آخر الأخبار
كاساس: سنحاول البحث عن أفضل اللاعبين لمباراة السعودية الخطوط الجوية العراقية تخفض أسعار التذاكر لذوي الاحتياجات الخاصة المنتخب الوطني يسقط أمام البحرين ومهمته الخليجية تتعقد العراق يعزي أذربيجان بضحايا حادث تحطم طائرة الركاب انطلاق الشوط الثاني لمباراة العراق والبحرين

تقرير اميركي: اسباب ’’صدامية’’ و ’’داعشية’’ تهدد بانقراض لهجة سكان الموصل.. هذا ما يفعله شبانها

محليات | 29-01-2019, 03:27 |

+A -A

بغداد اليوم-متابعة

نشرت وكالة أسوشييتدبرس الاميركية، تقريرا عن لهجة الموصل التي يخشى الكثير من أنها قد تغيب بعد سنوات من حرب وتهجير، لافتا الى ان أهالي الموصل، تميزوا على مدى قرون في التحدث بلهجة خاصة بهم من لغة عربية غنية بتاريخ مدينتهم الطويل التي تمثل مفترق طرق حضارة فيما برزت اسباب بعهد النظام السابق واخرى بعد 2014 تهدد الاستمرار بالتحدث بهذه اللهجة.

وذكر التقرير، أن أغلب أحياء مدينة الموصل القديمة، التي يسكن فيها الناطقون بهذه اللهجة قد دمرت تماماً خلال الحرب ضد داعش، لافتا الى ان آلاف من السكان قتلوا عبر أشهر من قتال عنيف، وغادر عشرات ألوف آخرين آخذين معهم لكنة المدينة المحلية وذكريات ماضيها الأكثر ألفه.

واردف: الآن كثير من المقيمين الموصليين يخشون من أن لهجتهم قد تختفي كما هو الحال مع المدينة نفسها.

ونقل التقرير عن شهد وليد (26 عاما)، التي قالت وهي تقف في فناء بيتها الحجري قرب أطلال جامع النوري في الموصل القديمة: "90% من الذين غادروا المدينة القديمة هم من متحدثي اللهجة الموصلية الاصيلة، الاجيال القادمة ستغيب عنهم اللهجة المصلاوية وسيتكلمون بدلا منها بلهجات أخرى."

وتابع التقرير: إنها واحدة من الاعداد المتناقصة لأهالي الموصل من الشباب الذين مايزالون يتكلمون باللهجة المميزة على نحو متناسق، رغم ذلك فانها نشأت في الجانب الشرقي من مدينة الموصل. وتستذكر تحدثها باللهجة الموصلية مع جدها وأصدقائه الذين عاشوا في المدينة القديمة.

وأكمل: اللهجة الموصلية تتخللها كلمات مستعارة من لغات تركية وفارسية وكردية، تعكس تاريخ الموصل الصاخب وما يحيط بها من مناطق سهل نينوى.

من جهته قال عبد الكريم ياسين أحمد، الباحث العراقي من جامعة نيوكاسل البريطانية المتخصص بدراسة اللهجة، ان "تراجع اللهجة الموصلية يعود الى عقود عبر نزاعات وحروب انتهت بسيطرة تنظيم داعش على المدينة في عام 2014".

وذكر التقرير: منذ بدايات القرن العشرين كانت الموصل والمنطقة المحيطة بها موطناً لسكان عرب وكرد وآشوريين وتركمان وآخرين مع مسلمين ومسيحيين ويهود وأقليات أخرى يتعايشون جنباً الى جنب متحدثين باللهجة المصلاوية العربية.

وفصل، أن مسيحيي الموصل والمناطق المحيطة بها تعرضوا لتناقص شديد بأعدادهم وذلك بسبب الحروب والتهديدات ضدهم حيث اضطرت مئات العوائل الى الهجرة خارج البلد هروبا من هجمات الارهابيين والبحث عن ملاذ آمن هناك.

وتابع: منذ مرحلة الستينيات أطلقت الحكومات العراقية المتعاقبة حملات تعريب في الشمال جالبين عدداً كبيراً من عرب سكان مناطق اخرى ليسكنوا هناك، وجلب هؤلاء معهم لهجاتهم الخاصة بهم وبدأت تهيمن على اللهجة الموصلية.

وقال سعد محمد جرجيس 59 عاما، من أهالي الموصل: "مشكلتنا أننا مجتمع خليط على نحو كبير. منذ عهد نظام صدام حسين أناس كانوا يعيشون في قرى وأرياف أصبحوا ضباطاً في الجيش، وعندما جاءوا وسكنوا في الموصل أثّروا على لهجتنا الموصلية."

ولفت التقرير الى ان محمود ياسين 25 عاما، ولد في الموصل القديمة ولكن لكنته من لهجة المناطق النائية فهو لا يتحدث باللكنة الموصلية. ويقول انه عندما يتحدث معه صديقه الموصلي بلكنته فانه لا يستطيع فهم كل ما يقوله .

واردف التقرير: منذ عهد قريب في العام 2014 كانت مدينة الموصل القديمة مسكنا لاكثر من 60 ألف شخص. عمد مسلحو داعش على قتل الآلاف منهم خلال حرب دامت ثلاث سنوات تخللتها حوادث إعدامات جماعية، مبينا وبينما كانت القوات العراقية تقترب في زحفها من المدينة لتحريرها في عام 2017 بدعم من التحالف الدولي قام مسلحو التنظيم بتطويق المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية. الضربات الجوية والتفجيرات الانتحارية حولت أحياء بأكملها الى ساحة من الأنقاض والأبنية المهدمة.

وأشار الة ان من بين عشرات الألوف الذين غادروا المدينة، أعداد قليلة فقط رجعت ولكن ليس هناك خدمات.

وقالت نوال فتحي 70 عاما، ولدت وعاشت في المدينة القديمة، ولكنها غادرت المنطقة خلال الحرب ورجعت الآن لتعيش في الجانب الغربي من الموصل، انه خلال طفولتها جاءت كثير من القبائل والعشائر عاشت في المدينة القديمة ولكنهم لم يؤثروا على ثقافة المدينة الاصلية ولهجة أهلها، مشيرة الى ان "عقول الناس الآن تغيرت وكل شيء تغير من طريقة اللبس والكلام. علينا ان لا نخدع أنفسنا".

ويقول الباحث العراقي أحمد إن "لهجة الموصليين هي جزء من هويتهم حيث تجد الشباب الموصلي غالباً ما يستمعون لأغاني موصلية تراثية قديمة تميز هويتهم وهذا شيء يدعو للتفاؤل".