آخر الأخبار
"خوفًا من سقوطها".. توجيه بـ"اخلاء تدريجي وسريع" لبناية مصرف الرافدين الرئيسي السوداني: هدفنا خدمة أبناء شعبنا الإطاحة بـ 10 مطلوبين في بغداد مصر.. انخفاض بمعدل السكان لأول مرة منذ نصف قرن نائب يكشف عن ضغوط لإعادة انتخاب التميمي محافظاً لديالى

تقرير أميركي: واشنطن عاجزة عن ردع الهجمات ضدها بالعراق.. عليها ان تعود لأسلوب استخدمته مع صدام حسين

سياسة | 17-02-2020, 16:01 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

قال تقرير أميركي، الاثنين (17 شباط 2020)، إن واشنطن عاجزة عن ردع الهجمات ضد قواتها بالعراق وعليها ان تعود لاسلوب استخدمته مع صدام حسين ابان فترة حكمه للعراق.

وذكر كاتب التقرير مايكل ناتس والذي نشره "معهد واشنطن" لسياسة الشرق الادني أن "اميركا اعلمت حكومة العراق وايران ايضاً بأنها سترد على اية ضربات ضد قواتها ومصالحها بالعراق إلاّ أنّ هذا الخط الأحمر فتح الباب أمام منطقة رمادية خطرة شجعت على استمرار تلك الضربات، فإلى جانب واقع أنّ بإمكان مثل هذه الهجمات الشديدة الخطورة أن تؤدي إلى المزيد من الوفيات الأمريكية في مرحلة ما، فإنها ستسفر أيضاً عن العديد من الإصابات الإضافية إذا ما سُمِح لها بالاستمرار، كما ظهر في الضربة في 8 كانون الثاني/يناير. وعلى نطاق أوسع، سوف تحدّ من حرية الأمريكيين في التحرك في العراق، مما سيقوّض هدف وجودها هناك في المقام الأول".

وأضاف ان "هذا الوضع غير مقبول - فالولايات المتحدة بحاجة إلى سبيلٍ لردع مثل هذا السلوك، حتى وإن كانت الهجمات لا تتسبب بمقتل الأمريكيين. وعندما واجه الجيش الأمريكي تحديات مماثلة في العقود الماضية، كان يُنشئ أنظمة حساب تُطابِق العقوبة مع الجريمة، مع مستويات مفيدة من القدرة على التنبؤ والتناسب والمساءلة".

وطرح الكاتب ما اسماها بالدروس المستفادة من مناطق حظر الطيران العراقية، وقال "في التسعينيات، اختبرت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين تدريجياً الخطوط الحمر الأمريكية في مناطق حظر الطيران، مستخدمةً وحدات الدفاع الجوي لاستهداف الدوريات الأمريكية اليومية بدرجات متفاوتة من الخطورة. فأدرك المسؤولون الأمريكيون أنهم بحاجة إلى آلية للاستمرار في تحديث الردود الرادعة العقابية ومعايرتها، ليس للحفاظ على سلامة قواتهم وعملها فحسب، بل لتفويض الردود إلى قادة محليين أيضاً مع الحفاظ في الوقت نفسه على المساءلة والتناسب. فجاء الحل في شكلين، هما: نسبة الرد وخيارات الرد، وكانت نسبة الرد عبارةً عن نظام حساب صنّف أنواعاً مختلفةً من استفزازات العدو، ثم ربطها على نحو تقريبي بردود أمريكية مسلحة مختلفة. وقد أخذ النطام العوامل التالية في الاعتبار: 

كمية الهجمات: عدد الهجمات ضمن فترة التغطية المعنية.

