آخر الأخبار
العقوبات الامريكية على فنزويلا ترفع اسعار النفط عالميًا الريال يتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على السيتي بصعوبة بايرن ميونيخ يتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على أرسنال مسؤول أممي: إسرائيل حولت غزة إلى منطقة غير واضحة المعالم نائب يتحدث عن خطة ثلاثية لإيقاف فاتورة استيراد الوقود

تفاصيل ’’مثيرة’’ عن انطلاق موسم صيد الصقور في العراق والأسعار تصل إلى 70 الف دولار

محليات | 20-09-2020, 16:51 |

+A -A

بغداد اليوم- ديالى

مع بزوغ الفجر، يسعى ابو محمد ورفاقه، وهم يشقون طريقهم في مركبة رباعية الدفع، عند بادية طحماية في اقصى قضاء بلدروز شرق محافظة ديالى، لرصد أي علامة تقودهم إلى مبتغاهم الذي يريدون منه اصطياد الصقور البرية القادمة من الحدود العراقية- الإيرانية، وهي تتوغل في العمق ضمن مسار هجرة سنوية معلومة لديهم.

ألوان مختلفة وأنواع نادرة للطائر الأكثر شهرة على مستوى الخليج

أبو محمد البالغ من العمر 60 عاما يقول لـ(بغداد اليوم)، إنه "يمارس مهنة صيد الصقور منذ 4 عقود تقريبا مع رفاقه"، مبينا أن "موسم صيد الصقور بدأ الان وينتهي مع مطلع شهر كانون الاول القادم أو قبله بأسابيع، وفق الاجواء المناخية ومسار هجرة الصقور".

ويضيف أبو محمد، أن "العراق يشهد سنويا دخول أكثر من 25 نوعا من الصقور أشهرها (الشاهين والحر)، وبألوان مختلفة".

ويتابع أن "محافظة ديالى فيها قرابة 9 مناطق تشتهر بصيد الصقور منذ عقود طويلة، أبرزها (طحماية وبادية قزانية) ومناطق اخرى"، لافتا إلى أن "مهنة صيد الصقور كانت مصدر رزقا للكثير من الاشخاص الذين توارثوها من اجدادهم، لكنها تحولت بالسنوات الاخيرة إلى هواية تٌمارس من أجل التسلية فقط ولحظة يراد منها استذكار الذكريات الجميلة فيها".

ويكمل أبو محمد حديثه قائلا: "أشهر الصقور البرية هو الحر الابيض أو الاسود، والذي قد يصل سعره إلى 300 مليون دينار في محافظة ديالى، اما خارج العراق يصل سعره إلى مليار دينار".

ويوضح أبو محمد، أن "الصقر الحر الابيض بات وجوده في العراق نادرا، حيث اخر مرة تمت مشاهدته قبل 3 سنوات وتم بيعه بـ70 الف دولار".

من جهته قال احمد المندلاوي، وهو يمارس مهنة صيد الصقور منذ 1995، إن "عملية صيد الصقور وتعقب خطواتها امر معقد جد ويحتاج الى كفاءة وخبرة واسعة، وفهم واسع لأنواع الصقور واسعاره"، لافتا إلى أن "سعر الصقور يحدد من خلال أنواعها وعمرها ولون ريشها، وهذه الخصائص لا يمكن تحديدها إلا من خلال الصيادين المهرة".

ويتابع المندلاوي خلال حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "عملية صيد الصقور تمثل ضربة حظا كبيرة، وقد تنظرها 5 سنوات لتحدث معك"، مشيرا إلى أن "اسعار الصقور التي تباع هنا ليست عالية، ولا تصل لأسعارها الطبيعية، بسبب وجود السماسرة والاشخاص الذين يعرفون المهنة ونوافذ البيع الرئيسية".

ويؤكد أن "اغلب الصيادين، يبيعون ما يصطادونه من الصقورة بأسعار بخسة جدا".

مسؤول محلي: مناطق صيد الصقور ممكن ان تتحول الى مناطق سياحية

إلى ذلك، يعلق مدير ناحية قزانية (86 كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي، على عملية صيد الصقور التي تشهدها الناحية، فيما يؤكد أن الناحية بإمكانها أن تتحول إلى واجهة سياحية خلال فترة الصيد الموسمية.

ويقول الخزاعي لـ(بغداد اليوم)، إن "ناحية قزانية من الواجهات المهمة في استقطاب العشرات من صيادي الصقور، ليس من اهالي محافظة ديالى فقط، بل من محافظات اخرى أيضا".

ويتابع أن "صيد الصقور يمتد لمدة شهرين وأكثر من كل عام، ولا يخوض في مجراه الا من لديه خبرات متراكمة في عملية التعقب التي تعتبر بالأمر السهل".

ويبين الخزاعي أن "مهنة صيد الصقور يمكن أن تتحول الى مرفق سياحي كبير في ظل وجود مئات الهواة في العراق وخارجه، والذين يأملون بممارسة هذه المغامرة لو توفرت البيئة المناسبة لها".

 

احسان الخالدي المختص بصيد الطيور البرية، يوضح أن "هناك عوائل في محافظة ديالى اشتهرت ابنائها بهواية صيد الصقور، وتمتلك خبرات واسعة جدا في هذا المجال".

ويشير الخالدي خلال حديث لـ(بغداد اليوم)، إلى أن "صيد الصقور كان لغاية الثمانيات من القرن الماضي مهنة لكسب الرزق نظرا لكثرة الطيور وقلة الصيادين، لكن الأمر تغير بعد 2003 مع كثرة الصيادين الطارئين، وقلة تدفق الطيور المهاجرة القادمة من روسيا وبلدات اخرى صوب إيران ومنها إلى العراق".

ويستدرك المختص بصيد الطيور البرية قائلا، إن "صيد الصقور مهنة غير منتظمة رغم وجود جمعية لها، لكنها تفتقد للتنظيم الذي يمكن من خلاله تحديد الاسعار وأوقات الصيد، ومنع الطارئين من مزاولتها والسعي للحفاظ على انواع الطيور النادرة جداً، وخاصة الحر بألوانه المتعددة".