الصدر يطالب بالعفو عن المساجين باستثناء الارهابيين والفاسدين
سياسة | 5-05-2019, 15:06 |
بغداد اليوم - النجف
طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاحد 5 آيار 2019، باصدار عفو عن المساجين باستثناء الارهابيين والفاسدين، فيما دعا الى التسامح بين جميع افراد المجتمع.
وقال الصدر في تغريدة له على حسابه في تويتر، ان "المؤمن مرآة المؤمن، بمعنى أن المؤمن يعكس صورة المؤمن ويظهر له ما فيه من حسن أو ما فيه من سوء، ووفقا لما ورد: ( رحم الله امرأ أهدى لي عيوبي ) فعلى المؤمن ان يسارع لتنبيه المؤمن لما فيه من عيوب فيذكرها له عسى أن يكون بابا لتوبته واتعاظه ، فذلك من حق المؤمن على المؤمن بشرط عدم التشهير به والاستنقاص منه على وجه الخصوص او ان ينبهه بصورة غير مباشرة او على وجه العموم".
وأضاف: "ومن هنا فإنني أحاول تنبيه المجتمع بصورة عامة لما فيهم من ذنوب وعيوب كما أنه نفسي ومن حولي لذلك ايضا، ومن تلك الامور التي اصبحت مشاعة كثيرة في مجتمعنا العراقي على وجه الخصوص: (الانتقام) فيسارع الفرد في أغلب الموارد الى الانتقام ممن أضر به ولو كان الاضرار بصورة غير مباشرة او غير مقصودة، كالذي ينال رشقة ماء من سيارة مرت بقربه فتكون ردة فعله الغضب وكيل الشتائم والسباب بل والضرب والعراك في بعض الأحيان مع علمه بعدم تعمد الفاعل لذلك وغيرها من الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى حتى صارت مشاعة بين افراد العائلة نفسها فينهال الأب بضرب ابنه بسبب خطأ بسيط فضلا عن العظيم، وكأن الضرب أفضل أسلوب للتربية أو كما ينهال الزوج بالضرب على زوجته بغير وجه حق أو يسارع بتطليقها وإهانتها ، أو السجان على السجين أو الكبير على الصغير وهكذا".
وتابع الصدر: "والأدهى منها هو تسلط الحاكم على الرعية فالكثير منهم يستعملون الانتقام والعنف بإفراط كبير وكأنه يحاول الانتقام من المسيء لا انه يطلب هدايته وخيره ومن دون أي محاولة لهدايته وتوبته فيتلذذون بايذاء الشعوب والانتقام من المعارضين وتعذيب السجناء والتشهير بهم . وكذا ما يحدث بين الخصماء السياسيين من تسقيط وتشهير واتهامات عبر القنوات الفضائية وفي الصحف وفي المجالس والمؤتمرات. فقد تغافل الجميع عن (روح التسامح) مبتعدين كل الابتعاد عن أسس الأديان وعن ما ورد في الكتب السماوية من آيات وكذا ما ورد من احاديث وروايات كثيرة تدل على وجوب إشاعة روح التسامح بين الجميع لا بين المسلمين فحسب".
ورأى ان "من المعيب أن لا نتأسى بالانبياء والرسل مع أن نبينا (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه) نبي الرحمة والتسامح وقد قال الله تعالى له: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) بمعنى انه كتب عليه العفو فعلينا أن نتأسى به ونشيع التسامح بيننا في الصغيرة والكبيرة ونترك النزعة الانتقامية فيما بيننا في شوارعنا ومنازلنا وبين عشائرنا وترك الفصول والدكات العشائرية وكذا في إعلامنا وصحفنا وصفحاتنا وما الى غير ذلك، فقد قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )، نعم يا ربي نحب أن تغفر لنا انك انت الغفور الرحيم ، ولتعلموا انه من يغفر يغفر الله له، فقد ورد: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)".
وذكر زعيم التيار الصدري، "فأول فوائد وثمار ونتائج (التسامح) هو نزول الرحمة الإلهية ورفع البلاء عنا تدريجية، فقد قال تعالى: الذين يتفقون في الشراء والممراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المخينين) ومن يكظم غيظه ويعفو عن الناس ويعفو عن المسيء فيكون مصداقا لقوله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)".
وأشار الصدر، الى أن "التسامح ليس حكرا على القرآن والمسلمين بل كما ورد عن نبي الله عيسى (عليه السلام): (لكي أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، باركوا لأعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم".
وأضاف: "وإن قيل: إن الله شرع الانتقام من الظالم والمعتدي، قلنا : نعم الا انه فضل العفو عليه أفلا تفضلون ما فضله الله لكم؟!.. فإنه وإن قال الله ان العين بالعين إلا انه أردفها بقوله عز من قائل: (فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فلا تتمسكوا بما يتلاءم مع شهواتكم ونزعاتكم القبلية والعشائرية وتتركون جوهر الدين والأخلاق حتى ورد: (التسامح تخلق الكرام). اذن فليعفوا الاب عن ابنه فالعفو افضل طريقة لتربيتهم وتدريبهم على التسامح ولتعفُ العشيرة عن المسيء والسجان عن السجين".
وطالب الصدر، بـ"العفو عن المساجين وخصوصا ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك ولنعينهم على الهداية والتوبة وترك الموبقات والسرقات والفواحش والمخدرات وغيرها ونستثني من ذلك الإرهابيين ممن تلطخت أيديهم بالدماء والعفو عن عوائلهم قدر الإمكان لا سيما النساء والاطفال وكبار السن، لكن هذا لا يعني أن نعفو عن الفاسدين ممن يسرقون قوت الشعب ويتسلطون على الرقاب بل نسارع بالمطالبة بمحاكمتهم وإيقاع العقوبة بهم فهؤلاء ميؤوس من توبتهم وهدايتهم فقد أمعنوا في الفساد والسرقة وتركوا الشعب يصارع الجوع والفقر بغير حق".
واختتم زعيم التيار الصدري تغريدته بالقول: "وأخيرا فإني أسامح كل من أساء بحقي (حصرا) وأسأل الله أن يغفر لي وله بل وأشكره لأنه زاد من حسناتي وتوابي الأخروي وسلام عليه إذا لم يكررها وأتشرف بأخوته في الوطن والدين والإنسانية وإني أبرأ ذمته فليبرئ لي ذمتي ولنعش بسلام ... والسلام".