بعد الاتفاق التاريخي.. وزير النفط لـ"بغداد اليوم": الإقليم يبدأ غداً بضخ النفط للتصدير عبر جيهان - عاجل

بغداد اليوم – بغداد

أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط، حيان عبد الغني السواد، اليوم الجمعة (26 أيلول 2025)، أن إقليم كردستان سيبدأ ابتداءً من الساعة السادسة من صباح يوم غد السبت بضخ النفط ليتم تصديره عبر ميناء جيهان التركي، وذلك عقب الاتفاق التاريخي المبرم بين الحكومة الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية في الإقليم.

وقال السواد في تصريح خاص لـ"بغداد اليوم"، إن "الاتفاقية الموقعة تقضي بتسليم النفط إلى شركة تسويق النفط (سومو)، وهي إحدى تشكيلات وزارة النفط، حيث سيتم تسليم ما يقارب 190 ألف برميل يومياً عند نقطة القياس في فيشخابور على الحدود العراقية–التركية، ليُصار إلى ضخه عبر أنبوب كركوك–جيهان بعد توقف دام لعامين".

وأضاف الوزير أن "50 ألف برميل ستبقى داخل الإقليم للاستخدامات المحلية في المصافي هناك، فيما تتراوح الكميات المتفق على تسليمها بين 180 و190 ألف برميل يومياً"، مشيراً إلى أن "المفاوضات بين المركز والإقليم استمرت لعام كامل، وما تحقق يعد تقدماً مهماً وأول اتفاق بهذا المستوى منذ تغيير النظام السابق".

وبشأن الحقول الجنوبية، أوضح السواد أن "ما سيتم تصديره من نفط الإقليم يُضاف إلى الكميات المصدرة حالياً من البصرة والمحافظات الأخرى، ولن يؤثر على حصصها أو صادراتها".

ويمثل هذا التفاهم النفطي تتويجاً لسلسلة مفاوضات شاقة بين بغداد وأربيل استمرت لأشهر طويلة، بعدما كان ملف تصدير النفط من الإقليم أحد أعقد الملفات الخلافية منذ عام 2003. فقد سبق أن لجأت حكومة الإقليم إلى التصدير المباشر عبر تركيا دون المرور بالحكومة الاتحادية، ما أدى إلى نزاعات قضائية وقرارات من المحكمة الاتحادية العليا عام 2022 أكدت بطلان عقود الإقليم النفطية وأوجبت تسليم الإنتاج إلى وزارة النفط الاتحادية.

وقد شكّل توقف خط كركوك–جيهان منذ عام 2023 ضربة كبيرة لاقتصاد الإقليم، الذي يعتمد بشكل شبه كلي على عائدات النفط، في وقت عانت فيه بغداد أيضاً من تراجع في مرونة تصدير الخام بسبب الاعتماد على المنافذ الجنوبية فقط. ومع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية لتسوية الخلاف، رعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل غير مباشر أجواء التفاوض، فيما جاء الاتفاق الحالي كخطوة تُعتبر "تاريخية" لإعادة ضبط العلاقة بين المركز والإقليم على أسس دستورية وقانونية، وسط ترقب لمدى التزام الأطراف ببنوده وحل ملف المستحقات المتأخرة للشركات العاملة في كردستان.