حقوق الانسان تتحدث عن وضع سجني الحوت والتاجي وتعلق على تحذيرات من احتضانهما لـ ’’داعش جديد’’
سياسة | 11-05-2019, 08:49 |
بغداد اليوم- بغداد
ردت مفوضية حقوق الانسان في العراق، السبت (11 ايار 2019)، على تحذيرات تناولتها وسائل اعلام من عودة تنظيم داعش من جديد او تأسيس تنظيم متطرف مشابه له، انطلاقا من سجني الحوت في ذي قار، والتاجي شمال بغداد.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي، لـ (بغداد اليوم)، إن "الحديث عن احتمالية عودة داعش من خلال السجون العراقية غير دقيق لكونها خاضعة لبرنامج الاصلاح الكاملة وكل السجناء مهما كانت جرائمهم حتى الخطرة منها، يخضعون إلى برامج تأهيلية".
ولفت إلى أن "ما يجري الحديث عنه من اطلاق سراح نزلاء في السجنين تحدثوا عن وجود خطر من عودة داعش هو الاخر غير دقيق لان اغلب احكام الموجودين فيهما طويلة الأمد، تتراوح بين المؤبد والاعدام وهم محكومون بقضايا خطرة ومن الصعب جدا خروجهم من السجن في وقت قريب".
وبين: "في أكثر من زيارة لمفوضية حقوق الانسان، وجدنا هنالك عدة برامج اصلاحية وتأهيلية تقوم بها المؤسسات العدلية بهذا الصدد، وهنالك اجراءات قانونية تتعلق بضمانات المحاكمة العادلة وفق المعايير الدنيا لمعاملة السجناء".
وتابع: "قد يوجد قلق من عودة العديد من الأشخاص، سواء الاحداث او البالغين، الذين يخضعون لقضايا العنف والتطرف وكان للمفوضية مطالبات عدة تخص التأهيل والدمج المجتمعي حتى لا تكون مشاكل مستقبلية في عودتهم الى ذاكرة العنف والتطرف".
وسلط موقع خليجي، في تقرير له نشره السبت (11 أيار 2019) الضوء على أوضاع المساجين في السجون العراقية، وخصوصاً في سجني الحوت في محافظة ذي قار، ومنطقة التاجي ببغداد.
وقال موقع "الخليج أونلاين" في تقريره، إن "ذوي السجناء في سجون العراق، وحقوقيين مطلعين على ما يحدث داخلها، ومتابعون لمعاناة النزلاء، أبدوا مخاوفهم من نشر فكر التنظيمات المتشددة بين السجناء، وخصوصاً فكر تنظيم داعش".
وأضاف، أنه "بحسب شهادات من ذوي المعتقلين في سجني الحوت في مدينتي التاجي في بغداد والناصرية جنوب العراق، فإن عناصر تنظيم داعش المعتقلين في السجون العراقية أخذوا ينشرون أفكارهم المتطرفة بين السجناء، وتأثر بعض السجناء بهم بالفعل".
وأعلنت الحكومة العراقية انتصارها على داعش، في كانون الاول عام 2017، بعد ثلاث سنوات على الحرب الشرسة التي قُتل فيها عشرات الآلاف وشرد مئات الآلاف، وتحولت مدن وأحياء بأكملها إلى أنقاض.
ونقل التقرير عن حسن السامرائي، وهو شقيق أحد السجناء في سجن التاجي، أن "شقيقه اشتكى في آخر مقابلة له من اكتظاظ السجن بالنزلاء وسوء الخدمات المقدمة لهم".
وأضاف، أن "إدارة السجن لم تفصل نزلاء السجن من تنظيم داعش والمتهمين بقضايا إرهاب عن نزلاء السجن الآخرين".
وأشار إلى أن "بعض عناصر تنظيم داعش بدأوا ينشرون أفكارهم بين السجناء بشكل فردي، ثم تطور الأمر إلى حلقات جماعية".
من جهته قال الشاب المواطن عادل المرسومي، خلال التقرير، إن ابنه "أُطلق سراحه من سجن الحوت في مدينة الناصرية جنوبي العراق قبل خمسة أشهر"، مشيراً إلى أنه "لم يكن يصلي ولم يعرف سوى القليل عن الإسلام قبل دخوله السجن، لكنه اليوم أصبح لا ينفك عن قراءة القرآن والكتب الدينية التي تحث على الجهاد".