التصنيف النوعي. على سبيل المثال، تم تصنيف إطلاق نيران مدفعية عشوائية مضادة للطائرات في مرتبة أدنى من إطلاق صاروخ أرض جو فتاك من طراز "إس إيه 6  (SA-6)"؛ كما صُنّفت الهجمات على المنصات الهشة مثل طائرات الإنذار المبكر المحمولة جواً في مرتبة عالية أيضاً.
نسبة الرد. تم اختيار شدة كل ردّ فعل حركي للولايات المتحدة استناداً إلى الحساب الرقمي للعامليْن الكمي والنوعي أو إلى عملية احتساب أقل رسمية (على سبيل المثال، يمكن اعتبار خمس هجمات مدفعية مضادة للطائرات كمعادِلة لهجوم صاروخي واحد).
وكانت خيارات الرد وفقاً للكاتب عبارة عن مجموعات من الأهداف المفروزة مسبقاً والتي يمكن الحصول بسرعة على تخويل لاتخاذ إجراءات انتقامية بحقها. وتضمّن النظام متغيريْن اثنين هما:
اختيار الأهداف: تم تقييم خيارات الرد، حيث قد ينطوي الخيار الأدنى على ضربة مباشرة على وحدة الدفاع الجوي المخالِفة، بينما قد يكون مستوى الرد التالي ضربة مباشرة على مجموعة بعيدة وأكثر قيمة من أهداف الدفاع الجوي. أما خيارات المستوى الأعلى فقد تتضمن ضرب أهداف خارج منطقة حظر الطيران أو أهداف أخرى غير الدفاعات الجوية. وقد مَنَح هذا النظام للقادة الأمريكيين من حين لآخر خيار تعقب أهداف استراتيجية قيّمة مثل القيادة على المستوى الوطني والمواقع العسكرية.
سلطات القيادة: كان كل خيار رد مقترناً بمستوى تخويل معيّن. فقد تتم الموافقة على الخيار الأدنى على المستوى التكتيكي (أي، الطيار الذي تم ضرب [طائرته)، في حين تتطلب الخيارات الأكثر قوة موافقة من القائد العام في "القيادة المركزية الأمريكية" أو حتى كبار القادة المدنيين في واشنطن.
وذكر كاتب التقرير ان " الأهم من ذلك، تم تصنيف النظام العراقي السابق على المستوى السري، لذلك لم يعرف العدو تماماً كيف تم ترجيح الانتقام أو تخويله. وعلى هذا النحو، يمكن اعتماده سرّاً ليتناسب مع الظروف المتغيرة في العراق والإرادة السياسية في واشنطن. كما منح النظام المسؤولين الأمريكيين خيار حجب الرد وإضافته إلى "ملف" العدو لشنّ ردٍ أقوى في وقتٍ لاحق والضرب في الزمان والمكان الذي يختارونه - ولكن دائماً مع تحليل منطقي ومقاييس حسابية داخلية واضحة. وعند تطبيق هذه الأساليب بجرأة، كما كان عليه الحال في منطقة حظر الطيران الشمالية في عام 1998، فقد قللت على نحو فعال من الهجمات العراقية على الطائرات الأمريكية وفقاً للكاتب".
وطرح مايكل ناتس رؤية ثانية تخص الوضع حالياً وقال ان "هناك على الأقل بعض الآليات التي تدعم نسب الرد وخياراته على مأزق حماية القوات الذي تواجهه الولايات المتحدة حالياً في العراق وسوريا، حيث تعمل القوات الأمريكية من جديد في مرمى مهاجميها بشكل يومي. وفي الواقع، يشير الردّ الأمريكي السريع على الهجوم الصاروخي الفتاك الذي وقع في 27 كانون الأول إلى أنّه تم استخدام خيارات الردّ المفروزة مسبقاً. غير أنّ الموقف الأمريكي الحالي هشّ ويمكن التنبؤ به بشكل عام، وأن الإجراءات الدفاعية الكلية لن تكون كافية لحماية القوات الأمريكية والدبلوماسيين والمقاولين. ولن تتمكن الحكومة الأمريكية من تلبية واجب ضمان أعلى درجات الحماية سوى من خلال إقران الإجراءات الدفاعية مع الردع بالعقاب".