بغداد اليوم - بغداد
شهدت الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران عقب تداول مقاطع مصوّرة تُظهر عشرات السيارات الفارهة القادمة من العراق وهي تجوب الطرق الساحلية والغابات في شمال البلاد، خاصة في محافظتي مازندران وجيلان.
ووفقا لما افادته تقارير وشهود عيان لـ"بغداد اليوم" "تُظهر المقاطع سيارات أمريكية الصنع من طرازات فخمة مثل شيفروليه، جي إم سي، كاديلاك ولاندكروزر، تحمل لوحات عراقية وأعلاماً وطنية، فيما كان بعض السائقين يشغّلون موسيقى عربية بصوت مرتفع أثناء مرورهم على الطرق السياحية المزدحمة".
وتباينت ردود فعل المستخدمين الإيرانيين بين الإعجاب والانتقاد. فبينما اعتبر البعض الظاهرة مؤشراً على انتعاش السياحة العراقية في إيران وزيادة حجم الإنفاق السياحي، عبّر آخرون عن استيائهم من التفاوت الطبقي الواضح قائلين إن "الإيراني العادي لم يعد قادراً على شراء سيارة محلية، بينما تتحول الطرق الإيرانية إلى ساحة لاستعراض السيارات الفاخرة".
بين السياحة والاستعراض الطبقي
ويرى محللون أن هذه الظاهرة تحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية تتجاوز الجانب السياحي. فشمال إيران، الذي يُعد وجهة مفضلة للعراقيين، يشهد تزايداً ملحوظاً في الاستثمارات والإنفاق السياحي العربي، ما يعكس تحسّن العلاقات الاقتصادية، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن تفاوت اقتصادي متصاعد بين الزائر والمجتمع المحلي.
الخبير في شؤون السياحة الإقليمية مهدي كرمي أوضح في تصريح لـ"بغداد اليوم"، أن "الظاهرة بحد ذاتها ليست سلبية، لكنها بحاجة إلى تنظيم ورقابة لضمان أن لا تتحول إلى استعراض للثراء في مناطق يعاني سكانها من أزمات اقتصادية".
وأضاف أن إدارة السياحة يجب أن تراعي "التوازن بين الجاذبية الاقتصادية والانطباع الثقافي لدى السكان المحليين".
دعوات لتنظيم الظاهرة
وتزايد الدعوات في الأوساط الإعلامية الإيرانية إلى وضع ضوابط خاصة لعبور السيارات الفارهة الأجنبية وتنظيم الفعاليات السياحية بما يحافظ على الطابع العام للمدن الشمالية. كما طالب ناشطون بتوجيه الاستثمارات نحو تحسين البنية التحتية والخدمات العامة بدلًا من الاقتصار على النشاطات الترفيهية للأثرياء.
وفي ظل استمرار تدفق السياح العراقيين إلى إيران، خاصة خلال العطل والمواسم الدينية، يبدو أن الجدل حول “السياحة الفاخرة” سيظل أحد أبرز مظاهر التفاعل بين الشعبين في المرحلة المقبلة، بين من يراها فرصة اقتصادية ومن يعتبرها انعكاساً لاختلال التوازن الاجتماعي داخل إيران.
بغداد اليوم - متابعة أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء (15 تشرين الاول 2025)، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تقم بواجباتها القانونية تجاه إيران، فيما بين أن المنظمة لديها الاتفاق بين حكومتي إيران وروسيا منذ عقدين