهته الشرقية، والسعودية من الجهة الغربية، وأيضا الاعتبار الثقافي العقائدي.

وتعتبر السعودية دولة حليفة للولايات المتحدة الامريكية، التي تعتبرها ايران العدو الأول لها، فيما الاخيرة تُعد، وفقا لمراقبين، راعية لـ"خط المقاومة" الذي يضم فصائل مسلحة في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ومعادية لكل المصالح الامريكية والإسرائيلية في المنطقة.

هذا العداء وضع العراق تحت طائلة هذا الخلاف او العداء الإيراني – السعودي، وتأثر به كثيرا، قبل ان يفهم الطرفين بانه يؤمن بحسن العلاقات مع جميع الأطراف ومنهم ايران والسعودية، وانه لن يكون طرفا بهذا الصراع ولن ينحاز لطرف على حساب اخر.

وواحدة من ثمرات التحرك العراقي، هو نجاحه بفتح "أبواب بغداد" لتحتضن جولات من المباحثات الإيرانية – السعودية، لتقريب وجهات النظر وانهاء الخلافات مع البلدين.

وتستضيف بغداد منذ العام الماضي، مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في نيسان الماضي، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي لطهران.

وفي 8 حزيران الجاري، أعلن الكاظمي أن "المباحثات الإيرانية السعودية التي جرت في بغداد وصلت مراحل متقدمة".

وقال: "سمعتم بالحوار الإيراني السعودي، الذي وصل إلى مراحل متقدمة، وهناك حوارات أخرى وجميعها نجحت ولم نعلن عنها في حينها احتراما لطبيعة الدور السري الذي يقوم به العراق".

وأضاف الكاظمي في حينه: "أصبح العراق نقطة للالتقاء، وتخفيف التوترات في المنطقة وهذه فيها انعكاسات على الوضع الاقتصادي العراقي وعلى استقرار الوضع الأمني".

الملفت .. انه قبل قمة جدة التي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ان رأس السلطة في السعودية والعراق قاما بجولة إقليمية، حيث توجه ولي العهد السعودية محمد بن سلمان الى انقرة لإزالة خلافات بلاده مع تركيا، وتوجه الكاظمي الى السعودية يوم امس السبت الى الرياض للقاء محمد بن سلكان، وبعدها الى طهران للقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قمة مشتركة تعقد في جدة الشهر المقبل سيحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

واجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارة إلى السعودية، قبل ان يتوجه الى طهران اليوم، لتفعيل المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخرا، حيث سيناقش الكاظمي خلال زيارته المرتقبة ملفات عديدة من بينها العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".

ووصل الكاظمي، امس السبت، إلى مدينة جدة السعودية في جولة تشمل إيران، في إطار جهوده لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران. حيث كان في مقدمة مستقبلي الكاظمي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

الى ذلك وصل الكاظمي، اليوم الاحد، الى العاصمة الايرانية طهران للقاء رئيس الجمهورية ابراهيم رئيسي، لاجراء معه حوارات في نفس الاطار.

لكن .. ما علاقة هذه الزيارات التي يقوم بها الكاظمي، بقمة جدة الشهر المقبل، والتي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

هذا الامر تحدث عنه، الخبير الاستراتيجي إحسان الشمري، اليوم الأحد، الذي رأى بانها لها علاقة بهذه القمة.

وقال الشمري في تصريح لـ(بغداد اليوم)، إن "زيارة الكاظمي الى السعودية تضمنت عدة ملفات اهمها استكمال مبدأ التوازن الفاعل الذي انطلقت به الحكومة فيما ان الهدف الأعمق هو استكمال الوساطة التي يقوم بها العراق ما بين السعودية من جهة وايران من جهة اخرى".

واضاف، ان "هذه الزيارة تحاول تنسيق المواقف وتقريب وجهات النظر ما بين بغداد والرياض فيما يرتبط بقمة الرياض المزمع عقدها في منتصف الشهر القادم".

وتابع الشمري، ان "العراق جزء من المنظومة العربية وقد حان الوقت الى الانتقال الى علاقات يمكن ان تحقق له الضمان والسيادة والاستقرار ولكن بذات الوقت يجب ان لا طرفاً في اية نزاعات".

من جهته، كشف الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي، عن حدث دبلوماسي لافت ذو بعد إقليمي سيعقب زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي لطهران.

وقال افقهي، في تصريح صحفي"، إن "الكاظمي سيبحث خلال زيارته طهران ترطيب الأجواء بين إيران والسعودية والقضايا العالقة أبرزها الملف اليمني وقضايا اخرى"، معتبرا أن "الوقت قد حان لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية وفتح سفارات البلدين".

وأضاف أفقهي، أن "زيارة الكاظمي ستكون مستعجلة ولكن سيتم بعدها إعلان وزارتي الخارجية لإيران والسعودية فتح سفارتيهما إضافة الى حصول لقاء بين وزيري خارجية البلدين"، مبينا أنه "بعد تسنم السيد ابراهيم رئيسي رئاسة الجمهورية قامت بدرس ملفات العلاقات مع السعودية بشكل جدي".

ودعا أفقهي الى أن "يكون هناك تنسيق كامل عن الوضع حول لقاء بايدن وما يسمى التحالف الخليجي ودور العراق في ذلك"، مستبعدا "بحث ملفات الغاز الإيراني والمياه والعواصف الترابية خلال زيارة الكاظمي الى طهران وربما تؤجل لحين تشكيل حكومة عراقية جديدة".

ويبدو من خلال هذه الآراء، بان هدف زيارة الكاظمي، الى الرياض وطهران، هو ليس لتهدئة الأوضاع بين ايران والسعودية، انما لتهدئة أجواء التوتر بين واشنطن وطهران، بشكل تجعل زيارة بايدن الى جدة خالية من لغة خطابية متوترة ضد ايران، يمهد الطريق من خلالها للمضي بمباحثات الاتفاق النووي الإيراني.

وربما الامر نفسه ينطبق على السعودية، التي رأت من المفيد ان تحسن علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا ولاعلى المستويات، وهذا ما قام به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زار انقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان.

وقام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة للعاصمة التركية أنقرة في 22 حزيران الجاري، للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.

وترى تركيا ان تطوّر العلاقات بين البلدين يمكن أن يساهم بتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتوصل إلى توافقات استراتيجية بين كل من تركيا وقطر والسعودية والإمارات ومصر، بالملفات التي تشهد خلافاتٍ سياسية بين تلك الدول، وخاصة الملف الليبي.

كما سيساعد التقارب التركي السعودي بتطوير العلاقات بين تركيا والدول الخليجية الأخرى، مثل الكويت والبحرين وعمّان، بما يؤدي لتعزيز التجارة بين تركيا وتلك الدول.