داعش بين الأفول والتحديات المقبلة.. العراق يواجه بقايا الخلايا وخطر الجذور الفكرية

بغداد اليوم – بغداد

أكد الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء المتقاعد جواد الدهلكي، اليوم السبت (13 أيلول 2025)، أن نشاط تنظيم “داعش” في العراق تراجع بشكل كبير جداً خلال الفترة الأخيرة، بفعل الجهود الأمنية والاستخبارية المكثفة.

وقال الدهلكي في تصريح لـ”بغداد اليوم”، إن “المؤشرات الميدانية تؤكد تقلص نشاط داعش بشكل واضح خلال الأشهر الماضية، نتيجة المتابعة الدقيقة والتحركات المشتركة للقوات الأمنية والاستخبارية في المناطق التي كانت تشهد تحركات للتنظيم”.

وأضاف أن “التنظيم لم يعد قادراً على شن هجمات واسعة أو السيطرة على أراضٍ كما في السابق، واقتصر نشاطه على خلايا صغيرة تتحرك في مناطق نائية وصعبة جغرافياً، لكنها أصبحت تحت ضربات جوية دقيقة وعمليات برية نوعية، بينها إنزالات متكررة”.

وشدد الدهلكي على أن “استمرار التنسيق بين مختلف صنوف القوات العراقية، إلى جانب الدعم المجتمعي وتبادل المعلومات، يشكل عاملاً حاسماً في منع عودة داعش إلى نشاطه السابق”، مشيراً إلى أن “التحدي المقبل يتمثل في معالجة الأسباب الفكرية والاقتصادية التي يستغلها التنظيم في تجنيد عناصر جديدة”.

وشهد العراق منذ إعلان النصر العسكري على تنظيم “داعش” عام 2017 تقلصاً كبيراً في قدرات التنظيم، بعد أن خسر مساحات شاسعة كان يسيطر عليها في نينوى والأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى. ومع ذلك، لم ينتهِ التهديد بشكل كامل، إذ لجأ التنظيم إلى أسلوب حرب العصابات والخلايا الصغيرة المتنقلة في المناطق الجبلية والصحراوية الوعرة.

وخلال السنوات الماضية، واصلت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي تنفيذ عمليات نوعية ضد بقايا التنظيم، كان أبرزها الغارات الجوية والاستهدافات الاستخبارية الدقيقة، لكن مع ذلك، يؤكد خبراء أن الخطر لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يمتد إلى الأسباب الفكرية والاقتصادية التي يستغلها التنظيم لإعادة تجنيد عناصر جديدة، ما يجعل المواجهة مع “داعش” معركة طويلة الأمد تتجاوز البعد الأمني إلى معالجات سياسية ومجتمعية شاملة.