وأضاف، أن "تعلقه بالصلاة وتلاوة القرآن وقراءة الكتب الدينية أفرحه كثيراً؛ لكنه في الوقت ذاته، يخشى من أن تكون بداية للتطرف ونشر الأفكار المتطرفة".
وأضاف، أن "كل ذلك بسبب ما تلقاه من محاضرات من أشخاص داخل السجن"، منوهاً بأن "ابنه الآن يتمنى لو أنه يستطيع التواصل معهم من شدة تعلقه بهم".
وأعرب المرسومي عن خشيته من أن "ينضمّ ابنه إلى صفوف الجماعات المتطرفة إذا ما أتيحت الفرصة له".
وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد كشفت، في تقرير سابق لها، وفقاً لتحليل أجرته، عن وجود ما لا يقل عن 19 ألف شخص في السجون العراقية بتهم تتعلق بتنظيم داعش أو غيرها من الجرائم ذات الصلة بالإرهاب، وحُكم على أكثر من ثلاثة آلاف متهم منهم بالإعدام.
حديث عن سوء معاملة وتعذيب
وفي هذا السياق قال الناشط في مجال حقوق الإنسان والمطلع على أحوال السجون العراقية، ماجد العلواني وفقاً للتقرير، إن "السجون بدل أن تكون أماكن لإصلاح الشخص المسيء والمذنب أصبحت مدراس لتخريج المتمردين على السلطات؛ بسبب التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء من قبل إدارة السجون".
وأضاف، أن "الأوضاع داخل السجون العراقية بعد انسحاب القوات الأمريكية ليست أفضل حالاً من الأعوام التي سبقتها بعد أن كانت مراكز لنشر الأفكار المتطرفة برعاية القوات الأمريكية"، داعياً وزارة العدل إلى "فصل المعتقلين من عناصر تنظيم داعش والمتعاونين معهم عن المعتقلين الآخرين؛ لمنع انتشار الأفكار المتطرفة بين نزلاء السجون".
وتابع العلواني، أن "جميع السجناء في العراق دون استثناء يعانون من سوء المعاملة وابتزاز ذويهم أثناء زيارتهم، وخصوصاً النساء اللاتي يأتين لزيارة أزواجهن أو أولادهن، فضلاً عن سوء التغذية والخدمات المقدمة لهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء، وانتشار الأمراض المعدية".
وأشار إلى أن "السجون العراقية شهدت في الآونة الأخيرة وفاة العشرات من المعتقلين، وخصوصاً في سجني التاجي والناصرية؛ نتيجة لانتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية، لكن السلطات والجهات المعنية تتحفظ على نشر عدد الوفيات والأسباب التي أدت إلى وفاتهم".
ومن جانبه طالب النائب رعد الدهلكي، القائد العام للقوات المسلحة، عادل عبد المهدي، بفتح تحقيق عاجل تجاه ما يتعرض له السجناء في سجن التاجي، كما دعا إلى تشكيل وفد لزيارة المعتقلات للاطلاع على حال المعتقلين.
وقال الدهلكي في بيان، إن "ما يتعرض له السجناء في سجن التاجي يُعبّر عن استمرارية النهج الانتقامي والسلوك اللا إنساني من قبل بعض الأفراد المتسلطين على حماية السجناء، وعليه ندعو الحكومة ولجنة الأمن والدفاع إلى التدخل في هذه القضية ووقف تلك الإجراءات التعسفية التي تمارَس اليوم بحق المعتقلين".
وأشار إلى أنه "من الواجب التنفيذي والرقابي أن يكون هنالك دور لهيئة ولجنتي الأمن الإنسان والأمن والدفاع النيابية تجاه هذا الملف الخطير للوقوف على مجريات ما يحدث من خروقات تجاه السجناء".
يُشار إلى أن العراق شهد، في 22 تموز من العام 2013، هروب مدانين محكوم عليهم بالإعدام، منهم أعضاء كبار في تنظيم القاعدة، بعد هجوم مباغت شنه مجهولون في وقت متزامن على سجن أبو غريب غرب العاصمة العراقية بغداد وسجن التاجي الواقع شمال العاصمة، واستخدم المسلحون خلاله مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقاذفات والعبوات الناسفة، ليؤسس المعتقلون الذين فروا من هذين المعتقلين تنظيم داعش، وأعلنوا ما يسمى بـ "الخلافة الإسلامية" لاحقاً.