آخر الأخبار
تردي الكهرباء مجدداً في العراق مع انخفاض درجات الحرارة.. أين المليارات التي صرفت؟ مقتل 400 مسلح من النصرة بمعارك طاحنة مع القوات السورية في أدلب وحلب الكشف عن اخر تطورات موجة البرودة وهطول الامطار في العراق تفاصيل لقاء السوداني وملك إسبانيا نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق نار بقطاع غزة وليس إنهاء الحرب

ما علاقة العقال بالشرف؟ تعرّف على أول من ارتداه قبل 8 آلاف سنة

سياسة | 4-06-2021, 10:52 |

+A -A

بغداد اليوم – تقرير: محمود المفرجي الحسيني

العقال في اللغة
عِقال، مفرده عُقُل: وهو جديلة من الصُّوف أو الحرير المُقَصَّب تُلَفُّ على الكوفية فوق الرَّأس فيقال: "عِقالُ الشيخ- عِقالٌ ملوّن، 
وهو حبلٌ يُربط به البعيرُ ونحوه "عِقالٌ لا يُحلُّ" ، أطلق الفتنة من عقالها / أطلق الحربَ من عقالها : أثارها، أطلقه من عِقاله : فكّ قيده، ترك له حرِّيَّة التصرُّف، انطلق من عِقاله.
وعُقَّال: انقباضٌ شديد التَّوتُّر، مؤلمٌ في بعض العضلات، يسبِّب وقوفًا وقتيًّا للحركة، تشنُّج كأن يقال : عُقَّالٌ في السَّاق 
وعِقَالُ الدَّابَّةِ: حَبْلٌ تُشَدُّ بِهِ فِي وَسَطِ ذِرَاعِهَا شَدَّ الكُوفِيَّةَ بِالعِقَالِ: جَدِيلَةٌ مِنَ الصُّوفِ أَوِ الْحَرِيرِ تُلَفُّ عَلَى الكُوفِيَّةِ فَوْقَ الرَّأْسِ أَطْلَقَهُ مِنْ عِقَالِهِ، اي مِنْ قَيْدِهِ 
والعقال : الْحَبل الَّذِي يعقل بِهِ الْبَعِير والقلوص الْفتية من الْإِبِل وعقال المئين عِنْد الْعَرَب الشريف الَّذِي إِذا أسر فدي بمئين من الْإِبِل وجديلة من الصُّوف أَو الْحَرِير المقصب تلف على الكوفية فتكونان غطاء للرأس.
العقال والبيئة الصحراوية
يعتبر العقال، الشائع الاستخدام في قسم من بلدان (الشرق الاوسط العربي)، في العراق والاردن وسوريا وفلسطين ودول الخليج، هو اللباس الشعبي الذي يمتد تاريخه الى حقب بعيدة جدا.
ويقال ان ارتباط العقال و(الغترة) بالعرب يعود الى، علاقته بمصارعة البيئة الصحراوية التي عاشوها، لقدرته على تغطية الرأس والوجه كاملا لحماية من يرتديه من الظروف الجوية القاسية.
ارتباط العقال بشرف الرجل وهيبته
وارتبط العقال بالكرامة والشرف، فالرجل لا يلبس عقاله اذا كان هناك امر يمكن ان ينقص من كرامته كالعار، فلا يلبسه حتى " يغسل" عاره، كما ان رميه على شخص ما يعني ان هذا الرجل يتوسل بأغلى ما لديه، كما ان اهل المتوفى عادة لا يلبسون العقال تعبيراً عن الحزن، والرجل الطوارقي يسدل عمامته على وجهه امام النساء فلا يجوز اظهار الوجه وخصوصا الفم، وهذا تعبيراً عن احترام المرأة التي أمامه.
وقد تساهم بعض العوامل الاخرى على نمط اللباس لدى الشعوب، كالغزو، والتبادل التجاري، بحيث تنتقل بعض الاشياء من بلد إلى أخر، ولكنها لا تغير النمط السائد تغييرا جذريا، فالسدارة او الفيصلية مثلاً ادخلها الملك فيصل الاول الى العراق ثم انتشرت بين الطبقة المثقفة.
