بغداد اليوم- ديالى

لأكثر من نصف قرن كانت غابة منطقة كنعان، الواقعة في الجزء الشرقي لمحافظة ديالى بمثابة غابة منسية رغم أن مساحتها تزيد عن 3 الاف دونم، وتعد الأكبر من حيث المساحة على مستوى المحافظة.

وانشأت تلك الغابات ضمن في عقد السبعينات من القرن الماضي، لتكوين الحزام الاخضر الكبير حول مدن ديالى.

وخلال الأشهر الأخيرة، تزايدت المخاطر حولها، بعدما تحولت إلى نافذة سياحة غير منظمة، للكثير من الأشخاص الذين لا يلتزمون بشروط السلامة، خصوصا من ناحية اضرام النيران بين اشجارها لشواء الأطعمة وغيرها، دون اكتراث بعضهم إلى ما قد تسببه من حرائق كبيرة.

يقول مدير ناحية كنعان، (19كم شرق بعقوبة)، مهدي عبد الكريم الشمري في حديث لـ( بغداد اليوم)، ان "حريقاً كبيراً نشب في غابة كنعان مساء يوم أمس واستمر قرابة 3 ساعات متواصلة، قبل أن تنجح 3 فرق من الاطفاء في اخماده بعد جهود كبير لمنع انتقال النيرات الى وسط الغابة فتكون الكارثة اكبر".

وبين أن "الاحصاء الأولي يشير الى ان النيران التهمت نحو 8 دونمات بالكامل دون اي اصابات بشرية".

واضاف الشمري، ان "الحريق هو الخامس من نوعه في الاشهر الاخيرة، وهذا مؤشر خطير يهدد أكبر غابات ديالى"، داعيا السياح الى "الالتزام بالإرشادات والتعليمات الوقائية في عدم اضرام النيران لاي سبب كان".

وأشار الى ان "الغابة يمكن ان تتحول الى أكبر منتجع سياحي في ديالى، كونها تحتوي على كل مميزات المشاريع السياحية، بالإضافة الى موقعها المميز".

محي الدين العزاوي وهو مراقب بيئي، اشار الى ان "غابة كنعان هي جزء من مشروع حكومي شرع العمل به في السبعينيات في ديالى لانشاء 5 غابات حول مدن ديالى ومنها بعقوبة"، لافتا الى ان "كل الغابات انتهت تقريبا بعد هلاكها الا غابة كنعان".

واضاف العزاوي، ان "غابة كنعان مهمة جدا للبيئة ورغم الاهمال الحاصل فيها، لكنها يمكن ان تتحول الى مرفق سياحي مهم، كما انها مأوى للكثير من النحالين"، محذرا من ’’استمرار الانتهاكات الحاصلة من قبل بعض السياح في الغابات ما قد يفاقم مخاطر خسارتها بشكل كامل".