آخر الأخبار
حريق "مروع" جنوب طهران وخسائر كبيرة (فيديو) النزاهـة تضبط مُخالفات في إحالة مُناقصة بناية المصبّ العامّ بالديوانية لحين التوطين.. المالية النيابية تؤكد استمرارية توزيع رواتب كردستان يدويًا مجلس الوزراء يتخذ 12 قرارا لمترو بغداد وقطار نجف - كربلاء الرد السريع يعتقل تاجر مخدرات "خطير" في ميسان

أثارت الاستغراب والسخرية.. هكذا تفاعل العراقيون مع سلفة مصرف الرشيد للزواج الثاني

محليات | 21-10-2020, 19:00 |

+A -A

بغداد اليوم _ بغداد 

قرر مصرف الرشيد، اليوم الأربعاء، منح قرض للموظف الراغب في الزواج للمرة الثانية، تبلغ قيمته 10 ملايين دينار، الأمر الذي أثار موجة استنكار وسخرية، وسط تحذيرات من مشاكل قد تتولد داخل الأسرة العراقية، في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة.

وقال مصرف الرشيد، في بيان له، إنه "تقرر منح سلفة زواج للموظف المتزوج للمرة الثانية، على ألا يكون قد استفاد من سلفة حين الزواج للمرة الأولى. والسلفة تمنح للموظفين كافة بغض النظر عن التوطين، وبكفالة كفيل، بشرط أن يكون موظفا على الملاك الدائم، وألا تقل خدمته عن عامين، ومبلغ القرض 10 ملايين دينار عراقي".

وقبل نحو شهرين، أكد البنك في بيان، إقرار قرض ميسر للراغبين في الزواج من الموظفين، وهو أمر معتاد. لكن إقرار القرض للزواج الثاني أثار موجة من ردود الفعل المتباينة داخل المجتمع، بعضها مستنكر وبعضها ساخر.

وفيما اعتبر مراقبون  الخطوة غير موفقة، ومعيبة من إدارة البنك، رأى آخرون أن البنك كان عليه المساهمة في مساعدة الشبان على إيجاد وظيفة مناسبة لهم، بدلا من التدخل في موضوع الزواج من امرأة ثانية.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، سخر ناشطون من القرار، فيما ارفقوا صورا ساخرة من الزواج الثاني الذي قد يؤدي لمشاكل مع الزوجة الأولى بفعل غيرة النساء على ازواجهن.

وعلق حسام عباس على خبر المنحة ساخرا، إنه "بعد انتهاء المشاكل الاقتصادية الموجودة في البلد وتحسن الظروف المعيشية، مصرف الرشيد يقرر منح سلفة للموظف اللي يتزوج مرتين".

بدوره يقول طارق الربيعي، إن "مصرف الرشيد يمنح 10 ملايين دينار للموظف الذي يتزوج مرة ثانية، منو يدبرها، كان الاجدر بكم إعطاء المنحة للموظف الاعزب.. واتركوا المتزوج لا تهجمون بيته".

وتضرب الازمة الاقتصادية في العراق عميقا منذ أشهر، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا والاغلاق العالمي وتراجع أسعار النفط، الأمر الذي آذن لشرائح مختلفة بالتظاهر والاحتجاج والتذمر، من موظفين وخريجين، وعاطلين قبل الأزمة وبعدها، بالمقابل تصاعدت مستويات العنف الاسري وحالات الانتحار.

وبعد موجة الجدل، عاد المصرف وأصدر بينا أوضح فيه ظروف الإعلان عن منحة الزواج الثاني.

وقال المكتب الإعلامي للمصرف، في بيان تلقت (بغداد اليوم)، نسخة منه، إن "قرار منح سلف زواج يأتي لكافة الشباب الموظفين وبغض النظر عن شرط التوطين والمعمول به حاليا".

وأضاف البيان، أن "مجلس الادارة وافق على اضافة تعديل الى تعليمات تنفيذ القرار لاحقا، تضمنت شمول الراغبين بالزواج للمرة الثانية بالسلفة، وللظروف الخاصة (وفاة او طلاق او ظرف اخر) على ان لا يكون استفاد من هذه السلفة سابقا".

وأوضح، أن إطلاق السلفة يأتي "بعد الطلبات التي وردت لمصرف الرشيد من خلال وسائل الاتصال ووسائل الاعلام".

وبحسب البيان، اكدت ادارة مصرف الرشيد، "استمرارها بإطلاق خدمات أخرى، وفق ما يحتاج اليه الشارع العراقي".

وجدل الزواج الثاني أو أكثر في العراق ليس جديدا، حيث اخذت تصريحات عضو مجلس النواب السابق، جميلة العبيدي، مساحة واسعة من الجدل وموجات السخرية طوال أشهر، حيث كانت تدعو الى تشريع قانون يشجع الرجال على الزواج بأكثر من امرأة واحدة من خلال صرف حوافز مالية، مع مطالبتها لزميلاتها النائبات والنساء عامة برفع شعار "نقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا".

ودفعت سلسلة الحوادث الأخيرة، التي شهدتها البلاد، العديد من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بضرورة الإسراع بتشريع قانون للحد من العنف الأسري، في المقابل، يرى مختصون أن اتساع حالات العنف الأسري، سببه الحظر الذي فرضته جائحة كورونا، وما خلَّفته من مشاكل اقتصادية ألقت بتأثيراتها على العلاقات الأسرية وخلقت أجواءً من التوتر داخل الأسر، الأمري الذي يتعارض مع إعلان مصرف الرشيد عن سلفة الزواج الثاني، معتبرين ان الأولى إنعاش حركة الوظائف والقطاع الخاص وحركة السوق، وليس التشجيع على مشاريع قد تساهم الظروف الحالية بإفشالها.