بغداد اليوم _ بغداد

لازال تعامل وزارة الثقافة ووزيرها عبد الامير الحمداني مع حادثة اغتيال الروائي علاء مشذوب بهجوم مسلح وسط كربلاء، السبت الماضي، يثير إستياء وسخط ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنتقدوا "ركاكة" بيان الوزراة الأول بشأن الحادثة، وعبارة "نبأ وفاة" التي وردت فيه، وليس اغتيال كما حدث فعلا.

واللافت في بيان وزير الثقافة، أنه "حذر من إستثمار الجريمة لإحداث شرخ بالمجتمع"، الامر الذي عده ناشطون "دعوة لعدم إعطاء جريمة بحجم اغتيال روائي واديب، حقها الكافي من الاستنكار والشجب والتنديد".

ويربط الناشطون، في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بين خلفيات توزير عبد الامير الحمداني وبين موقفه "الباهت" من حادثة إغتيال الروائي علاء مشذوب، متساءلين بالقول: "هل هذا هو التكنوقراط".

وقال الحمداني في بيانه الاول، الذي أعقب اغتيال مشذوب بساعات: "ببالغ الحزن والاسى تلقينا نبأ وفاة الكاتب والروائي الدكتور علاء مشذوب متأثرا باطلاقات نارية مساء اليوم السبت 2/2/2019. وبرحيله فقد الوسط الثقافي أحد مبدعيه وكتابه المتميزين. نعزي انفسنا والوسط الثقافي بهذا المصاب الأليم. أسكنه الله فسيح جناته وألهم ذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان. وأنا لله وأنا إليه راجعون"، قبل أن يتم حذفه من صفحة الوزارة على موقع "فيسبوك".

واليوم الثلاثاء، قال الحمداني في بيان، أورده مكتبه الاعلامي، إنه "يـطالب بالاسراع في الكشف عن ملابسات اغتيال القاص والروائي الدكتور علاء مشذوب"، محذرا "من استثمار الجريمة لإحداث شرخ بالمجتمع".

شدد على "ضرورة الاسراع في القبض على المتورطين باغتيال مشذوب والكشف عن الجهات التي تقف وراءهم وقطع الطريق امام الشائعات التي تثار لتحقيق غايات سياسية"، مشيرا الى ان الفقيد الراحل خسارة كبيرة للوسط الثقافي وعرف خلال مسيرته بنبل الاخلاق والروح الوطنية العالية وطالما كرس قلمه للوحدة الوطنية ووأد الفتن ومحاربة التطرف والارهاب".

وكانت قيادة شرطة كربلاء قد أعلنت، الاحد 3 شباط الجاري، تشكيل فريق "من كبار الضباط المختصين" لكشف ملابسات مقتل الروائي علاء مشذوب وسط المحافظة، فيما نفت اعتقال أي شخص على صلة بالحادث حتى الان.

وكان مصدر أمني قد أفاد،  السبت (2 شباط 2019)، باغتيال الروائي العراقي علاء مشذوب، بهجوم مسلح إستهدفه قرب باب منزله في شارع ميثم التمار وسط محافظة كربلاء.

ولم تكف المطالبات عقب اغتيال مشذوب، عن الدعوة لتقديم الجناة الى العدالة، وإنزال أشد العقوبات بهم، في حين عُدت العملية محاولة لإسكات "الأصوات الحرة والمثقفين"، أما شرطة المحافظة، فقد أصدرت بياناً أكدت فيه أنها ستقوم بدورها.

وفي أول تعليق حول الحادث، قال شقيقه قاسم مشذوب إن "من يتكلم عن الفساد وتردي الواقع الحكومي يصبح ضحية كلمته الحرة، المطالِبة بتحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء معاناة المواطنين".

وذكرت الشرطة في بيان نشرته بوقت متأخر من ليل السبت، أنه "بعد وصول اخبار عن تعرض الروائي (د علاء مشذوب) الى اطلاق عدة عيارات نارية بإتجاهه أثناء توجهه الى داره على الفور شرعت قوة من تشكيلات قيادة شرطة كربلاء وتحت اشراف قائد شرطة المحافظة اللواء أحمد علي زويني وبمتابعة شخصية من قبل مدير مكافحة الجرائم العميد الحقوقي صباح المسعودي وثلة من كبار المحققين بإتجاه الحادث لجمع المعلومات الاستخباراتية الاولية للوصول الى الجناة وتقديمهم الى العدالة".