آخر الأخبار
خلاصة طقس العراق حتى الاثنين المقبل شرطة اربيل تحجز سيارة "عريس" لاخفائه لوحة المركبة الاطاحة بشاب عشريني في جمجمال "تاريخه مليء بجرائم ثقال" الفتح: ازمة انتخاب رئيس مجلس النواب اقتربت من الحسم.. العيساوي رئيسا للبرلمان تصريح السوداني بتحويل 40% من صادرات العراق الى مشتقات.. ماعلاقته برفع أسعار المحسّن؟

وادي الموت في ديالى.. خطر داهم يهدد حياة الألاف

سياسة | 4-10-2020, 18:38 |

+A -A

بغداد اليوم-ديالى

في محيط قرى شيخ بابا في اقصى ريف ناحية جلولاء بمحافظة ديالى يقف أبو أحمد العزاوي، أحد الشخصيات الاجتماعية مع عدد من الشباب المدججين بالسلاح في نقطة مرابطة متقدمة لرصد أي تحركات مريبة لتنظيم داعش الذي نشط بشكل لافت في أحراش وادغال ما يسمى بـ زور شيخ بابا والذي تنطلق منها هجمات التنظيم صوب القرى الآمنة منذ شهور طويلة.

وقال العزاوي في حديث لـ(بغداد اليوم) وهو يحمل سلاح كلاشنكوف، إن "شيخ بابا حوض زراعي مترامٍ وكبير يضم 8 قرى يبلغ تعدادها أكثر من 20 ألف نسمة، لافتا إلى أن موقع القرى بشكل عام جعلها هدفاً مباشر لداعش منذ 3 سنوات وأكثر من خلال شن العشرات من العمليات بهدف دفع الاهالي للتهجير القسري للسيطرة على قراهم ومنازلهم وأراضيهم الزراعية".

وأضاف، أن "قرى شيخ بابا تعرض إلى أكثر من 20 هجوم خلال العام الجاري ناهيك عن عمليات استهداف تجري بالعبوات الناسفة أو القنص بالإضافة إلى كمائن البساتين، لافتا إلى سقوط أكثر من 40 قتيلا وجريحا خلال العام الجاري والحصيلة ترتفع إلى أكثر من 100 اذا ماتم اضافة ضحايا الاعوام الماضية".

وأشار العزاوي إلى أن "داعش الإرهابي وعدده بالعشرات يختبئ في زور شيخ بابا والذي يبلغ طوله 10كم وعرضه 4 كم على طول نهر ديالى وهي مناطق معقدة جدا من ناحية التضاريس نظرا لكثرة الاشجار والادغال العالية التي تساعد على الاختباء، مؤكدا بأن أهالي قرى شيخ بابا فقدوا اكثر من 500 بستان بسبب استهداف المزارعين وتحولت تلك البساتين والتي تزيد مساحتها عن 3 الاف دونم الى منطقة محظورة رغم ان انها تشكل العصب الاقتصادي للأهالي" مبينا انه "فقط بساتين قرية الاصلاح وهي احدى قرى الشيخ كانت تحصل على مليار دينار ايرادات من بساتينها في زور شيخ بابا فما بالك ببقية القرى الاخرى".

فيما بين محمد سامي وهو من أبناء قرى الشيخ بابا بأن القرى عبارة عن معسكر بلباس مدني تجدهم مقاتلين مع أول رصاصة تطلق على أي من نقاط المرابطة"، لافتا إلى "أننا نقاتل من أجل حياة أطفالنا ومستقبلهم ونحن نواجه الموت في كل ساعة".

واضاف سامي، أن "القرى لديها حشد عشائري ولكن لا يوجد أي دعم حقيقي لهم بل هو أشبه ما يكون فزعة وغيرة يحملون السلاح لانه ليس هناك بديل في مواجهة عدو متطرف يحاول قتل الجميع"، مؤكدا بأن "في الهجمات تجد المعلم والطالب والمسن يحمل السلاح للدفاع عن شرف القرى وتاريخها امام فئة ضالة لافتا إلى أن 3 من أبناء عمومته بينهم مسن أعدمهم داعش رميا في الرصاص بعد كمين لهم في بستان داخل الزور في جريمة نكراء تضاف الى سجل داعش الأسود".

أما جبار علوان وهو من أهالي قرى شيخ بابا قال بأن "داعش استخدم معنا حتى الابقار المفخخة في مسعى لكسر شوكة أهالي القرى ولم ينجح لكن الأمر أصبح فوق طاقتنا خاصة وأن الكثير من المزارعين فقدوا مصادر رزقهم بسبب هجمات داعش في زور شيخ بابا التي تعد من أخطر مناطق العراق على العراق، مبينا ان شيخ بابا حوض النار الان وعلى الإعلام تسليط الضوء على منطقة ربما تكون بوابة جحيم على العراق لان اعداد داعش في ارتفاع مستمر وملاذ كبير لفلوله في ديالى وربما بقية المحافظات".

واشار علوان إلى أن "هناك أسر نزحت في الأشهر الماضية وهذا ما نخشاه لان الفراغ سيؤدي إلى تداعيات خطيرة واي نزوح أخر في شيخ بابا سيخلق مشكلة أمنية كبيرة على مستوى ديالى لان القرى هي خط صد مهم جدا لمنع داعش من الوصول إلى جلولاء وبقية مدن حمرين ووصولا الى اطراف خانقين".

فيما اقر عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي "بوجود داعش في زور شيخ بابا خطر جدا على امن ديالى، لافتا الى انها تمثل إحدى النقاط الساخنة في المحافظة والتي تتعرض إلى هجمات متكررة وتؤدي إلى سقوط ضحايا".

وأضاف، أنه "تم إبلاغ القيادات الأمنية العليا في البلاد بطبيعة الأوضاع في قرى شيخ بابا والتحديات الأمنية وكانت هناك خطوات باتجاه تعزيز القوات فيها، إلا أن الأمر يحتاج إلى جهد أكبر من ناحية تطويع أبناء القرى لمسك الأرض وإنهاء ملف وجود فلول التنظيم في الزور الذي يمثل خطر ليس على القرى بل ديالى بشكل عام لأنها منطقة معقدة جدا تساعد على الاختباء بسبب كثرة البساتين".

وكان شهر ايلول الماضي سجل 4 هجمات لتنظيم داعش على قرى شيخ بابا أبرزها ام الحنطة والاصلاح التي تمثل رأس الرمح في مواجهة داعش منذ شهور طويلة ما أسفر عن مقتل واصابة العديد من ابناءها اخرهم شاب.