آخر الأخبار
العراق على موعد مع موجة حر جديدة الجمعة ولمدة يومين - عاجل التعليم النيابية تحسم الجدل حول ملف احتساب الشهادات بدون موافقات إيران تنفي تعرض المرشح سعيد جليلي لمحاولة اغتيال البورصة تغلق ابوابها بارتفاع كبير للدولار في بغداد السوداني: العشائر أسهمت في تمكين شعبنا من اجتياز المنعطفات والتحديات

في ديالى.. رجل ينتقم لشقيقه بتربية أطفال قاتله

محليات | 5-01-2019, 04:31 |

+A -A

بغداد اليوم- ديالى

شكلت سنوات (2005-2008) حقبة سوداء في تاريخ مدينة بعقوبة، واغلب مدن محافظة ديالى، حتى أن الكثيرين كانوا يطلقون عليها "حقبة الدم"، بسبب الفوضى والاضطرابات الأمنية التي شهدتها ابان سيطرة تنظيم القاعدة وباقي التنظيمات المسلحة.

كانت الارياف شبه محتلة من التنظيمات، فيما تكررت مشاهد المجازر البشرية بحق الابرياء وصدا الانفجارات والمفخخات واعلانات الموت في الاسواق والاحياء التي تحكي قصة خوف ورعب يخنق المواطنين.

وفي تلك الحقبة السوداء برز ما يعرف بأمراء الموت، وهم قادة تنظيم القاعدة الذين سيطروا على اجزاء من بعقوبة وريفها وبدأوا عمليات قتل وانتهاك للحرمة، في محاولة للسيطرة على المواطنين، باستخدام سياسة زرع الخوف والرعب فيهم.

ابو صالح، أحد امراء القاعدة آنذاك، والذي كان ينشط في قاطع ريف جنوب بعقوبة وهو عراقي الجنسية لم يكمل الإعدادية، كان مزارعا متواضعا لكنه سرعان ما انخرط وأصبح من قيادات التنظيم، كما تورط بسلسلة جرائم مروعة بحق الأبرياء، لدرجة أن ابناء عمومته لم يسلموا من دمويته، حيث قتل أحدهم وفجر منازل 6 منهم "بتهمة دعم الحكومة والانتماء للقوى الامنية".

ابو كامل وهو ابن عم أمير القاعدة (ابو صالح) وشقيق زوجته، أكد لـ (بغداد اليوم)، أن "ما قام به ابن عمه مخجل وفعل إرهابي" وهو يردد "كل شجرة لابد ان تحمل يوما ما ثمرة فاسدة وابن عمي كان تلك الثمرة في شجرة عائلتنا".

واضاف، أن "ابن عمه قتل في مواجهات مع القوات الامنية بداية 2007 في أطراف ناحية بهرز (10 كم جنوب بعقوبة) ونحن كنا مشتتين بين ثلاث محافظات هربا من سطوته وبطشه، لكونه لم يترك أحدا الا وقتله، ومن ضمنهم شقيقي الاصغر الذي أعدمه رمياً بالرصاص انتقاما من موقفنا في البراءة منه واعلان ذلك أمام الجميع".

وبين، أن "امير القاعدة ابو صالح ترك بعد مقتله 4 اطفال وام محطمة نفسيا بسبب فكره المتطرف"، لافتا الى أن "اي شخص يحترق من الداخل لقتل شقيقه الاصغر والاحب الى القلب، كان سيسعى للانتقام من اطفال عدوه اللدود، بقتلهم او تركهم للمجهول انتقاما من افعال أبيهم".

واستدرك، أنه قرر الانتقام من أبن عمه "من خلال احتضان اطفاله ومنعهم من التأثر بالفكر المتطرف لأبيهم، وتوفير بيئة سليمة تدفعهم للدراسة والتعلم لخدمة المجتمع بعيدا عن الارهاب والقتل والدماء".

واشار الى أن "اطفال ابن عمه المجرم الان في مراحل دراسية متقدمة وهم مجتهدون وهو متفائل بشأن مستقبلهم"، مؤكدا أن "ما فعله هو هبة من الله لأنه أغمض عينيه عن الانتقام من خلال انقاذ هؤلاء الاطفال واحتضانهم، على الرغم من قتل ابيهم لشقيقه الأصغر".

وتابع، أن "البعض قد ينتقدني بسبب ما فعلته لكني انقذت اربعة اطفال من طريق قد يقودهم الى ذات الطريق الذي سلكه والدهم فيصبحون وقوداً للتطرف مرة أخرى وتتكرر ذات المأساة مع غيري"، لافتا الى أن "ما فعله هو الانتقام الحقيقي لدماء شقيقه الاصغر".

وكان العشرات من أمراء القاعدة قتلوا في معارك بديالى في حقبة سنوات الدم اغلبهم لم يعرف مصير عوائلهم واطفالهم بعدما هربوا الى محافظات أخرى.