“تاكسي العائلة“ في ديالى.. بين الحراسة الشخصية و “سنوات الدم”
محليات | 19-08-2019, 14:00 |
بغداد اليوم - ديالى
دفعت الهواجس الامنية في اغلب مدن محافظة ديالى بالسنوات الماضية الى ولادة ما يسميها البعض "الو تاكسي" أو "تاكسي العائلة"، وهي ظاهرة تحولت الى مصدر رزق لآلاف من سائقي مركبات الاجرة خاصة في المناطق الريفية، سيما وان السائقين يتحملون اطر حماية العوائل ويتحولون الى "حراس شخصيين" لها عند الضرورة.
وقال عبد الله التميمي، سائق مركبة اجرة في ريف بعقوبة، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "الكثير من العوائل خاصة في المناطق الريفية سواء في محيط بعقوبة او بقية المدن تعتمد الان بنسبة 80% على سائق اجرة خاص للعائلة وهو اشبه ما نسميه محليا بـ (معميل) يقوم بنقل العائلة وافرادها الى اي منطقة سواء الى الطبيب او الاقارب".
وأضاف التميمي، أن "البعض يسمي هذه الظاهرة (الو تاكسي) والبعض الاخر (تاكسي العائلة) وكلاهما تحول الى مضمار عمل وفر مصدر رزق للكثيرين ومنهم انا".
واشار التميمي، وهو خمسيني ويقف بجوار عيادة طبيب في بعقوبة لنقل عائلة الى ريف ناحية العبارة (15كم شمال شرقي بعقوبة)، الى أن "رقم هاتفه موجود عند نحو 50 او 60 عائلة واي اتصال منهم لأي مشوار اكون حاضرا في اي وقت".
سنوات الدم
من جانبه، قال إبراهيم حقي، وهو سائق اجرة في ناحية الوجيهية (25كم شمال شرقي بعقوبة) بانه "عندما ننقل اي عائلة نكون مسؤولين عن امنها الشخصي ونتحول الى حراس إذا اقتضت الضرورة لان العائلة امانة في اعناقنا".
وتابع حقي، أن "(الو تاكسي) او (تاكسي العائلة) برزت مع سنوات الدم (2006 - 2009)، إذ كان الوضع الامني خطرا للغاية ونقل العوائل من خلال الوسائل التقليدية فيه مخاطر لذا لابد ان يكون السائق على درجة عالية من الثقة لنقل اطفال ونساء وحتى طاعنين بالسن خشية الجماعات المتطرفة".
وأوضح حقي، أنه "في احدى الايام كاد يقع في قبضة خلية مسلحة مرتبطة بالقاعدة في بعقوبة عام 2008، وكانت معه عائلة"، لافتا الى انه "قرر التضحية بنفسه في سبيل حماية العائلة من أي أذى، وتم انقاذه من قبل دورية امنية في اللحظات الاخيرة واعاد العائلة سالمة الى ذويها".
تاكسي.. بالتقسيط
بدوره، أكد كريم الشمري، وهو فلاح من اهالي قرى ريف ناحية كنعان (20كم شرقي بعقوبة)، أن "(الو تاكسي) او (تاكسي العائلة) ظاهرة انتشرت في اغلب مدن ديالى وخاصة الارياف التي مرت بظروف عصيبة ونحن منها".
وأشار الشمري، الى أن "العوائل التي ليس لديها اي وسيلة نقل تنتقل 90% منها في الريف من خلال سائقي اجرة معروفين منذ سنوات ويتم الاتصال بهم"، مبيناً أن "بعض السائقين يتعاملون مع الفقراء من خلال تقسيط المبلغ وهذا الامر ساعد كثيرا على اقبال الناس على هذا المسار".
وكانت محافظة ديالى، قد مرت بظروف امنية عصيبة في فترة (سنوات الدم) الممتدة بين (2006-2009)، اذ سيطر تنظيم (القاعدة) على مناطق ومدن واسعة آنذاك قبل تحريرها من قبل القوات الامنية المشتركة.