آخر الأخبار
اللجنة المالية: الرواتب مؤمنة في موازنة 2024 ولا توجد أزمة مالية بالعراق بعد سلسة هزائمه.. داعش يدعو الى المساندة ويتوعد حلفاء أمريكا في العراق النزاهة النيابية تحدد سببًا خارجيًا "يبطئ" عمل صندوق استرداد الاموال مقتل شخص اثر مشاجرة بعد "تحرش بامرأة" قُبلات وترحيب.. ميقاتي يقع في موقف محرج (فيديو)

بلومبرغ: كورونا يغير ثوابت استهلاك الوقود

محليات | 26-01-2021, 21:14 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة 

أدى وباء كورونا إلى تغيير كل ما هو متعارف عليه في قطاع الطاقة، سواء في أسواق النفط (ولكن الأسعار لن تصبح سلبية مرة أخرى)، أو بالنسبة لمبيعات السيارات (تراجع أعداد السيارات الكهربائية بحدة)، بحسب ما أفادت به وكالة بلومبرغ الأميركية.

وحطّم الوباء في نهاية صيف 2020، اتجاهاً قائماً منذ عقود، على الأقل في الولايات المتحدة، إذ تجاوز الإنفاق الاستهلاكي الشخصي على الكهرباء الإنفاق على الجازولين، لأول مرة منذ عام 1960، وحدث هذا التحوُّل بسبب عاملين: الأول انخفاض الإنفاق الاستهلاكي على الجازولين والديزل، بجانب ارتفاع الإنفاق على الكهرباء، الأمر الذي يُعَدّ صادماً ومفاجئاً، إذ تراجعت معدلات القيادة بحدة عندما بدأ الملايين العمل من المنزل، وبذلك نقلوا فعلياً معظم استهلاكهم من الطاقة إلى الكهرباء المرتبطة بعملهم، التي شهدت أكبر ارتفاع في الاستهلاك منذ 20 عاماً على الأقل.

سعر الوقود ونمط الاستهلاك

مقدار الانخفاض في الطلب على الجازولين الناتج عن تقلُّص حركة السفر على الطرقات (وهو مؤشر أيضاً على عدد استهلاك من يقودون سياراتهم للتنقل)، الذي تراجع في الولايات المتحدة إلى ما يزيد على 5 ملايين برميل يومياً في أبريل 2020، شكّل عاملاً مذهلاً.

ويعادل الرقم السابق، نصف ما كان عليه شهرياً مقارنة ببداية العام، ويُعَدّ كذلك أقلّ مستوى لاستهلاك الجازولين على الإطلاق منذ 1990، فهل أثَّر عامل سعر الوقود في نمط الاستهلاك؟

ويتبين ذلك إذا أنفق الناس أقل على الجازولين لسبب لا ينبع من انخفاض الطلب بقدر ما هو نتيجة لانخفاض التكاليف، علماً بأن جواب هذا التساؤل يبقى محيراً، فمع أنّ مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين للجازولين تراجع في بداية 2021، فإنه كان قد تراجع بقدر أكبر في 2016 و2008، لكن بالمقارنة لم يتزحزح تقريباً مؤشر أسعار المستهلكين للكهرباء خلال 6 سنوات.

ولفهم هذا التحوُّل في استهلاك الطاقة الأميركي، يجب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة العوامل العديدة وغير المعتادة التي سبّبها الوباء، فهل من الممكن تكرُّر هذه الحالة الفريدة مجدداً؟

لنفكر بالآتي: سيتسبب التحوُّل الكبير في اعتماد وسائل المواصلات على الطاقة من الجازولين والديزل تحولاً إلى الكهرباء، وهذا سيقود إلى تحوُّل في إنفاق الطاقة من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الإلكترونات، وهو ما قد يخفض أيضاً الإنفاق المالي الاستهلاكي على الطاقة.

على سبيل المثال، فإنّ القيادة لمدة 300 ميل (الميل= 1,609 كيلومتر) باستخدام السيارة الكهربائية تكلّف مادياً أقلّ بكثير من قيادة نفس المسافة باستخدام المركبات العاملة بالوقود، وهناك من الأسباب ما يجعل أسعار الوقود الأحفوري المتقلبة تاريخياً لا تصمد في المنافسة أمام الأسعار الأكثر استقراراً تاريخياً لأسعار الكهرباء.

التوجه نحو السيارات الكهربائية

ولكن على الجهة الأخرى، فإنّ هذا التحوّل المحتمل لن يكون فورياً بالتأكيد، وليتحقق فهو مشروط بمدى اتجاه الأفراد نحو السيارات الكهربائية بأعداد كافية، وفي ذات الوقت مدى الاستغناء عن مركبات محركات الحرق الداخلي، التي يبلغ متوسط عمر استخدامها نحو 12 عاماً الآن، وبالتالي لا يزال الأمل في تحقيق ذلك بعيد المنال، على الرغم من مطالبة بعض المناطق مثل ولاية كاليفورنيا بأن تتحوّل جميع المركبات التي تباع فيها بحلول عام 2035 إلى مركبات خالية من الانبعاثات.

وعلى الرغم من هذا فإنه منذ عام فقط بدت فكرة أنّ تجاوُز الإنفاق الاستهلاكي للأفراد في أميركا على الكهرباء مقابله من وقود السيارات، فكرة تحتاج إلى عقود لتحقيقها، إلا أنّ الوباء الذي نعيشه يسرّع اتجاهات الاستهلاك الشخصية بشكل كبير، ويدفع أنماط الإنفاق على الطاقة سنوات إلى الأمام، تماماً مثلما حدث في مجال تجارة التجزئة والبيع عبر الإنترنت.