صحيفة: "حراس الدين" و "الرايات البيض" كذبة اختلقها موالو إيران لإبقاء الحشد بالمناطق السنية
سياسة | 19-01-2019, 02:33 |
بغداد اليوم- متابعة
أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير نشرته، السبت (19 كانون الثاني 2019)، إن تنظيما "حراس الدين" و "الرايات البيض" كذبة اختلقها من اسمتهم موالو ايران ، لتجديد تفويض الحشد الشعبي في المناطق السنية.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، إن اطرافاً عراقية مقربة من إيران كثفت في الآونة الأخيرة من اطلاق تسريبات بشأن ظهور تنظيمات إرهابية جديدة، في مناطق شمال غرب وغرب البلاد، في خطوة يقول خبراء أمنيون إن الهدف منها خلق مناخ من التخويف من ظهور داعش جديد، ما يشرّع لبقاء ميليشيا الحشد الشعبي في مناطق سنية وكردية ويعيق مطالب سكان تلك المناطق بسحبها.
وأوضحت أن هذه التسريبات المكثفة، تأتي بعد تزايد الجدل بشأن ظهور تنظيم جديد يحمل اسم "حراس الدين"، في محافظة صلاح الدين، شمال غرب العراق، حيث يدعي مروجو هذه المعلومات أن عناصر هذا التنظيم هم بعض من بقايا "جبهة النصرة"، الذين انتقلوا من سوريا إلى العراق، خلال الشهور الماضية، على دفعات، وتمركزوا في محافظة صلاح الدين.
ولفتت الى أن لإشارات المتزايدة، جاءت إلى "حراس الدين" أخيرا في أعقاب اهتمام مماثل، قبل شهور، بتنظيم آخر، يدعى "الرايات البيض"، أو “أصحاب الرايات البيضاء”، قيل إنه ظهر في المناطق الوعرة بين كركوك وصلاح الدين.
وبينت أن "أصحاب هذه الإشارات، استندوا إلى سلسلة من الاختراقات الأمنية، الصيف الماضي، في مثلث جبلي وعر يقع بين محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، رغم ان المصادر الاستخبارية تقول إن الاختراقات التي شهدها المثلث المذكور، على الأغلب من صنيعة تنظيم داعش، وليس من تنظيم جديد.
ونقلت صحيفة "العرب" عن أحد ضباط استخبارات وزارة الداخلية، قوله، إن "مثلث مرتفعات حمرين الوعر، هو معقل حالي لنحو 700 من عناصر داعش، نجحوا في الفرار من القتال خلال عمليات التحرير، في كل من الموصل وتلعفر في محافظة نينوى، والحويجة في محافظة كركوك".
وأضاف أن "هذا التقدير، يستند إلى جهد ميداني تتشارك فيه كل من بغداد وواشنطن".
وتابع: إن "العمل الاستخباري الميداني المشترك بين العراق والولايات المتحدة، لا يدعم فرضية ظهور أي تنظيم إرهابي جديد"، مشيرا إلى أن "الأجهزة الأمنية العراقية تلاحق الآن ما يعرف بالخلايا النائمة لداعش، وتحبط خططا محدودة للتنظيم، بغرض تنفيذ هجمات، لكنها لم ترصد تحركات مجموعات إرهابية جديدة".
وتابع أنه "لم يسبق أن ألقي القبض على شخص واعترف بأنه ينتمي إلى جماعة الرايات أو حراس الدين"، في مقابل "إلقاء القبض على العشرات من المطلوبين في المثلث الوعر، اعترفوا بانتمائهم إلى داعش".
وفسر سياسي عراقي، ينحدر من محافظة صلاح الدين، أسباب إصرار بعض الأطراف العراقية على الحديث عن ظهور تنظيمات متشددة جديدة، بأنه "محاولة لمنح مجموعات مسلحة شرعية الانتشار العسكري، في بعض المناطق، حتى بعد انتهاء الحرب على داع"، بحسب الصحيفة.
وأضاف، أن "فصائل مسلحة تابعة لهيئة الحشد الشعبي، وليست تابعة لها، تسيطر على العديد من المناطق في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار، التي يغلب السنة على سكانها"، مبيناً أن "هذه الفصائل تبرر انتشارها هناك بحماية أقليات شيعية أو التصدي لتهديدات أمنية".
وأكد السياسي العراقي، إن "اختلاق أسماء تنظيمات إرهابية جديدة، هو وسيلة فعالة لتجديد تفويض الفصائل العراقية الموالية لإيران في المناطق السنية"، ويعتقد أن "هناك من يضخم كل حدث أمني يقع في العراق حاليا، وربطه بمؤامرات خارجية وهمية لزعزعة استقرار البلاد”.
وبينت الصحيفة، إن "اختلاق تنظيمات مسلحة جديدة، يؤدي وظيفة أخرى في العراق، إذ يمكن أن يستخدم غطاء لتبرير فشل الحكومة في تقديم الخدمات".
وبحسب الصحيفة، فأن "سكان محليين في المناطق المحررة من تنظيم داعش، أكدوا إن المسؤولين المحليين يتذرعون بوجود تهديدات أمنية تعيق عمل مؤسسات الحكومة في مجال الخدمات، وتمنع الشركات الأجنبية من المجيء".
ولفتت الى الصحيفة، أنه "ليس من باب الصدفة أن تلتقي الحكومة العراقية والحشد الشعبي عند الحاجة إلى بث الأخبار السيئة في ما يتعلق بالأوضاع الأمنية في المحافظات ذات الأغلبية السنية"، مشيرا إلى أن "الحكومة عاجزة عن وضع خطة لإعادة الإعمار فيما انتشار ميليشيات الحشد يمنع الدول التي أبدت استعدادها للقيام بتلك المهمة من إرسال الشركات القادرة على تنفيذ خطط الإعمار إلى تلك المناطق".
وأشارت الى أن "الحكومة لا ترغب في إعادة انتشار ميليشيات الحشد في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية لما يمكن أن يحدثه ذلك من فوضى أمنية في تلك المحافظات. أما الميليشيات فإنها لا ترغب في الاعتراف بأن مهمتها انتهت وعليها أن تسرح مقاتليها وتعيدهم إلى الحياة المدنية، الأمر الذي تعارضه إيران وهي الطرف المسيطر عقائديا وعسكريا على تلك الميليشيات".
وتابعت: "ولم يستبعد في ظل تعثر خطط الإعمار والموقف السلبي الذي تتخذه الحكومة من مسألة استمرار الميليشيات في السيطرة على مدن وقرى عديدة ومنع سكانها المهجرين من العودة إليها، أن يعيد الشباب في تلك المدن تنظيم أنفسهم عسكريا استعدادا لدورة عنف جديدة ما دامت الحكومة غير راغبة في فرض سيادتها أو غير قادرة على القيام بذلك".