بغداد اليوم- بغداد
فجرت منظمة الصحة العالمية، صدمة كبيرة، للعراقيين، بتأكيدها على دخول العديد من المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الى داخل المحافظات العراقية، عبر عصابات مختصة بعمليات التهريب عبر الحدود، الامر الذي يصعب بصورة كبيرة الجهود الحكومية في السيطرة على ’’الجائحة العالمية’’، خصوصا مع اعلان فرض حظر التجوال الجزئي في عموم محافظات البلاد، وهو ما يهدد بانتشار الوباء بشكل اسرع مع ووجود اعداد غير معروفة ولا مشخصة من الاشخاص الحاملين للفيروس والمنتشرين من شمال العراق حتى جنوبه، بحسب الصحة العالمية. 

الصحة العالمية تكشف عن معلومة ’’خطيرة’’ لاول مرة

وفي تصريح متلفز تابعته ( بغداد اليوم ) قال ممثل الصحة العالمية، في العراق د. ادهم اسماعيل، متحدثاً عن اسباب تصاعد الاصابات بكورونا في مدن اقليم كردستان، ان "السبب الرئيس وراء تصاعد اعداد المصابين بفيروس كورونا، في كردستان ومحافظة السليمانية، هو قيام مهربين بإدخال أشخاص بعض مصابين بالفيروس، من إيران عبر نقاط (غير شرعية)".
وقال ايضا "ان معلومات توفرت لدى منظمة الصحة العالمية، بوجود ايرانيين مصابين بكورونا، يدخلون عبر عصابات التهريب الى العراق في عدد من المنافذ غير الشرعية المنتشرة على طول حدوده، مع ايران من الشمال الى الجنوب".

قيادة حرس الحدود تؤكد معلومات الصحة العالمية وتحذر من خطر يهدد العراقيين
من جانبها، حذرت قيادة حرس الحدود، من خطر يهدد جميع العراقيين والمتمثل بإمكانية انتشار وباء كورونا، فيما قالت ان معلومات وصلت اليها تؤكد وجود عمليات تهريب لاشخاص من ايران، الى داخل الاراضي العراقية، عبر منافذ غير شرعية منتشرة من فيشخابور في الحدود الشمالية، حتى محافظة البصرة اقصى جنوب العراق. 
قائد قوات حرس الحدود، الفريق الركن حامد الحسيني، لفت خلال حديث خص به (بغداد اليوم)، الى "وجود معلومات تؤكد وجود عمليات تهريب للاشخاص من ايران باتجاه العراق".
واضاف "وعلى اثر تلك المعلومات قمنا بتعزيز الوجود العسكري لقواتنا، من منطقة فيشخابور وصولا الى شط العرب في محافظة البصرة، لمنع أية عملية عبور لعراقيين عالقين في طهران، بطريقة غير شرعية".
واشار الى ان "الزوارق النهرية التابعة للقيادة تعمل بشكل مستمر للحد من تلك الانتهاكات، كونها تشكل خطراً كبيراً على جميع المواطنين نظرا لتفشي فيروس كورونا".
واكد القائد العسكري ان "عمليات التهريب التي حدثت هي عملية واحد او اثنتين، وتمت الاطاحة بجميع المتورطين بهاتين العمليتين".
وعن الوضع في الجنوب، ومدى سيطرة القوات الامنية على الحدود مع ايران قال الحسيني ان "الوضع في المنطقة الجنوبية جيد جدا، وقد حركنا سرايا مغاوير لواء 14 وسرية مغاوير القيادة لتعزيز منطقة شط العرب والشريط الحدودي مع ايران والدول المجاورة الاخرى".

اما بخصوص ما اعلنت الصحة العالمية، عن كردستان ومدينة السليمانية تحديداً، فقد نبه الى أن "المنطقة الشمالية، ومحافظة السليمانية بالخصوص، تعاني من منطقة وعرة يصعب حركة العجلات فيها، لذا قدمنا مقترحاً من اجل فتح مخافر جديدة في تلك المناطق للحد من الثغرات الامنية من قبل القيادة الاولى المسؤولة عن المنطقة الشمالية في اقليم كردستان". 
وافصح الجنرال العراقي عن "وجود تعاون مع الاجهزة الامنية في اقليم كردستان في هذا الملف، باعتبار المسؤولية تقع على عاتق الجميع وخطر فيروس كورونا يهدد جميع العراقيين".

مصدر باسايش كردستان: اعتقال اكثر من 60 مهرباً خلال الايام الماضية
وفي الاثناء، تحدث مصدر امني في اسايش كردستان، عن وضع الاقليم والحملة المستمرة من قبل القوات الامنية في تتبع المهربين والقبض عليهم، كذلك حجر كل شخص تم تهريبه خشية من تسببه بانتشار فيروس كورونا.  
وقال المصدر، الذي رفض كشف هويته أن "عدد المهربين الذين تم اعتقالهم بلغ 62 مهربا حتى الآن".
وبين "اولئك المهربين، كانوا يقومون بإدخال المواطنين من سكان الإقليم، وذلك بعد إغلاق الحدود مع إيران".
واوضح ان "جميع الأشخاص الذين تم تهريبهم هم مواطنون كرد من سكان كردستان وخاصة المناطق القريبة من إيران".
وبين ان "قوات الأسايش قامت بتتبع، أماكن الاشخاص الذين دخلوا بصورة غير شرعية"، مشيرا "وقد تم وضع اغلبهم  للحجر الصحي والفحوصات الطبية".
واكد ان "نشاط المهربين انخفض في الأيام الأخيرة، بنسبة كبيرة جدا بفعل تشديد الإجراءات التي اتخذتها الأسايش وباقي الأجهزة الأمنية".
مسؤول كردي: الحدود ممتدة وطولية مع ايران والقوات الامنية تقوم بواجباتها
وفي الاطار ذاته، أكدت قائممقام محافظة حلبجة نوخشه ناصح، أن الأجهزة الأمنية في المحافظة اتخذت تدابير واسعة لمنع دخول الوافدين من إيران بعد قرار غلق الحدود. 
وقالت ناصح، لـ(بغداد اليوم)، إن "جميع الذين دخلوا من إيران تم حجرهم، اما اولئك الذين دخلوا بصورة غير شرعية، فقد قمنا بتتبع أماكنهم وتم حجرهم ".
واشارت الى ان "الحدود مع ايران واسعة وممتدة وطويلة ولكن الأجهزة المختلفة تقوم بواجبها بشكل ممتاز".

وكانت وزارة الصحة العراقية، قد قدمت الخميس (20 شباط 2020) اربعة مقترحات بشأن التعامل مع فيروس كورونا، من بينها منع دخول الوافدين من إيران.
ووفقا لكتب صادرة عن وزير الصحة جعفر صادق علاوي، وموجهة الى رئيس الوزراء، وحصلت (بغداد اليوم)، على نسخ منها، فإن الاقتراحات تضمنت منع الوافدين من ايران كافة من الدخول الى الأراضي العراقي عبر المنافذ الحدودية كافة، الى إشعار آخر.
واستثنت من المنع العراقيين المتواجدين في ايران والوفود الدبلوماسية، على ان يخضعوا لإجراءات الوزارة، والمتمثلة بالحجر الصحي والمتابعة لمدة 14 يوما.