اصل العقال واول من لبسه
الباحثون من خلال بعثة أثرية - من جامعة مؤتة - في منطقة قلبان بني مرة في جنوب الأردن سنة 2012، على منحوتة قديمة تُظهر رجلًا يرتدي لباسًا شبيهًا بالثوب واضعًا عقالًا على رأسه، ويرجع تاريخ ارتداء الثوب والعقال إلى ما بين 3000-4000 سنة ق.م.
الا ان التماثيل والمخطوطات في العراق تؤكد بان اصل العقال لبسه اهل حضارة بابل في العراق قبل 8000 سنة ، ليكون العراقيون هم اول من اكتشف ولبس العقال العربي.
وقد ظهر في الآثار التي وجدت في العراق تماثيل منها بالعقال وحدهُ ومنها بالصِماد أو الكوفية وحدها، ومنها بالكوفية المثبتة على الرأس بالعقال. وهذا مثبت في دور التحف الغربية كباريس، ولندن وبرلين وغيرها، فضلا عن الكُتُب المصوَّرة التاريخية الجامعة لمثل هذه النفائس الأثرية التي تبحث عن العراق، أو الشام، أو فلسطين، ففيها الغُنْية عما يودّ أن يشاهدهُ في البلاد نفسها، إذ يرى بعيني رأسهِ تماثيل من عهد حَمُّربّ، أي منذ زهاء خمسة آلاف سنة وعلى رؤوسها العُقُل والكوفيات أو العصائب والصُّمُد، أو أحد الاثنين دون الآخر.
منشأ (الشماغ)
الشماغ، هو قطعة من القماش يضعها الرجل على رأسه، او كتفه، او تحت العقال، ويرجع ابتكاره الى السومريين، حيث تطورت لديهم صناعة النسيج بشكل كبير، حيث لبسوا على رؤوسهم قطعة من القماش الابيض، ووضعوا فوقها شبكة صيد، لان هذا كان نشاطهم الرئيسي، كما يعتقد أنها تمثل تعويذة.
ويظهر أن أول من ارتدى الشماغ قطعة واحدة ، الحاكم السومري " كوديا " والذي حكم في الفترة (2146-2122 ق.م) حيث كان يعتبر لبس هذا الشماغ بمثابة جمع بين السلطة الدينية والدنيوية.
وأصل كلمة شماغ يعود إلى اللفظ السومري ( اش ماخ ) وتعني غطاء رأس عظيم أو (اش ساخ ) اي غطاء الكاهن العظيم، وهو يعارض القول بأن أصل الكلمة مأخوذ من الكلمة التركية ( يشمك ) التي تعني ما يشد على الرأس، ويستدل على ذلك بأن لبس الشماغ لم يكن يوماً من التراث التركي، بل أنهم أخذوه من العراق، واخذوا معه المسمى ذو الاصل السومري، ثم ادخلوه للغتهم.
كما ان نادي تراث الامارات ينسب ابتكار الشماغ لأول مرة في مدينة بغداد إلى آحد الحاكة واسمه " موسى كرادة " حيث ابتكرها عام 1915 م، وهناك من يضيف انه ونتيجة لكثرة الطلب قام آحد اليهود العراقيين بارسال نموج من هذا الشماغ إلى المصانع الانجليزية، والتي بدأت بإنتاجه وتصديره للبلدان العربية منذ ذلك الوقت.
وأصحبت شماغ اليوم رقيقة وناعمة، مثلها مثل الغترة التي يرجع البعض اصل تسميتها إلى كلمة " الغتراء" وهي لفظة عربية بمعنى ما كثر من الأكسية، في حين يرجع البعض الاخر الاسم، الى الكلمة الهندية " كوترا " والتي تعني العمامة.
وعلى اساس ما مر، فان العراقيين اول من لبس العقال العربي، واستخدموه لاكتمال اناقتهم، وفي الحروب، بل ان العقال كان تاج لملك اكد في الحضارة القديمة.