العراق يستخدم أوراقه الاقتصادية لضمان حصته المائية.. والمفتي يتوقع اتفاقاً مع أنقرة قريباً

بغداد اليوم – بغداد

أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون المياه، طورهان المفتي، اليوم الأحد (2 تشرين الثاني 2025)، أن العراق يواجه تحديات مائية معقّدة تتداخل فيها الأسباب الخارجية المرتبطة بالتغير المناخي مع العوامل الداخلية المتمثلة بالتجاوزات على الأنهر، فيما كشف عن استخدام الحكومة للمرة الأولى أوراق الضغط الاقتصادية في المفاوضات مع دول الجوار لضمان الحقوق المائية.

وقال المفتي في تصريح تابعته "بغداد اليوم"، إن "العراق يُعدّ من بين أكثر 15 دولة تأثراً بالتغير المناخي في العالم، وقد أدى ذلك إلى تراجع خط المطر نحو الشمال لمسافة تصل إلى 100 كيلومتر، وانخفاض معدلات التساقط المطري في حوضي دجلة والفرات بنسبة تقارب 60%".

وأوضح أن "شحّ الأمطار في دول المنبع دفع باتجاه ما يعرف بتقاسم الضرر، إذ تعتمد كل من تركيا وإيران على حصة من مياه الأنهار داخل أراضيهما قبل إطلاق المتبقي إلى العراق، ما ضاعف من الأزمة المائية في البلاد".

وأضاف المفتي أن "العوامل الداخلية فاقمت بدورها الأزمة، بسبب انتشار المضخات والبحيرات غير القانونية والزراعة خارج الخطط المعتمدة من وزارتي الزراعة والموارد المائية"، مشدداً على أن "هذه التجاوزات تُسهم في استنزاف الموارد المائية، وأن الحكومة تعمل على إزالتها عبر إجراءات أكثر حزماً".

وأشار إلى أن "العراق وللمرة الأولى منذ تأسيس الدولة يستخدم أدواته الاقتصادية ضمن ملف التفاوض المائي مع دول الجوار، بعد أن كانت الاتفاقيات السابقة، ومنها اتفاقية حسن الجوار لعام 1946 مع تركيا واتفاقية الجزائر مع إيران، خالية من نصوص واضحة بشأن الحصص المائية".

وبيّن المفتي أن "الاتفاق الإطاري الذي وُقع عام 2024 بين رئيس مجلس الوزراء والرئيس التركي مثّل أول خطوة عملية للتفاوض حول الإطلاقات المائية باستخدام الملف الاقتصادي كورقة ضغط فاعلة"، لافتاً إلى أن "حوض دجلة والفرات في جنوب تركيا يعاني أيضاً من شحّ مائي مماثل لما يشهده العراق، خصوصاً في نهر دجلة، بينما تبدو مستويات الخزين في الفرات أفضل نسبياً".

وتابع أن "المفاوضات الجارية تتركز حالياً على ضمان الإطلاقات المائية المتفق عليها"، مؤكداً أن "التعهد المبرم خلال الاجتماعات التي عُقدت في 10 تشرين الأول بتركيا نصّ على إطلاق عاجل لمليار متر مكعب من المياه، بواقع نصف مليار باتجاه دجلة ومثلها نحو الفرات".

وأعرب المفتي عن أمله بأن "تُتوَّج زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد، اليوم الأحد، بنتائج إيجابية تعزز الاتفاق وتضمن تنفيذ الإطلاقات التي تم التفاهم بشأنها سابقاً".